محاكمة : مبارك واثقاً .. والعادلي باكياً (صور)
13-04-2013 01:33 PM
عمون - ا ف ب والعربية - اعلن رئيس المحكمة المكلفة اعادة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك السبت تنحيه عن النظر بالقضية "لاستشعاره الحرج" بسبب اصداره من قبل احكاما بالبراءة في قضية "موقعة الجمل" فيما بدا مبارك مرتاحا ملوحا بيديه من خلف القضبان.
وقال رئيس المحكمة مصطفى حسن عبد الله فور افتتاح المحاكمة ان المحكمة قررت التنحي و"اعادة ملف القضية لمحكمة استئناف القاهرة لتحديد دائرة اخرى لنظر القضية لاستشعارها الحرج".
وكان عدد من المحامين صاحوا فور اعتلاء هيئة المحكمة المنصة مطالبين برد المحكمة ورد عليهم رئيس المحكمة على الفور "انتظروا حتى تستمعوا الى قرار المحكمة" ثم تلا قراره بالتنحي عن النظر بالقضية.
واكد المحامون ان رئيس المحكمة لا يمكن ان ينظر في قضية مبارك لانه سبق ان اصدر في تشرين الاول 2012 احكاما بالبراءة في قضية "موقعة الجمل" وهو الهجوم على المتظاهرين في الثاني من شباط 2011 في ميدان التحرير من قبل انصار النظام السابق الذين كانوا يمتطون الجمال.
واعتبر المحامون ان رئيس المحكمة بذلك سبق ان كون رأيا في الاتهامات المنسوبة الى مبارك ومعاونيه وبالتالي لا يمكن له ان ينظر هذه القضية.
وقال محامي المدعين بالحق المدني امير سالم لفرانس برس "رئيس المحكمة والدائرة التي يتراسها سبق ان برأوا كل المتهمين في موقعة الجمل وهناك الكثير من الشكوك في موقفهم وهذا يمنعهم من نظر القضية".
وكان اهالي الضحايا المتواجدين في قاعة المحكمة يهتفون "الشعب يريد اعدام الرئيس" السابق.
غير ان مبارك، الذي حضر المحاكمة جالسا على كرسي متحرك، كان مبتسما ويلوح بيديه وهي صورة مناقضة تماما لما ظهر عليه في المحاكمة الاولى التي كان يظهر فيها ممدا على كرسي متحرك وتظهر على وجهه علامات الاستسلام لمصيره.
وعقدت الجلسة في اكاديمية الشرطة الواقعة في ضاحية التجمع الخامس (شرق القاهرة) والتي كانت تحمل قبل اسقاطه اسم "اكاديمية مبارك".
وكانت محكمة جنايات القاهرة حكمت على مبارك، في المحاكمة الاولى التي قضت محكمة النقض (اعلى هيئة قضائية) قي كانون الثاني الماضي باعادتها، بالسجن المؤبد.
وتعاد محاكمة مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مسؤولى وزارة الداخلية السابق وهم جميعا متهمين بالتورط في قتل والشروع في قتل مئات المتظاهرين السلميين الذين نزلوا الى الشوارع في القاهرة والاسكندرية والسويس وعدة محافظات اخرى ابان الثورة التي بدأت في 25 كانون الثاني 2011 وانتهت باسقاط الرئيس السابق في 11 شباط من العام نفسه.
كما تعاد محاكمة نجلا مبارك، جمال وعلاء، اللذين كانا رمزا للسلكة والثروة0في عهده لاتهامها بالفساد المالي وهي تهمة موجهة الى والدهما كذلك.
ويحاكم رجل الاعمال حسين سالم غيابيا لفراره الى اسبانيا.
وعاشت مصر لحظة تاريخية عند بدء المحاكمة الاولى لمبارك في اب 2011 اذ كانت المرة الاولى التي يظهر فيها حاكم عربي اطاح به شعبية خلف القضبان امام منصة القضاء.
غير ان الامل الذي اثارته الجلسات الاولى للقضية التي اطلق عليها في مصر "محاكمة القرن" سرعان ما تهاوى. وقال المدافعون عن حقوق الانسان ومنظمات حقوقية ان المحاكمة لم تستند الى تحقيقات وافية ولم تتمكن من ايجاد ادلة تثبت المتورطين في قتل اكثر من 850 مصريا ابان الثورة.
ومنذ ان ترك السلطة عانى مبارك، الذي سيتم الخامسة والثمانين في ايار المقبل، من عدة مشكلات صحية وفي احدى المرات اعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية "وفاته سريريا". ونقل مبارك اخيرا الى مستشفى عسكري في القاهرة.
