سؤال اجابته بعد أيام يوم تصويت نواب الأمة على حكومة الدكتور عبد الله النسور .
فالمتابع لنقاشات ممثلو الشعب في السلطة التشريعية متخوفون من اقدامهم على اسقاط الحكومة دون مبررات أو خيارات اخرى تخدم المسيرة الاصلاحية ، فبين سطور كلمات اغلب المتحدثين ضبابية المواقف واستعراضية الطرح والبحث عن الشعبويات والبعد عن الموضوعية الا من رحم ربي بمناقشة موضوعية وطرح واقعي على اساس ان ما يعانيه الاردن ليس وليدة الساعة بل تراكمات خلفتها حكومات سابقة .
هل نحن بحاجة للتنظير ومعسول الكلام ومفردات الإثارة ؟
فميزة الشعب الاردني الذي ما زال اغلبيتهم غير قادرين على تجرع الديمقراطية الحقيقية التي فيها احترام للرأي والرأي الآخر وحرية التعبير والإلتزام بالحوار في مناقشة كل ما يتعلق بالشأن العام وصولا الى تفاهمات ترسم خارطة الطريق لمستقبل مشرق " انهم " يستمتعون في الحديث في كل الأمور والمجالات ويدعي كل واحد منهم انه صاحب الرأي السديد والكلمة الافضل والرؤية الواضحة مهما كان الأمر أو المشكلة وبالتالي تتعدد الاراء في وطننا بعدد سكانه .
ما يشغلنا في هذه الايام نقاشات ممثلينا تحت قبة البرلمان الذين يدغدغون مشاعرنا ويقولوننا في رؤاهم ما لم نقله لا في السر ولا في العلن وبمعنى ادق نراهم يتمترسون وراء الناس وهم المفروض عليهم ان يتعاملوا مع الاحداث وفقا للواقع ووفقا لامكانات الدولة وبعيدا عن البهتان والمهاترات .
والخطورة ان يندفع البعض منهم وراء جعجعته مصدقا نفسه انه على حق غير آبهين الى ما قد يحدث ان اسقطوا الحكومة دون مبرر في هذا الوقت بالذات حيث المخاطر تحدق بنا من كل صوب وهي اكثر خطورة من رفع اسعار المشتقات البترولية وحتى اسعار الكهرباء ووزرنة نائب .
تمنيت ان اسمعنا ممثلينا برامج وافكار من شأن العمل بها ان نخرج من ازمتنا وحينها فإنني متيقن في هذا الشان ان لا خيارات أمام رئيس الحكومة سوى ان ياخذ بها بكون الخيار الثاني مواجهته للشارع .
أقرأ بتشائم " السلام عليك يا وطني" فالمشهد الذي يدفع باتجاهه بعض ممثلينا نفق مظلم للغاية اشد من النفق الذي ولجته مصر وتستعد لولوجه سوريا .
يا رب صن واحمي وطنا من شرور انفسنا .