من كان يدعو للمبارك "بطول العمر" ؟
د. وليد خالد ابو دلبوح
17-04-2013 12:59 AM
"مبارك" يا مبارك ... ويا فرحه ما تمت يا مرسي!
لم أرى محظوظا في حياتي مثل ما ناله هذا الرجل ... ولم أسمع يوما بأن "رضى الوالدين" أقوى من رضى الشعوب بأضعاف وأضعاف... الا عندما شاهدت هذا الرجل (مرضي الوالدين) يلوح منتصرا وهو ممددا على سريره في قفص الاتهام وهو مبتسم... مبشرا ومتوعدا ... اني عائد اليكم لا محالة... أكل قوت شعبه وذله وجوعه ... وأحاط بنفسه بسور من رؤوس من الفاسدين باعت مصر وأهلها بأزهى الأسعار وبالمزاد العلني... أثاروا الفتن وروّجوا القتل والبلطجة والرذيلة وهبطوا ببلاد أهل الكنانة الى أدنى مستويات الرقي والتقدم بين الأمم والشعوب, وجعلوا من أهل العزة والرفعة والكرامة, حفاة عراة يتشردون في مشارق الأرض ومغاربها لجلب لقمة العيش لا أكثر ... وأركعوا مصر الى جيوب الدول المانحه وصندوق النقد والبنك الدوليين... وفوق هذا وذاك يعودون "منتصرين" مرفوعي الرأس يرهبون من حولهم وهم في لباس المجرمين المتهمين... فكيف اذا نُزع اللباس ... واستّبدل بدلة السجن ببدلة السلطه ... والطاقية الزرقاء بالربطة الحمراء ... من جديد؟ ماذا سيكون مصيرهم من حولهم ومن فوقهم ... وماذا عن مصيرنا نحن هنا؟ أي رضى هذا يا والدي مبارك انعمتموه على مصر وعلينا .. رحمة الله عليكم ان توافاكم الله ... ما قصرتوا ابدا!
ماذا يحدث اليوم؟ أي ربيع نتحدث عنه؟!
هنا في الأردن أصبح العرب عربان وعُربان.. والصادق أتضح أنه متهم .. والمعارض في النهاية طلع مش معانا ... معاااااهم... ومكافحة الفساد .... اتضحت أنها كذبة نيسان... والصديق الحبيب ... أتضح أنه منهم وفيهم... والقوي فينا أتضه أنه هو من يستطيع أن يكسر ويضرب ويحطم ... وشتان يا اخوان ما بين الجريء والقوي فينا ...ومن كان ينادي بمكافحة الفساد ...أتضح أنه عاطفي ومش واقعي و"دقة قديمة" ... وفي الأمن أتضح لنا ... يا محلا الخشن جنب الناعم... ويا محلا الهروات جنب المياة المعدنيه... وأتضح أيضا أن مواطن الحراك ... يأكل الكنافة هناك عند الفاسد ومن ثم يهضم الكنافه عندما ينزل الشارع مطالبا بمكافحة الفساد!!!
الخاتمة: "الربيع العربي" كان مختبرا واختبارا قيّما لتقييم الشعوب ... لا الحكّام!
مبارك في السجن مبتسما ومرسي عالكرسي مقطبا جبينه! هل سيترك مرسي الكرسي ويعود الى السجن وربما الى نفس سرير مبارك ... وهل سيعود مبارك الى السلطه بصحبة العدلي قاتل الجماهير؟... وبعدها لا نستبعد أن ينتحر أميت بيتشان موتا وجوعا عاطلا عن العمل؟! ما ذنب بيتشان لأن ينتحر ؟!... السلام عليك يا بوليوود واهلا بك يا ارابوود... وداع يا بوليود ... ليس بعده لقاء الى أبد الابدين!
في اعتقادي, اذا كان هناك فائدة ما لما يُسمى الربيع العربي فهي تعود الى فهمنا لانفسنا أكثر من أي وقت مضى. الشعوب في مجملها اتضحت أنها هي الصديق والعدو في اّن واحد ... فيها المشكلة وهي مربط الحل معا... هي الداء والدواء مجتمعين ... هي كانت السيف المعوّل عليه... وهي كانت الخنجر في خاصرة أمتها ... أردتها قتيلة تنازع وتصارع حريتها وكرامتها ... ويا رضى الله ورضى والديك يا "مبارك"!
Dr_waleedd@yahoo.com