العادات هي علامات خارجية تعبر عن معان داخليه, وما اكثر عاداتنا وطقوسنا ورموزنا 000 من هنا ونحن على أبواب الميلاد لنرى بعض العادات الميلادية المعبرة عن جوهر العيد وسمو رسالته.
· الزرع أمام المغارة : الزرع هو عطاء الأرض, ودور الإنسان هو أن يتولى هذا الزرع فهو الذي يحفظ كل أنواع النباتات. يرمز الزرع إلى عطايا الله ونعمه الغزيرة على الإنسانية, والله هو الزارع. لقد بارك آدم وجعله خصباً , أعطاه نسلاً وذريه. فالبذور من قمح وعدس وفول وحمص رموز تضعها العائلة أمام شجرة الميلاد لتدل إلى كلمة الله التي تعطي ثمارا وحياة. القطن الذي يرمز إلى الثلج : الاعتقاد بميلاد المسيح في فصل الشتاء , ولكنه يرمز روحياً إلى الطهارة ونقاوة النفس.
· بابا نويل : هي شخصية كنسية للقديس نيقولاوس الذي كرّس حياته بتوزيع الحسنات والخيرات على الفقراء والمساكين والمحتاجين , فكان يجول الشوارع ليلاً بلباسه الأسقفي الأحمر ويضع العطايا والتقادم أمام بيوت المحتاجين.
· مغارة الميلاد : اعتاد المسيحيون في العالم كله , أن يقيموا في ذكرى الميلاد مغارة إما من ورق واما من حجارة في بيوتهم وكنائسهم ومحلاتهم التجارية , وفي ساحات مدنهم , ويضعون في هذه المغارة تمثالا للطفل يسوع محاطا بتماثيل للسيدة العذراء وللقديس يوسف , ولبعض الرعاة والمجوس الذين زاروا يسوع وتماثيل لبعض الحيوانات الأليفة , وذلك كله للتذكير بميلاد السيد المسيح في مغارة بيت لحم .
ترتقي جذور هذه العادة إلى عام 1223 حين أراد القديس فرنسيس الاسيزي أن يذكر مواطنيه بميلاد يسوع الفقير , فذهب إلى إحدى الغابات القريبة من بلدة اسيزي في إيطاليا حيث توجد مغارة طبيعية فبنى في تلك المغارة مذوداً يمثل مذود بيت لحم , ووضع فيه تمثالا خشبياً للطفل يسوع , ونثر على الأرض عشباً يابساً واحضر حماراً وثوراً جعلهما قرب المذود .
· شجرة الميلاد : شجرة الميلاد من المظاهر البارزة في عيد الميلاد , وهي عادة من شجر الصنوبر دائم الخضرة , وتزين بمصابيح كهربائية صغيرة ملونة , وببعض الشرائط من الورق اللامع , ونضع النجمة في أعلى قمتها رمزاً إلى النجم الذي ظهر للمجوس وقادم من الشرق إلى بيت لحم حيث ولد المسيح .
إن فكرة شجرة الميلاد ربما بدأت في ألمانيا في القرون الوسطى , حيث كان هنالك عادة شائعة بأن يزين الناس شجرة دائمة الخضرة زمن عيد الميلاد , أطلقوا عليها اسم " شجرة الجنة " وكانت هذه الأشجار تزين بالتفاح الأحمر لتذكرنا بأبوينا الأولين . وفي مطلع القرن السابع عشر أصبحت معظم العائلات في ألمانيا تزين بيوتها بالأشجار الخضراء المزينة بزينات مختلفة كالفواكه والمكسرات والشموع والورود والطابات الملونة .
وهنالك رواية تقول أن اصل تزيين شجرة الميلاد تعود إلى القرن الثامن الميلادي في ألمانيا عندما كان الألمان لا يزالون أوثانا . وفي تلك الأثناء وصل إليهم القديس بونيفاسيوس ليبشرهم بالإيمان المسيحي , وحدث أن بونيفاسيوس دهم جماعة منهم ليلة الميلاد عام 727 م يقيمون حفلة وثنية تحت إحدى الأشجار وقد ربطوا إليها طفلا نووا ذبحه كتقدمه لالههم "ثور" , " اله الغابات " فهاجمهم القديس وخلص الطفل وخطب فيهم مبيناً لهم سوء فعلتهم هذه في ليلة عيد الميلاد , ليلة الرفق والسلام والمحبة , ومن ثم انتشرت هذه العادة .
· تاريخ الميلاد : كانت الأعياد المسيحية في القرون الثلاثة الأولى مقصورة على ذكرى موت وقيامة الرب , ولم يظهر الاحتفال بعيد الميلاد إلا في القرن الرابع , وفي تاريخين مختلفين , في 25 /12 في الغرب , وفي 6 / 1 في الشرق . وكلا التاريخيين هو تنصير لاحتفالات وثنيه بعيد الشمس وبعيد النور . فمنذ 239ق.م احتفل اليونانيون بعيد النور الذي ينمو وبميلاد الشمس في 6 / 1 ولما انتشر الإيمان المسيحي أرادت الكنيسة تبديل هذه المعاني الوثنية بمعان مسيحية أخذت تحتفل بعيد الأنوار , أو عيد الظهور , وذكرت في أولا ظهور المسيح في بدء حياته العلنية يوم اعتماده , ثم أضافت إلى ذلك ذكرى ميلاده ثم أخذت الكنيسة تذكر حوادث أخرى تتصل بظهور السيد المسيح . فاحتفل الشرق بعيد الظهور , الذي تعرفع بعيد الغطاس 6 / 1 دامجاً في عيد واحد العماد والميلاد .
واما الاحتفال بعيد الميلاد في تاريخ منفصل أي في 25 / 12 فقد ظهر في روما بين عامي 325 و 354 وكان المقصود من هذا الاحتفال أن يحل أيضا محل عيد وثني أخر وهو " عيد الشمس التي لا تقهر " الذي كان قد حدده الإمبراطور اوريليانس عام 274 م بعد أن أضاف إليه عيد الإمبراطور المؤله . وعندما تنصر الإمبراطور قسطنطين نصر هذا العيد عيد الشمس التي لا تقهر وعيد الإمبراطور الإله فعين عيد الميلاد في 25 /12 ليحل محل عيد الشمس وعيد الإمبراطور .
ومنذ عام 386 م , انتقل إلى الشرق الاحتفال بعيد الميلاد المنفصل في يوم 25 / 12 واصبح منذ ذلك الحين في الشرق والغرب معاً .
وكل عام وانتم بخير .
youth-houson@go.com.jo