وضع حجر الأساس لأكبر متحف فلسطيني
14-04-2013 07:12 PM
عمون - برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قامت مؤسسة التعاون، اليوم، بوضع حجر الأساس لمبنى المتحف الفلسطيني في مدينة بيرزيت الخميس الفائت ليكون منبرا تنمويا وأداة لتعزيز الثقافة الفلسطينية بكل أركانها.
وسيتم بناء المتحف الفلسطيني، وهو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، على 40 دونم من الاراضي المحاذية لجامعة بيرزيت ليضم مجموعات قيمة من التحف الفنية والعلمية والتاريخية وليركز على كل ما يتعلق بفلسطين تاريخا ومجتمعا وثقافة.
وأكد رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، في كلمة بالإنابة عن الرئيس محمود عباس، أهمية المشروع، معتبراً إياه صرحا مهما، يجسد إرادة وطنية صلبة للحفاظ على اسم فلسطين وتراثها الوطني والحضاري.
وبين الأعرج أن الشعب الفلسطيني قدم على مدار تاريخه الطويل أروع النماذج والأمثلة في التعايش، والتسامح، لتظل فلسطين مركزا خالدا للعبادة، والدعوة للخير والسلام.
ولفت الى أن إقامة المتحف يزخر بالمعاني، ومن أبرزها استمرار الجهود للتصدي لكافة محاولات طمس الهوية الوطنية، وحرص دولة فلسطين على الحفاظ على تراثها الوطني والحضاري.
وقال: "إن معركة الصمود والبناء التي يخوضها الشعب الفلسطيني كانت وستظل ملتزمة بالحفاظ على طابعها الوطني، وتراثها الحضاري"، داعيا إلى "ضرورة تكثيف الجهود في مواجهة غطرسة الاحتلال، وسياساته وإجراءاته الممنهجة عبر خطة إستراتيجية تساهم فيها شتى الهيئات، لترقى إلى مستوى التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وإلى وضع خطة وطنية إعلامية لتعزيز صمود أبناء شعبنا في القدس، وكشف ما يتعرضون له من انتهاكات".
وأعتبر أن وضع حجر الأساس للمتحف الفلسطيني خطوة مكملة للمتحف الفلسطيني الموجود في القدس، الذي علينا أن نحافظ عليه، وسنستعيده قريبا.
وقال الدكتور نبيل هاني القدومي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون في الاحتفالية التي حضرها أعضاء مجلس أمناء مؤسسة التعاون وجمع كبير من الشخصيات الفلسطينية الناشطة في مجال الأعمال والسياسة والثقافة والفنون، أن فكرة بناء متحف على أرض فلسطين، جاءت في عام 1997 تخليدا للذكرى الخمسين للنكبة، ليس لحفظ الذاكرة الانسانية للشعب الفلسطيني فحسب وتوثيق النكبة التي شكلت نقطة تحول في تاريخه الحديث، وانما كذلك لتسجيل قصص الكفاح المستمر للشعب الفلسطيني واصراره على حقه في تقرير مصيره.
واليوم بعد سنوات عديدة من البحث والتشاور وفي الذكرى الثلاثين لإنشاء مؤسسة التعاون، نفتخر بأننا نحتفل بوضع حجر الاساس لأهم مشاريع المؤسسة وهو المتحف الفلسطيني."
وأضاف "سيحتضن المتحف الفلسطينيين أينما كانوا فكرا وابداعا وحياة في الوطن والمنفى وسيكون منبرا حرا للحوار الفلسطيني وجسرا ثقافيا وأفق لمستقبل أفضل. ونفخر في مؤسسة التعاون بأننا نقف خلف هذا المشروع".
ومن جهته أكد عمر القطان، رئيس فريق عمل المتحف الفلسطيني "أن المتحف هو أكثر من مجرد بناء تقليدي يضم معروضات ومقتنيات. نحن ننظر اليه باعتباره مؤسسة عابرة للحدود السياسية والجغرافية، لا تكتفي بالحفاظ على التراث وتأكيد الهوية الفلسطينية فحسب وانما تتعدى ذلك الى النهوض بالثقافة الفلسطينية والعمل على تفعيل حراك فكري وفني مفتوح للجميع ومنفتح على كل ما هو جديد ومبدع".
وأضاف "نسعى لأن نتواصل مع الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، سواء في فلسطين، أو في الداخل أو في الشتات. فمشاريع المتحف وبرامجه ومعارضه لن تبقى حبيسة الجدران، وانما ستصل الى الفلسطينيين أينما كانوا من خلال بناء شبكة فعالة من الشراكات مع المؤسسات والمراكز الثقافية في فلسطين وفي العالم لتشكل مع شبكته الرقمية فضاء لإبداعات وابتكارات المفكرين والباحثين والفنانين. "
وقال جاك برسكيان، مدير المتحف وقيمه العام أنه بالإضافة الى المجموعات القيمة من التحف الفنية والعلمية والتاريخية سيركز المتحف الفلسطيني على كل ما يتعلق بالثقافة الفلسطينية بمفهومها العريض وعلاقاتها مع الثقافات الاخرى في العالم والمجتمع المعاصر. ولن ينحصر ذلك في المقتنيات بل يتعداها الى كل ما يؤرخ ويصف ويصور ويوثق الحياة الفلسطينية بكل مكوناتها. وسيضم المتحف وثائق ومخطوطات ومواد مكتوبة ورقمية مقروءة ومسموعة، لإبداعات وانتاجات المبدعين في الوطن والمهجر. وسيضم أفلاما وصورا وثائقية تتناول مراحل الحياة الفلسطينية المختلفة بدءا من مطلع القرن التاسع عشر."
واشار الى أن المتحف في طور العمل على معرضين يهدف احدهما الى توثيق العلاقة التي تربط الفلسطينيين بأرضهم واشيائهم الاكثر حميمية، بينما يهدف الاخر الى نقاش الهوية الفلسطينية وكيف يتم التعبير عنها من خلال الاعمال الادبية والفنية العالمية. وسيعمل المتحف جاهدا خلال الفترة التي تسبق الافتتاح للتواصل مع جمهوره من خلال شركائه و شبكته الرقمية الى حين تجهيز المبنى وافتتاحه رسميا.
ومن المقرر أن يفتتح المتحف في خريف عام 2014، وسيشيد مبنى المتحف على مرحلتين بحيث تمتد المرحلة الاولى على مساحة 3000 متر مربع وعليها سيبدأ المتحف الفلسطيني فعالياته وبرامجه. وسيتكون المبنى من صالة عرض ومدرج في الهواء الطلق ومقصف داخلي وخارجي وصفوف دراسية وحدائق ومكاتب ومرافق عامة. أما المرحلة الثانية التي سيتم الانتهاء منها خلال عشر سنوات، فستمتد على مساحة 6000 متر مربع اضافية لتستوعب صالة أكبر للمعارض المؤقتة والدائمة ومسرح داخلي وصفوف دراسية اضافية ومكتبة.