facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مأزق التجربة الإخوانية لماذا؟ .. د.محمد الشريف*

19-04-2013 03:05 AM

ارسال الى صديق طباعةطباعة مع التعليقات تكبير/تصغير الخط
د. محمد شريف
في البداية، أقرر عن قناعة أن الاسلام دين يربي خصائص الانسان الروحية والمادية والاجتماعية، ويعزز قدرة الانسان على مقاومة عنصر الشر في نفسه أو في محيطه، ويغرز في نفسه ملكة الحرية، لتكون عبوديته لله وحده رب العالمين،وليتواءم مع أفضل رسالة ومهمة أرادها الله في خلقه، وهي رسالة العلم والمعرفة والسمو بالانسان نحو النور لا الظلام.
فهو منظومة ايمان بالله الواحد وتزكية وتربية للنفس، لذلك لايفصل الاسلام عن الحياة كما لايفصل الدين، على اطلاقه، عن المجتمع في موقعه التوجيهي للفرد والمجتمع، وبذلك كان الاسلام دينا وحضارة، وكان المسلمون أمة، ولذلك، هنالك فرق بين أن تكون السياسة كالايمان وكالصلاة والصوم في العلاقة العضوية مع الاسلام، وبين أن تكون ظاهرة اجتماعية تقتضيها الضرورات لا ظاهرة دينية اسلامية، والحق أن السياسة، ويبحث عنها في كتب التراث الاسلامي الفقهي الكلامي تحت عنوان الامامة، كانت تصنف ضمن فقه الفروع ولم تكن تدرس ضمن اصول الدين فيما عدا الشيعة الامامية، وهذه الفكرة، أي اعتبار السياسة جزءا من أصول الدين، هي بدعة روّج لها الكاتب المسلم الهندي في منتصف القرن الماضي أبو الأعلى المودودي لتحشيد همم المسلمين الهنود نحو الاستقلال ومحاربة الانكليز المستعمرين، فتصدى له علماء المدرسة الديوبندية التي هي بمثابة الأزهر في الهند، وفي مقدمتهم العلامة الشهير يوسف البنوري الباكستاني في كتاب له « المودودي ماله وما عليه « يشيد فيه بقلم المودودي ونضاله ضد الانكليز ولكنه ينتقده في هذه البدعة.
وليس الكلام هنا عن فصل الدين من المجتمع؛ بل الكلام في مشكلة استخدام الدين في أدوات السياسة، أي استخدام ما هو مقدس لايمس ولا ينتقد فيما هو أساسا يمس ويتغير، طمعا في اقناع الجمهور المتحيز بطبيعته الى كل من يمشي وراء لافتة الدين. ومن هنا يولد المأزق تلو المأزق للتجارب الجديدة التي تتسابق في استخدام الدين أداة للسياسة.
لهذا نقول، إن التجربة الاخوانية في حكم مصر ليست وحدها في مأزق سياسي اجتماعي اقتصادي؛ بل معظم التجارب السياسية التي تقوم على تديين السياسة أو تسييس الدين هي في مأزق حقيقي؛ ذلك أن الاسلام عقيدة وقيم روحية ومبادئ انسانية تسعى لتخليص الانسان من الانانية والاستعلاء، وهي صالحة لكل زمان ومكان، أما السياسة بمعنى ترتيب وادارة العلاقات في المجتمع أو بين الدول فمما يتغير بتغير الظروف والأزمان، وتعنى بالمصالح أكثر من عنايتها بالقيم، وهذه من المحسوسات البديهيات التي لا تحتاج الى برهان، ومنكرها مكابر ولاكلام مع المكابر، فما الذي قدمته التجربة الأفغانية أو الايرانية أو الصومالية أو التونسية لشعوبها من الفضائل والخيرات بفضل تسييس الدين؟ والسؤال نفسه يوجه ولكن بنبرة أشد وأعمق لتجربة الاخوان المسلمين في الحكم الحالي لمصر؛ فقد كان لديهم من العمق الفكري والتجارب المريرة ما يكفي وزيادة للعبرة من تجارب الآخرين، وللقناعة بأن قضية التسلط أولا، ثم الاصلاح من فوق بوازع السلطان، لم تعد تلائم المستجدات المدهشة الحافلة بالمصدات في العالم، وبأن القبض على السلطة بصورة مشروعة ديموقراطية أو بأية صورة أخرى لايعني اكتمال الصورة ونجاح المشروع، بل يتطلب الحكم العادل،الرشيد اسلاميا أو غير اسلامي أن يكون المحكومون سواء، وأن يشعروا أنهم كذلك، كما قال عمر « متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا « وأجمع الناس اليوم بشتى أديانهم وفلسفاتهم على أن الناس يولدون أحرارا متساوين، فلا امتياز لأحد على أحد بسبب لونه أو دينه أو لغته أو قومه. فهل استطاعت التجربة الاخوانية اقناع جمهور المصريين بشتى أديانهم وميولهم ومصالحهم بأنهم في نظر الحكم سواء؟
في نظري، انهم حين تخلوا عن مشروعهم الاسلامي الاصلاحي التربوي الذي عملوا عقودا، وبذلوا جهودا متقدمة لصياغته، وانحازوا الى مشروع الثورة التي لاتميز في الهدم بين ما هو طيب وبين ما هو خبيث، وقعوا في المأزق الأخلاقي، وحين تخلوا عن قيم المدنية المعاصرة في حقوق المواطنة دون تمييز، وقعوا في مأزق التوافق الوطني، بالاضافة الى التوافق مع المعايير العالمية للسياسة وحقوق الانسان. ولو أخذوا بحكمة أردوغان في الجمع بين المدنية والعلمانية في الحكم والسياسة وبين الدين وقيمه كما يجب لأراحوا واستراحوا!!.
رأيناهم يتسابقون مع شباب مصر في الهتاف للثورة العارمة التي لاتبقي للماضي مجدا ولا أثرا، ويتراكضون لاختلاق حجج تبرر الانتقام من أناس شاركوا النظام السابق بموقع سياسي أو اداري أو اقتصادي من مفاصل الدولة، وهذا ليس من قيم الاسلام في شيء، فالاسلام يبدأ بالرحمة « بسم الله الرحمن الرحيم « وينتهي بالرحمة « وما أرسلناك الا رحمة للعالمين « لذلك، حين انتصر النبي على أعدائه الذين عذبوه وحاربوه حتى في مهجره قال لهم « اذهبوا فأنتم الطلقاء « هذا كان دينا ورحمة وسلاما ولم يكن سياسة. وهكذ كان الكورد، قديما، حين انتصر صلاح الدين في معركة حطين فكان رحمة على الأعداء ومازال صيته يرن في آذان الغربيين دلالة على رحمة صلاح الدين الكوردي، وحديثا، حينما انتصرت الانتفاضة الكوردية وقالت للجيش الذي لم يقصر في هدم وايذاء كوردستان الجميلة، «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، فهل تأسوا هم برحمة محمد رسول الله في التعامل مع رجال النظام السابق مع أنهم مسلمون مثلهم « انما المؤمنون اخوة « فالاسلام هو رحمة لاسياسة دون لاتراعي الرحمة والكرامة والسلام.
هذا هو الذي نقصده بالمأزق التام الحقيقي، لاهم صدقوا مع رحمة الاسلام ومعاييره لكرامة بني آدم، ولاهم مشوا مع معايير المدنية الحديثة في تحقيق العدل والمساواة.
ولعل النظرة القطبية المتشددة الى الآخر غير المتقيد بنظرية سيد قطب رحمه الله في الحاكمية هي التي وراء هذا المأزق. فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون.
*رئيس منتدى الفكر الاسلامي في اقليم كوردستان

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :