عطية : ثنائية النظام والاخوان لا تصلح ..
18-04-2013 04:58 PM
عمون - وائل الجرايشة - أكد النائب خميس عطية أن "الشعب وحده هو الخط الاحمر" الذي لا يجوز لاحد ان يتجاوزه ، بل ان ارادته يجب ان تحترم لانه هو مصدر السلطات .
وأكد في كلمته الخميس في اليوم الثالث من مداولات النواب على الثقة " ان النظرة الاحادية في التعامل السياسي لا تصنع اوطانا وان الثنائية التي سادت طيلة السنوات السابقة بين حزب الادارة العامة والحركة الاسلامية لا تصلح في مرحلة الربيع العربي".
ولفت عطية إلى "اننا اليوم احوج ما نكون الى حكومة توافق وطني تكون ممثلة لجميع الاحزاب السياسية ولجميع شرائح مجتمعنا ، بمعنى حكومة سياسيين ".
وتاليا نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الرئيس
حضرات الزملاء والزميلات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يناقش مجلسنا اليوم البيان الوزاري لحكومة الدكتور عبدالله النسور وهو اول مجلس نيابي ينتخب بعد انطلاق الربيع العربي ، وهذا يحتم علينا مسؤوليات واعباء كبيرة لاننا مجلس ينظر اليه بانه يجب ان يقدم خطابا واداء سياسيا ينحاز الى مطالب الربيع العربي ، في الحرية والتغيير وتوسيع المشاركة الشعبية في القرار السياسي .
معالي الرئيس:
لقد انتخبنا في مرحلة عنوانها الشعب مصدر السلطات ، وخضنا جميعا انتخابات نيابية بسقوف مختلفة فالشعب هو الخط الاحمر الذي لا يجوز لاحد ان يتجاوزه ، بل ان ارادته يجب ان تحترم لانه هو مصدر السلطات .
معالي الرئيس ، الزميلات والزملاء :
ان الشعب الاردني طيلة العامين الماضيين اظهر انحيازا ورغبة في احداث تغيير جوهري في طريقة ادارة الدولة بطريقة حضارية وسلمية وطالب باحداث تغييرات في بنية الدولة والية صنع القرار فيها لصالح المشاركة الشعبية ولكن للاسف لا زال التغيير الذي ينشده الشعب الاردني بطيئا بل ان هناك قوى لا تريد لشعبنا ان يحقق تطلعاته في الحرية والتعددية والديمقراطية لذلك معالي الرئيس ان التغيير يعني توسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار من خلال قوى مؤمنه بالتغيير لانه لا يمكن ان تكون نفس الشخوص التي تقود المرحلة السابقة هي ذاتها التي تقود مرحلة الربيع العربي .
انا اقول لهذه القوى دعونا نصنع مستقبلنا ، لستم اوصياء على ارادة شعبنا ، فانتم من اوصلنا الى المديونية العالية ، والى الازمة في الموازنة ، والى التضخم الاقتصادي والى حالة من الاستعصاء السياسي ونحن اليوم في مرحلة مختلفة تحتاج الى مشاركة الجميع دون اقصاء .
معالي الرئيس
دعونا الان نراجع مسيرتنا السياسية الحالية ، ودعونا نبحث عن توافقات مع كافة القوى والاحزاب السياسية والحراكات الشعبية "القوى الصاعدة " التي اصبح لها دورا رئيسا في حياتنا السياسية والاجتماعية ، دعونا نعترف ان هناك ازمة سياسية في الاردن ، فالاعتراف بهذة الازمة هو بداية الحل ، ومشاركة الجميع في حوار وطني للاتفاق على رؤية لمستقبل الاردن اصبح مسالة حتمية ولا تقبل التأخير عنوانها الحرية والتعددية السياسية والمواطنة والمساواة وقبول الراي الاخر واحداث اصلاحات دستورية تكرس مبدا الشعب مصدر السلطات من حلال توسيع صلاحيات مجلس النواب ودسترة المشاورات النيابية لاختيار رئيس الوزراء لتصبح مشاورات ملزمة .
الزملاء الاكارم
ان النظرة الاحادية في التعامل السياسي لا تصنع اوطانا وان الثنائية التي سادت طيلة السنوات السابقة بين حزب الادارة العامة والحركة الاسلامية لا تصلح في مرحلة الربيع العربي اننا نحتاج الى اجراءات قانونية ودستورية تكرس التعددية السياسية والتداول بين الاحزاب السياسية في تشكيل الحكومات ، عبر صناديق الاقتراع .
