دور العمل التطوعي في معالجة ظاهرة العنف
عادل حواتمة
14-04-2013 05:09 AM
تصدّر الحديث عن موجة العنف التي إجتاحت المملكة خلال الإسبوعين السابقين كل المجالس الرسمية وغير الرسمية، كما حجز مساحة لا يستهان بها في الإعلام الأردني مرئياً كان أو مكتوباً أومسموعاً، حتى أنه تكّون لدينا قاعدة بيانات تتناول ظاهرة العنف يمكن البناء والإستناد عليها لتأسيس مجلس يعنى ببناء وعي جمعي يدعو لتعزيز القيم الأردنية العريقة ونبذ العنف من خلال التشبيك مع المؤسسات ذات الصلة تحت مسمى مثلاً " المجلس الأردني لنبذ العنف وتعزيز الحوار" ليقوم بوظيفته بشكل مؤسسي ومدروس ومسؤول ومتراكم. لأننا دائماً ما نشهد في البداية حماسة منقطعة النظير ثم ما تلبث أن تفتر مع فتور الظاهرة .
مكافحة ظاهرة العنف جماعية ومتنوعة، ولا يجب حصرها بجهة أو بوصفة واحدة. فكل جهة تساهم بنسبة معينة حسب معايير بذاتها ذات أثر يراعي طبيعة هذه الجهة ودرجة تأثيرها ، فالأسرة من خلال تنشئتها السليمة ، والإعلام بصنوفه المختلفة ليقوم بدور المستشعر والمنبه والكاشف والمانح القدرة الأكبر على التداول والتعاطي مع ظاهرة العنف. والمؤسسات التعليمية على إختلاف مستوياتها بما تحويه من نشاطات متعلقة بتعزيز العمل التطوعي، ومنهاج التربية الوطنية من خلال تطويره ليراعي الثقافة و الوعي الوطني من جهة وتعزيز السلوك الوطني من جهة أخرى فالحاجة هنا الى التطوير لا الى الإلغاء، لأنه وفي ظل عمل هذه المنظومة فإننا نواجه هذا المد من العنف فما بالك لو تم إضعاف أحد هذه العناصر.
تبرز أهمية العمل التطوعي من فلسفة كونه عملاً لا ينتظر المقابل المادي أو المعنوي، كما أنه ذاتياً، ويأتي كنتيجة محمودة لتنشئة سليمة رسخت شعور الفرد بأهميته لمجتمعه، وقدرته على العطاء بالنظر الى موقع الفرد في معادلة العمل التطوعي كونه الطرف الأقدر على تقديم خدمة للمجتمع أو معونة لفئة بحاجة لتلك المعونة، وإعتباره فرداً منتجاً يحضى بإحترام وتقدير الجميع. وبالتالي فإن الوصول الى هذه المرحلة؛ من تكثيف حالة الإنتشار والترويج والقبول لثقافة العمل التطوعي من خلال كل الوسائل سيساهم هذا دون أدنى شك في تقليص الظاهرة محط الحديث شيئاً فشيئاً، لأن العنوان الأبرز في هذه الحالة سيكون الحرص على العمل وتقديم الخدمة وحالة من ذوبان الخصوصية من أجل المنفعة العامة والإطار الوطني الأشمل الذي يتطلب شراكة مجتمعية أكثر منه جهداً فردياً.
ماذا عن مرحلة محدودة لطلبة الجامعات تعنى " بالخدمة المجتمعية " تحل مبدأياً مكان الخدمة العسكرية الموقفة حالياً بفعل الضنك المادي وغيره. بحيث يلتحق الطالب بخدمة مجتمعه في أوقات يتم تحديدها ، فإذا كان معدل دوام الطلاب في الجامعة ثمانية فصول، لماذا لايتم إضافة فصل إضافي للخدمة المجتمعية، يصقل مهاراتهم الإجتماعية وينمي فيهم روح العمل التطوعي وبالتالي الإنشغال بالعمل على حساب العنف، وهذه أيضاً مرحلة مهمة بإعتبارها تسبق إعداد الأفراد للعمل والإندماج الإجتماعي كون العنف أخطر مجتمعياً منه جامعياً.
adel.hawatmeh@gju.edu.jo