وثيقة الـ ( 82 ) النيابية وعمقنا السعودي الخليجي الباسل
ممدوح ابودلهوم
17-04-2013 01:22 AM
يبدو أننا بدأنا نكسب الرهان على مجلس النواب الحالي هذا ، وإذا كنا لم نقف على أكثر من حلقة من حلقات إداء أعضاء المجلس الإيجابية منذ تشكيله قبل شهرين وحتى اليوم، لأسباب مختلفة ساهم قولانيو الشد العكسي في صالونات المعترضين على أي منجز وطني من مختلف التلاوين ، من أتباع هندسة السياسة الفراغية الذين يخوضون معارك دونكيشوتية لا في الشارع بل خلف الأبواب المغلقة ، فإن واجب الإنصاف يفرض علينا اليوم أن نقول للذوات في مجلس الشعب الموقر : أحسنتم ..
بهذا التقييم ومناسبة ذلك قادمة بعد قليل يمكن لنا الحكم وبقوة ، أن أعضاء المجلس الكريم قد أصبحوا منسجمين مع أنفسهم أولاً ومع غاية تواجدهم الرئيسة تحت القبة ثانياً، وثالثاً وهوالأهم مع ناخبيهم من مختلف الشرائح والقطاعات إذ يحملون همومهم بكل أمانة إلى الجهات المعنية ، فضلاً عن تبني طموحاتهم ترجمة ًأمينةً لأشواقهم في الحرية والعدالة فضلاً عن حقوقهم في عوائد التنمية..
وثيقة الـ ( 82) النيابية هذه والتي تبناها مشكوراً النائب خليل عطية، تستوي حلقةً مضيئةً في سلسلة الإداء النيابي أنفاً ، وجاءت في وقتها وهدفها المناسبين كي تسطر باباً جديداً في كتاب الأخوة الأردنية الخليجية ، بمعنى أن الوثيقة ليست رداُ على ما طوّح به غير نائب في حق الأشقاء في قطر والسعودية ودول مجلس التعاون بوجه عام ، إذ إن تصريحاً هنا أو تصريحاً هناك حتى لا نقول تشدقاً لا يمكن أن يتجاوز تأثيره أبعد من حدود المنبر الذي يهرف عليه بما لا يعرف..
ما بيننا وبين الأشقاء في الجزيرة والخليج ليس مجرد علاقات دبلوماسية تحكمها مصالح مرهونة بمتغيرات تكتيكية ، بل روابط جذورها التاريخية ضاربة في أعماق هذه الأرض العربية بين صلات قربى ووشائج دم، إذ نحن وفي هذه البقعة من بلاد الشام قبائل تعود أصولها إلى الأرومات القديمة في الحجاز وشبه الجزيرة العربية ، ومع ذلك ووفق منطق الراهن السياسي فلا بأس من تبني مصطلح العلاقات وصفاً لما بين الطرفين ، أو ليس ذلك كله أو بعضه كاف ٍو كفيل ولو مصلحياً -وفق منطقهم- أن يلقم حجراً فمَ كل من ينال من شأن هذه العلاقات ، ثم أين هي وجوه التقصير من طرف الأشقاء في السعودية والخليج التي أشّر عليها هؤلاء كي تبرر نيلهم من وقفة الأشقاء معنا ومع السوريين راهناً..
الذي يربطنا بأبناء العمومة، خلوصاً، ليس يخضع لليومي التكتيكي بل يحكمه الاستراتيجي التاريخي ، مع أن الأصل وكما ألمحت هو وشائج عميقة وروابط مقدسة ، السؤال الذي أكاد أتركه معلقاً في الهواء الطلق ، هو هل عاد هؤلاء إلى قواعدهم الانتخابية مشاورين قبل أن يطخوا على الأشقاء الأكرمين ؟!