الزملاء
اليوم ونحن نناقش الثقة بحكومة الدكتور عبدالله النسور فانني اقدم استفسارا للجميع هل تركيبة الحكومة قادرة على السير بالاردن في هذه المرحلة الصعبة وفي ظل تطورات اقليمية متسارعة اثرت علينا ، اننا اليوم احوج ما نكون الى حكومة توافق وطني تكون ممثلة لجميع الاحزاب السياسية ولجميع شرائح مجتمعنا ، بمعنى حكومة سياسيين ـ لست ضد شخوص هذه الحكومة التي اعتقد ان تركيبتها اقرب الى التكنوقراط وهذا واضح في معظم الوزراء الذين اعتقد انهم قد يكونوا خبراء في مجالات عملهم وتخصصاتهم لكن الحكومة هي صاحبة الولاية العامة والذي يجب ان يكون اعضائها سياسيين بالمقام الاول ويكون لهم قدرة على اجتراح الحلول الخلاقة في هذه الظروف .
معالي الرئيس
ان الحالة الاقتصادية في وطننا اصبحت حالة مستعصية جراء سياسات حكوماتنا المتعاقبة التي اعتمدت على وصفات صندوق النقد الدولي الذي تعامل معنا كأرقام صماء وتجاهل ان للدولة دورا اجتماعيا لحماية الطبقات الفقيرة واصحاب الدخول المتوسطة ، ان السياسات الاقتصادية ساهمت في افقار شعبنا وزيادة معاناة الطبقة المتوسطة بل ان هذه الطبقة الوسطى شارفت على التلاشي لتنضم الى طبقة الفقراء لنكون امام معضلة اقتصادية وابعاد اجتماعية خطيرة .
معالي الرئيس
يجب ان تتوقف هذه السياسة الاقتصادية التي ساهمت في افقار شعبنا ، يجب ان تغادر الحكومة سياسة مد يدها الى جيوب المواطنين لسد العجز في الموازنة ، فلا لرفع الاسعار ولا لزيادة اعباء المواطنين بضرائب جديدة وعلينا جميعا ان نشتق سياسة اقتصادية جديدة تعيد لنا الطبقة الوسطى التي فقدناها بفعل السياسات الصندوقية للمنظمات الدولية .
معالي الرئيس
ان محاربة الفساد واجب مقدس على الجميع وان علينا توفير التشريعات اللازمة لمحاربة الفساد بكل اشكاله لان الفساد هو الفأس الذي يهدم الاطان ، فلا حصانة لفاسد ولا حماية لمفسد ، فالفساد هو عدو البلاد الذي يجب ان نقتلعه من ديارنا .
معالي الرئيس الزملاء
ان المساواة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وسيادة القانون والمواطنة هما البوابة التي سنعبر بها الى مستقبل افضل فان تعزيز هذه القيم اصبح ضرورة وطنية لا تحتمل التأخير والمماطلة .
معالي الرئيس
ان اي حديث عن الاصلاح السياسي يكون ناقصا اذا لم يتم وضع قانون انتخاب يحقق عدالة في التمثيل ويساهم في تعزيز الحياة الحزبية ، كما ان وضع قوانين تعزز الحريات العامة امر لا بد منه ، كما لا يجوز باي حل وضع اية قيود على الحريات الاعلامية ، فحرية الصحافة ليست ترفا بل هي ضرورة وطنية من اجل التقدم ـ فلا تقدم دون حريات صحفية .
معالي الرئيس
ان دور النقابات المهنية في بناء الوطن دورا اساسيا وان دعم المنتسبين للنقايات واجب وطني ، فالنقابات بيوت خبرة ولهم دور وطني ولا يجوز لاحد الانتقاص من دورهم الوطني تحت حجج وذرائع واهية .
معالي الرئيس الزميلات والزملاء الاكارم
ان فلسطين هي قضيتنا المركزية وفلسطين لنا من البحر الى النهر ، واسمحوا لى من بيت الشعب ان اوجه تحية لاهلنا في فلسطين الحبيبة الصامدين في وجه الصهاينة الطغاة الذين يقولون كل يوم بصمودهم في رام الله والخليل واللد وبيت لحم والناصرة وحيفا وام الفحم وغزة وباقي مدن وقرى فلسطين ( انا باقون ما بقي الزعتر والزيتون ) ، والى اهلنا الصامدين في القدس الشريف اقول لهم ان الله معكم والشعوب معكم ولا بد لهذه الشعوب يوما ان تنتصر للقدسنا الشريف .،" هذه الشعوب اذا حدقت ذوبت فكيف اذا حملت البنادق عابسة " .
معالي الرئيس
ان الحالة العربية اليوم ماثلة امام الجميع ولا تحتاج الى تحليل او خطابات ولكن الشعوب العربية تحتاج الى الحرية ، فمن حقوق الشعوب العربية ان تصنع مستقبلها بحرية ، كما لا يجوز لاحد ان يدعي امتلاك الحقيقة ، فالديمقراطية والتعددية واحترام الرأي الاخر هي خيار الامة العربية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته