مقاتلات كرديات على خطوط الجبهة في سوريا
21-04-2013 07:50 PM
عمون - (ا ف ب) - تبرز القائدة انجيزيك في صفوف المعارضة السورية المسلحة التي يهيمن عليها الرجال بشكل شبه كامل، حيث تقود مجموعة من المقاتلين الاكراد الاكبر منها قامة وتصدر اليهم الاوامر حاسرة الراس.
وتقود هذه المرأة الهزيلة عشرات المقاتلين الاكراد في حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شمال حلب عاصمة سوريا الاقتصادية التي تشهد مواجهات عنيفة منذ تسعة اشهر.
وتقول انجيزيك (28 عاما) "تستطيع النساء استخدام البنادق الالية ورشاشات كلاشنيكوف وحتى الدبابات تماما كالرجال".
وصرحت لفرانس برس في شارع مقفر في حي الشيخ مقصود وسط المباني المدمرة جراء الانفجارات او التي اخترقها الرصاص ان "النساء جزء لا يتجزأ من ثورتنا".
وتضم الكتيبة التي تقودها انجيزيك 20% من النساء وهي تابعة للجان حماية الشعب الكردي، الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (المتمردون الاكراد في تركيا).
وفي حي الشيخ مقصود تحالفت اللجان مؤخرا مع مقاتلي المعارضة في معركتهم ضد نظام بشار الاسد.
وخلافا للعربيات، للكرديات خبرة طويلة في القتال. وعرفت مقاتلات حزب العمال الكردستاني شهرة عالمية في تسعينات القرن الماضي خصوصا من خلال تنفيذ العمليات الانتحارية.
وتؤكد انجيزيك ان مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي اكانوا من الرجال ام النساء يتلقون التدريب الصارم نفسه ويتوجهون معا الى الجبهة ويتقاسمون الاعباء.
وتقول ممتاز (18 عاما) ان التحاقها بصفوف مقاتلي المعارضة قبل عام كان "تجربة ذات طابع متحرر".
وهي المقاتلة الوحيدة بين اشقائها وشقيقاتها، وانجزت ذلك بين ليلة وضحاها. وتحولت هذه الطالبة الى مقاتلة عندما التحقت بمعسكر تدريب تابع للاتحاد الديموقراطي في مدينتها افرين المعقل الكردي في شمال حلب.
وتقول الشابة "حمل السلاح كان قرارا شخصيا".
ووراء ممتاز، يجلس رجال ونساء يدخنون ويتحدثون ويتناولون الطعام معا. وان التقى الرجال والنساء على خطوط الجبهة واثناء الاستراحات، لكنهم يعيشون منفصلين وتحظر اقامة علاقات بينهم.
لكن وجود مقاتلات في المجتمع السوري المحافظ يثير الدهشة وحتى الرفض.
ويقول احد مقاتلي المعارضة "لا اعتبرهن نساء بل رجالا. المرأة الحقيقية اكثر انوثة". ويؤكد رفضه لوجود نساء على الجبهة "لان ذلك قد يشتت انتباه الرجال".
وتؤيد نور الحق في مدرستها التي يدعمها لواء التوحيد وهو من ابرز الوية حلب ويقاتل زوجها في صفوفه، هذا الرأي.
وتقول "لا سبب لان تحمل المرأة السلاح هناك عدد كبير من الرجال يحمل السلاح".
وشاركت السوريات بغض النظر عن اصولهن او طبقتهن الاجتماعية في الثورة لكن بطريقتهن فهن يتظاهرن او ينقلن الطعام او الذخائر للمقاتلين.
وتؤكد انجيزيك ورفاقها في السلاح ان هذه الحجج تنم عن "عقلية متخلفة".
وتقول لقمان ابو سالم وهي مقاتلة في ال41 من العمر "لن يصبح هذا البلد حرا الا بعد تحرر النساء" موضحة ان رفيقاتها لا يرفضن تلقي اوامر من امرأة.
وتعتبر انجيزيك ان تصاعد المجموعات الاسلامية المتشددة قد يشكل تهديدا لحقوق النساء. وهي تتخوف خصوصا من جبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.
وتقول "لا نريد التعاون مع الذين يرفضون حقوق المرأة".
وتضيف "كحركة لا يمكننا قبول هذا الامر وكامرأة لا يمكنني القبول به ايضا".