هذه ليست صوراً للحسنوات ، بل أشلاء أموات ، أيضاً في العراق ، لم تعد تفيد النداءات ولا حتى الادانات ، تخيلوا أنكم مكان هؤلاء وهم يستغيثون رحماك أيها الجلاد ، أرحنا من هذا العذاب ، جحيم لا يطاق ، أمعنوا النظر ، شاهدوا بأم أعينكم كيف سلخت الاْجساد وبانت العظام تحت مرأى ومسمع الاْوغاد الفجار ، ربما شهيتكم في ازدياد ! انكحوا ما طاب لكم من النساء ، فالاْمر لا يعنيكم البته .موال الذبح والتنكيل مستمر الى يوم الدين ، مجازر لم تشهد لها البشرية مثيل ، نجومها من المغاوير العراقيين والضحايا من أبناء جلدتكم الفلسطينيين ، يا عرب يا مسلمين كفوا عن العواء والعويل ، تراق الدماء أنهارا وأنتم عن ايقافها علجزين . . . حتى الشياطين رقصت على أطلال اللاجئين الفلسطينيين ، أزهقت الاْرواح والاْمة غارقة في الحب والحنين ، لست أهذه هذا هو الواقع الاْليم ، أين منظمة التحرير ؟ أين السلطة الفلسطينية ؟ أين قادة فلسطين ؟
كفوا عن سلب الملايين ، وفروا الحماية للمساكين ، ليس لهم في هذه الدنيا نصير ، جثث لا تجد الى القبر سبيل ، المسن قبل الصغير ، حتى المقعد والضرير .
اذا نامت العيون ، هل تنام القلوب ؟ أم أن الضمير أصبح من طيات الماضي الدفين !
النساء تصيح ورائحة الموت تفوح : ليس حباً في الموت ولا كرهاً في الحياة جئنا الى العراق الجريح ، كنا في الاْمن والاْمان طامعين ، هل كفرنا برب العالمين ؟ تركنا الوطن مكرهين ، الى هذا الحد أصبحنا مكروهين ! ! ان لهذا الكون الهاً من رحمته لعباده أن جعل لدنوا أجلهم علامات وأقام لقرب ساعاتهم آيات ، لكن في العراق قصفت الاْعمار ، استعرت الاْحقاد ، قتلة جهنميون جرائمهم أبشع من نكراء ، فظائعهم اهتزت لها السماوات ، عزرائيل فقد الصواب
يا أحفاد القحبات ، يا أبناء المومسات ، يا معشر الجبناء ، سيبعث الرب فيكم عيسى بن مريم عليه السلام عليه ثوبان ممصران قبل أن يحين الآوان ، فتنة الاْعور الدجال عمت عليكم يا عربان ، ستموج البحار . . . ستدك الجبال . . . ستجف الاْنهار . . . سيختلط الليل بالنهار اقتربت الساعة ، خرجت الدابة والناس في الغفلة غارقين ، شهداء مجزرة دير ياسين ، كفر قاسم ، صبرا وشاتيلا ، تل الزعتر وجنين ، أضربوا في جنة الخلد والنعيم ، احتجاجاً على صمت العرب والمسلمين .
في العراق يتم ذبح المستضعفين ، والاْحياء الاْموات على نصرتهم عاجزين والقاتل ينتقم من القتيل ، قلبت كل الموازين ، حسبي الله ونعم الوكيل .
قيل أن المسلمين في العالم كثيرين ، قالوا وهم يتغامزون : انهم لا يبصرون واذا أبصروا لا يدركون ، واذا أدركوا لا يتحركون ، واذا تحركوا لا يخيفون ( محمد سلامة جبر ) .