ولم يعد اسم مبارك يرد في الصحف المصرية او في قنوات التلفزيون الرسمية والخاصة الا بمناسبة تمديد النيابة حبسه احتياطيا في اتهامات جديدة بالفساد.
وقضت محكمة النقض كذلك باعادة محاكمة كل المتهمين في القضية مع مبارك. وكانت محكمة الجنايات اصدرت كذلك حكما بالسجن المؤبد على العادلي ولكنها برأت معاونيه الستة ما اثار غضبا وانطلقت تظاهرات تطالب باعادة المحاكمة.
ووعد الرئيس الحالي محمد مرسي بمحاكمة مسؤولي النظام السابق الذين تورطوا في قتل المتظاهرين.
الا ان مصر تشهد، منذ تولى مرسي الحكم في حزيران الماضي، ازمة سياسية عميقة ومواجهات دامية بين متظاهرين والشرطة وعنفا طائفيا اضافة الى ازمة اقتصادية حادة.
وفي تقرير مرن للعربية جاء فيه ،، فقد ظهر حسني مبارك، الذي حكم مصر بلا منازع لمدة 30 عاما قبل أن تطيح به ثورة في فبراير/شباط 2011، في أولى جلسات إعادة محاكمته، السبت، بمظهر الواثق بعيدا عن صورة الرجل المنكسر المستسلم التي علقت في الأذهان خلال محاكمته الأولى. وعاد مبارك عقب الجلسة إلى مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة.
وأعلن رئيس المحكمة فور بدء الجلسة الأولى لإعادة المحاكمة تنحيه، ما يستوجب اختيار دائرة أخرى للنظر في قضية مبارك، الذي قضت محكمة النقض بإلغاء حكم سابق ضده بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتورط في قتل المتظاهرين إبان الثورة التي أسقطته.
وحضر مبارك الجلسة جالساً وليس ممددا على سرير طبي كما ظهر في المحاكمة الأولى، وارتسمت على وجهه ابتسامة ولوح بيده محييا بعض الحاضرين.
ورغم أن مبارك جلس خلف القضبان كما في المحاكمة الاولى إلا أنه تبادل حديثا بدا هادئا مع ابنه جمال الذي يُحاكم في القضية نفسها. وكانت صورته المنكسرة خلف القضبان وهو يبدو مسنا ومريضا بقيت في الأذهان حتى اليوم.
ومنذ بدء محاكمته الأولى في أغسطس/آب 2011 كانت صحة مبارك، الذي سيبلغ في مايو/أيار المقبل الخامسة والثمانين من عمره، مثار تكهنات وشائعات عديدة راوحت بين إصابته بالسرطان واكتئاب شديد وبين أزمات قلبية او مشكلات في التنفس.
وأحدثت تلويحة مبارك، الذي بدا منشرحا خلال جلسة السبت، ردود أفعال واسعة النطاق في مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر مستخدمون صورته في المحكمة إلى جانب صورته وهو يؤدي التحية ببذلته العسكرية.
كما تبادل مبارك أثناء المحاكمة أطراف الحديث مع نجله جمال وسط ابتسامات، وكأنهما يتبادلان النكات، أما جمال فقد حضر المحاكمة مرتديا نظارة بنية اللون، وكان يبدو أيضا في حالة صحية جيدة ومعنويات مرتفعة.
وعلى الناحية الأخرى، بدا وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حزيناً، والدموع في عينيه.
ونسي رجل أمن مصري نفسه، وألقى التحية العسكرية للعادلي فور دخوله إلى قاعة المحكمة، وانتشر الفيديو أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب بعدما التقطته كاميرات التليفزيون.
والضابط الذي ألقى التحية هو ملتح، وكان يقف ضمن قوات التأمين التي اصطحبت الوزير المحبوس إلى سيارة الترحيلات أمام مقر أكاديمية الشرطة في رحلة عودته إلى محبسه بسجن طرة، لقضاء باقي فترات العقوبة والأحكام الصادرة بشأنه، نقلا عن صحيفة "اليوم السابع" المصرية.
وفي وقت سابق، أقيل مأمور سجن طرة عقب دخول العادلي السجن، بعد أن أدى التحية العسكرية للرئيس السابق أمام الجميع، كما أنه كان متهما بتدليل رموز النظام السابق وإقامة حفلات إفطار جماعية لهم في رمضان.
وخلال جلسة محاكمة مبارك، السبت، لأيضا ظهر رئيس هيئة الدفاع عن مبارك، فريد الديب، وهو يدخن سيجاراً داخل قاعة المحكمة، بالمخالفة مع القواعد المتبعة في المحاكمات المصرية.