عودة الحياة الى بيت المفكر والاديب اديب عباسي بالحصن
21-04-2013 08:14 PM
عمون - علا عبيدات- الادباء والمفكرون هم قادة الامة الذين يحملون مشاعل انارة الطريق امام شعوبهم التي تكن لهم كل تقدير واعجاب ومن هذا التقدير كان حرص وزارة الثقافة على رعاية البيوت التراثية ذات الاهمية التاريخية والثقافية ، وفي هذا المجال الحيوي الذي يرفد تاريخ الاردن الحضاري، تعمل مديرية ثقافة إربد حاليا على بث الحياة، واعادة الق الابداع واستحضار تاريخ الكاتب الراحل أديب عباسي بالاهتمام ببيته الكائن في بلدة الحصن بمحافظة إربد، اذ تم تعيين كادر وظيفي مؤهل لإدارته، وتنظيم نشاطاته الأدبية والثقافية.
مدير ثقافة إربد علي عودة قال لـ(بترا) ان الوزارة وضمن توجهاتها بالاهتمام بالبيوت التراثية القديمة واستراتيجتها التي شرعت بالعمل بها منذ عام 2006، والتي تهتم بالبيوت التراثية والرموز الثقافية الذين قدموا الكثير للوطن، بحماية منتجهم الثقافي من التلف والضيع والاهمال والنسيان بإعادة نشره وحمايته من التلف قررت إعادة الحياة الى هذا البيت الهام.
وأشار الى أن الوزارة تهتم بالموروث الثقافي للرموز الثقافية ومخزونهم الثقافي والمحافظة علية من الضياع وإعادة نشره وإتاحته للمهتمين في الداخل والخارج وبخاصة جيل النشء الجديد، حتى يكونوا على تواصل مع الأجيال السابقة التي أسست للمشروع الثقافي الوطني.
وبين عودة ان الوزارة بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد كانت قد اعادت تأهيل بيت الشاعر عرار وبيت النابلسي وكثير من المواقع التراثية والتاريخية والادبية.
واوضح أن بيت أديب عباسي من طراز البناء القديم ويحتوي على العديد من حاجاته الشخصية ومخزونه الثقافي الهام ومنتجاته الثقافية والعديد من المقتنيات والمخطوطات الأمر الذي شكل تحديا كبيرا للوزارة بأن تقوم بدراسة هذا المخزون وإعادة تصنيفه وتحقيقه ونشره ليكون متاحا لمحبي هذا الأديب والمهتمين بإرثه الثقافي وتعميمه على أكبر شريحة من المواطنين.
مديرة بيت أديب عباسي فاطمة الصباحين أشارت الى بدء أعمال الصيانة والترميم بالمنزل لصيانة الأبواب والتمديدات الكهربائية فيه، لاستقبال زواره، والاطلاع على اماكن ترتبط بالاديب الكبير وعلى المقتنيات والمخطوطات الشخصية المختلفة له حفاظا على هذا التراث الهام.
وأشارت الى أن إدارة البيت اعدت خططا وبرامج ثقافية منوعة لتفعيل النشاطات الثقافية والندوات والأمسيات الشعرية في ساحة البيت بإجواء تراثية قديمة تعمل على استقطاب الزوار والسياح للبيت.
وتضمنت خطة العمل وضع برنامج تعريفي بالكاتب الراحل عباسي وتنظيم العديد من الزيارات الميدانية للمدارس الخاصة والحكومية وبعض الجمعيات في بلدة الحصن، وتوزيع العديد من منشورات وزارة الثقافة التي تعطي إيجازا عن حياة الراحل وإسهاماته الثقافية.
يذكر أن الراحل أديب عباسي ولد عام 1905م في بلدة الحصن بإربد و درس الابتدائية فيها، ثم انتقل إلى الناصرة في فلسطين وأكمل دراسته الثانوية في معهد المعلمين بالقدس، وهو أوّل طالب أردني يبتعث الى الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1927م، حيث تخصص في علم الاقتصاد، ثم طُلب منه التحويل فتخصص في الأدب العربي والتربية وعلم النفس وكان يلقب بـ"فأر المكتبة".
وللاديب عباسي (91) مخطوطة، وكتب باللغتين العربية والإنجليزية منها: (عودة لقمان)، و(أديب عباسي / فلسفته العلمية والأدبية)، و(أي الكونين هذا الكون؟) و(بنيات الطريق)، (وديوان أشواق قيثارة)، و( قبس من فيض أديب عباسي).
الكاتب عباسي رحل عام 1997، بعد تنفيذه إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على استيطان اسرائيل لمنطقة أبوغنيم في القدس، بعد أن تبرع بقرنيتي عينيه مسجلا موقفا وطنيا يستحق الاشادة.
--(بترا)