لم تكن كوريا شمالية ولا جنوبية في عمق التاريخ بل كانت امبراطورية واحدة عام 1910 ، وكانت مملكة واحدة أيضاً تحت اسم (شيلا) عام 668 ميلادي ، لكن خلافاً نشب على زعامة كوريا الوطن الموحد تم استغلاله من قبل قوى خارجية لها علاقة مباشرة بالحرب الباردة العلنية التي بدأتها امريكا بأسم الغرب وواجها الاتحاد السوفيتي بأسم الشرق عزز وساند على الفرقه بين دولتين شقيقتين هما في الاساس دولة واحدة تتحدث لغة واحدة وتتبع عادات وتقاليد واحدة ، وهما أعضاء في الامم المتحدة منذ عام 1991، وأعضاء في النادي النووي العسكري والمدني العالمي ، والانقسام الكوري حدث بينهما تحديداً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي قادها ادولف هتلر على الشرق السوفيتي وغيره عام 1945 ، وأصبحت منطقة الجزر الكورية المحاذية للصين واليابان ميداناً للنزاع المسلح التقليدي المتطور وغير التقليدي الخطير وحقلاً لتجارب السلاحين الامريكي والسوفيتي وهو ما يؤكده دائماً لنا يفغيني بريمكوف رئيس وزراء روسيا الاسبق وهنري كيسنجر وزير خارجية ولايات المتحدة الامريكية سابقاً ، وأصبحت سوقاً لمخازن سلاحهما الفتاك ، ويبدو هناك ان رأس قادة كوريا الشمالية ساخن بقيادة كيم جونغ الذي ورث الحكم الجمهوري عن والده كيم سام وعن جده كيم سونغ بطريقة ملكوريه وفي اطار حزب شمولي واحد .

ستاليني هاجم كوريا الجنوبية عام 1950 ودخل في هدنه معها عام 1953 ، واصطدمت كوريا الشمالية مع انقلاب عسكري داخلي قادهُ الجنرال بارك سونغ أدى الى وصول الجنرال تشون دوهوان الى السلطة والى الامام عام 2007 تحسنت العلاقات بين الكوريتين ثم عادت وانتكست من جديد عام 2013 وقبل ذلك بسنوات ومع هذا لازال حزب العمال الكوري راغب في قيادة ايدولوجية توحيد كوريا اطلق عليها زوتشيه ، وتحريك الصواريخ البالستيه من نوع موسودان من قبل كوريا الشمالية بدأت تثير حفيظة كوريا الجنوبية وامريكا معاً، وهنا لا مجال امامي الا ان اؤكد بان اي حرب قادمة في البلاد الكورية ستكون مجنونة ولا مفر من الحوار ، ومن الحماقة التفكير والتخطيط لضرب المصالح الامريكية واليابانية في تلك المساحات الجغرافية من العالم ، وهنا لا ادافع عن امريكا لكنني حسبت النتيجة اولاً التي ستكون ماحقة لكوريا الشمالية دون ادنى شك ، ولا خطاب يمكن ان يرتفع على خطاب الوحدة والتنمية المستدامة ، والسلام ليس للكوريتين فقط وانما لكل العالم ، وعلى الجميع ان يعرف بان الكرة الارضية هي بيتنا جميعاً، وبأن لجم هيجان واندلاع اي معركة نووية او كيماوية ستكون جماعية دولية .

*د. حسام العتوم / جامعة البترا