سرقة السيارات وسرقة المساجد
د.مهند مبيضين
19-04-2013 03:12 AM
من حق الدولة أن تجند كل إمكانياتها في الأزمات، وأن تكون على استعداد لأي تقديرات وتحولات ممكنة الحدوث، لكن من حق المواطن أن لا يُهمل أمنه، وأن لا يُترك السارقون والعابثون يعيثون فسادا في الأرض، ويروعون المواطنين. يومياً، نسمع قصص من السرقة والابتزاز للناس، ورغم القدرات الأمنية للبلد والأجهزة إلا أنه للأسف بات المواطن ينتظر كثيراً الإجراء الأمني ولا يُحدث رد فعل مناسبا، فيظل السارق طليقاً ويظل الخارج عن القانون حراً.
فهل أنسانا الحراك والسياسة والإصلاح وتطورات الإقليم أهمية أمن المجتمع والأفراد؟ قد لا يكون هناك جواب واحد عن ذلك، فالجهود التي يقوم بها جهاز الأمن العام لا حدّ لها، ولا يمكن حصرها، وهي مقدرة ومحل احترام، وقد تكون تدخلات المواطنين ولجوؤهم للحل مع السارقين والتفاوض معهم، وتحديداً سارقي السيارات، أمرا مخلاً بعمل الأجهزة، لكن كثيراً من الحالات التي نستمع لها وتروى في المجالس تشير إلى أن ثمة لصوصا وأصحاب سوابق طلقاء، وفيها الخلل في النفوس المريضة أيضاً.
وقد أثار بعض النواب في كلماتهم للرد على خطاب الثقة هذه الهواجس، فهناك عصابات منظمة، وهناك خاوات تدفع وهناك عمالة وافدة تسيطر على شوارع بعينها، وهناك أشخاص يقدمون الدعم لـ»البلطجية الأحرار»، وهنا يبدأ المواطن بالقلق والتحسب والسؤال عن أمنه الشخصي وأمن منزله، وإذا ما وصلنا إلى أن النسيج المجتمع مهدد بمثل هذا النوع من التحديات، فإن ذلك يؤكد أن الأمور ليست في الاتجاه الصحيح.
السرقة لا تقتصر على فئة واحدة، ومقاومتها ومحاربتها لا تقتصران أيضا على دور رجال الأمن، فهناك للأسف حالات عجيبة تشير إلى تراجع قيم التدين واختلالها، ففي مكتبة الجامعة الأردنية نواجه صعوبة بتكرار سرقة أجهزة الحاسوب الشخصي والموبايلات من مصلى المكتبة، ويقول البعض واجهوا ذلك بوضع كاميرات مراقبة، ولو وضعناها لتناول الناس والإعلام الجامعة بتهمة انتهاك حرمة المصلى، الذي كثيراً ما يُستخدم للنوم بعد الصلاة.
قبل أسبوع، أخذ طالب دراسات عليا، معه جهاز اللاب توب للمصلى، ليقوم بشحنه أثناء الصلاة بالكهرباء وكان عليه أن يسلم رسالته بعد يومين، وكانت النتيجة سرقة الجهاز بعد انتهاء الصلاة، وتكرر الأمر مع احد طلبة البكالوريوس أول أمس بسرقة جهاز ibad من المصلى، وللأسف لم نتمكن من التقاط المشهد عبر الكاميرات لأنها غير فاعلة بالممر السفلي، كما أن عدم توافر كاميرات بالمصلى يضعف كل محاولات الرقابة والتحوط.
أخيراً، المسألة تكررت مع جارنا الذي سُرق في مسجد التلاوي في الجبيهة أثناء أداء صلاة الجمعة، أما مسجد الخالدية في الكرك فقد سُرقت مكنسته الكهربائية مرتين، ثم سُرق كيبل الكهرباء الرئيس الخاص بالمسجد، وللأسف؛ فإن ذلك لا يعني إلا تراجع القيم واعتلال النفوس وأن تدين البعض يبدو شكلياً، وبالتالي المسألة ليست فقط سرقة السيارات والمناطق الخارجة عن سيطرة الأمن، بل في مرض ينتشر في المجتمع ويزداد اتساعاً يوماً بعد يوم.
وفي النهاية، نتمنى على شيوخنا في المساجد الالتفات لأهمية توعية الناس بذلك؟.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور