الحكومه الجديدة مراكز النفوذ
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
11-04-2013 08:57 PM
كما توقعت فان الحكومه الجديده تعرضت و ما زالت تتعرض لهجوم غير مسبوق من تيارات سياسيه و عشائريه و صالونات سياسيه. لاعادة رسم الصوره بطريقه واقعيه بعيدا عن الانطباعات و المواقف المسبقه و بعيدا عن المطامح الشخصيه و المزاج العام الرافض لكل قادم اكتب اجتهادي كمواطن اردني ومتابع سياسي من الشارع الاردني في محاوله مني لفهم ما يحدث.
اعتقد ان الحكومه الحاليه هي انقلاب ناعم على ثلاث من مراكز النفوذ التي تشكلت و اشتدت شوكتها خلال العشر سنوات الماضيه مع ابتعادها عن الاصطدام بثلاث مراكز نفوذ اخرى و للتوضيح و بما اني امارس عصف ذهني و رياضة تحليل و تفكير بصوت مسموع و مقتنع انني كما عشرات الالاف الذين يمارسون هذه الرياضه و غير مستفيدين شخصيا من الحكومات نمثل ضمير الوطن و جزء من الحل و ليس جزء من الازمه.
اما مراكز النفوذ التي اقصدها فهي
الاول عدد محدود من قاده عشائريين حاولوا خلال السنوات الماضيه اعطاء الانطباع بانهم و العدد القليل من عشائرهم حماة الملكيه و النظام و حماة الاردن و الهويه الاردنيه. هذا ادى الى انطباع من القدسيه و حق ملكية و وراثة الاردن لهذا العدد القليل من العشائر و التي استأثرت بالوطنيه و مارست الاقصاء و الالغاء على عشائر اخرى اكبر او اقل حجما بل و مارست الاقصاء لمحافظات باكملها و التهميش لعشائر و مناطق و بالتالي كرست العشائريه بدل العشائر و اسست لفساد اداري و هشاشة منظومة الدوله. اي بمعنى اخر انها سهلت اضعاف الدوله و تهئيتها لاي مشاريع ضاره للهويه الاردنيه من خلال الممارسات التي سوقت نفسها على اساس المحافظه على الدوله.
الثاني الاجهزه الامنيه و التي كانت و ما زالت الحصن المنيع للمحافظه على الاردن و تزويد الدوله بكفاءات وطنيه و عاليه في الاداره. و يحسب لهذه الاجهزه انها كانت العمود الفقري للاردن و امنه. و لكن وصول شخصيات الى مراكز متقدمه لا تحمل النزاهه و الوطنيه التي تعودنا عليها من هذه الاجهزه وازدياد نفوذ مركز النفوذ الاول و محاولات مراكز النفوذ الاخرى باخذ مكان لها داخل هذه الاجهزه. كل ذلك ادى الى زيادة قوه هذه الاجهزه و تعدي مهامها الى الاستئثار بجزء غير بسيط من صلاحيات السلطه التنفيذيه. لذا فان تقييمي ان هذه الاجهزه قد نجحت في حماية الاردن من الاخطار و التطرف و الارهاب و حافظت على الهويه الاردنيه و لكنها لم تحمي الاردن من الفساد الاداري و الذي سهل الفساد المالي.
الثالث انهم جزء من الاشراف و العائله الحاكمه الذين اختباؤا خلف العبائه الملكيه و استغلوا حب الاردنيين و احترامهم و ثقتهم للعائله الهاشميه. اقول استغلوا ذلك لمكاسب و نفوذ شخصيه و لاصدقاء و معارف و مقربين ممن يمارسون النفاق و المجامله.
يبقى مراكز النفوذ الاخرى و التي اعجزني التفكير ان كان اضعاف المراكز السابقه هو لهدف تقويتها ام التدرج لاضعافها كمرحله لاحقه.
في النهايه اعتقد ان الحكومه ستأخذ الثقه ب 78 صوتا و لكن بعد تفاهمات لا اعتقد ان كثير ممن سيمنحوا او سيحجبوا الثقه سيكون جزء منها. الاهم من ذلك كله التأكيد ان على ان مراهنات و توقعات ستثبت فشلها. فمن يراهن على اضعاف الهويه الاردنيه سيفشل و من يراهن على تصفية القضيه الفلسطينيه سيفشل و من يراهن على انتشار الفوضى بالاردن سيفشل. و من يراهن على تغيير الحكم الهاشمي للاردن سيفشل و من يراهن ان الاردنيين سينساقوا لخراب بلادهم بايديهم سيفشل. و من يراهن على تثبيت عقارب الساعه و حركة الشعب الاردني سيفشل. فالاردن القادم هو اردن الاجيال القادمه و ليس السابقه و لا حتى الحاليه. الشعب الاردني من اكثر الشعوب وعي و تعليم و له طموحات مشروعه باردن اقرب الى الدول المدنيه المتقدمه بعيدا عن الاقصاء و التهميش و الالغاء و بعيدا عن الفوضى و التمرد و الاتهام و الاشاعات تحت مسمى حرية التعبير. و طموح الاردنيين اقرب الى الحريه المنضبطه و حرية التعبير المسؤوله و العداله الاجتماعيه و المساءله و المحاسبه. لكن لا بد من الحفاظ و تعريف الهويه الاردنيه و ذلك بدسترة فك الارتباط و الذي هو السد في وجه الوطن البديل و تصفية القضيه الفلسطينيه.
الاردن بتنوعه هو جسر بين الخليج و الشام و العراق و هذه عناصر قوه و لا يجب ان تكون في اي لحظه عناصر لاضعافه.
ادام الله الاردن عزيزا مستقرا و ادام الله اهله اعزه كرام.
في المقالة القادم ساطرح تصوري لخارطة الطريق للاردن الذي نريد فالاعتراف بالمشاكل بموضوعيه و السعي لحلها هو اول الطريق لتقوية البنيان.