واهم من يعتقد ان حملة ( المناسف ) او حملة الالقاب او حملة الفكر الاردني ( ولك مش عارف مع مين بتحكي ) هم الذين سيصنعون مستقبل الاردن ..
فان أردنا ان يكون لهذا البلد مستقبل زاهر فعلينا ان نصنع حملة ( شهادات ) وليس حملة قناوي ويا ويل اللي يعادينا ..
أسبوع دام شهدته جامعاتنا الحكومية والخاصة الاسبوع الماضي حيث باتت المشاجرات في الجامعات مشهدا مؤلوفا للاردنيين وكأننا في مجمع ( باصات ) وليس في مجمع للعلم والمعرفة والابداع ..
سيناريو التعامل مع هذه الاحداث بات معروفا وفاشلا في الوقت نفسه.. وزير يبدي استياءه مما حدث .. ورئيس جامعة يهدد باتخاذ اشد العقوبات .. وشيوخ بنسخة ( تايوانية ) يتراكضون وراء الطلبة لحبحبة لحاهم وطي الخلاف .. ورئيس وزراء يوجه عن بعد 300 كلم بضرورة ايجاد حل للمشاجرات الجامعية ..
سيناريو بات مملا واليما بعد ان ثبت انه عاجز عن منع تكرار المشاجرات حتى بات من المطلوب تأسيس مؤسسة معنية بالمصابين والمحاربين الجامعيين لرعاية شؤونهم بعد ازدياد اعدادهم في السنوات الاخيرة !!
الفشل المتكرر في منع اندلاع المشاجرات يعود الى هذا السيناريو ( البايت ) وعدم الاعتراف بفضيحة التعليم في الاردن ..
ولن يكون الحل باتخاذ اشد العقوبات بحق طالب تسبب بالمشاجرة .. بل الحل هو البحث عن كيفية وصول هذا الطالب الى الجامعة ..
لو جئنا على انفسنا مرة واحدة واجرينا بحثا مطولا عن طالب تسبب في مشاجرة جامعية قبل فصله لعرفنا السر قبل ان يذهب مع صاحبه الى جامعة اخرى ومشاجرة اخرى ..
بكل تأكيد سنجد ان مسيرة هذا الطالب التعليمية كانت على النحو التالي : المرحلة الابتدائية : معدل ( 66 ) وغير مهذب وغير خلوق.. المرحلة الاعدادية معدل ( 58 ) وعامل على احد خطوط الباصات .. ( المرحلة الثانوية ) معدل ( 51 ) وقيد مشاجرة في المركز الامني .. ( التوجيهي ) معدل ( 82 ) ويحلم بدراسة ( الحاسوب ) ..
سنلاحظ ان الابداع لدى هذا الطالب كان فقط في ( التوجيهي ) وباقي مسيرته التعليمية كان يقضي معظم وقته متسكعا في ( الشوارع ) ..
هذا الجهبذ عند دخوله الجامعة لن يمضي وقته في ( المكتبة ) ؟! ولن يشغل عمداء الكليات باجراء ( البحوث ) ؟ ولن يجعل دكتور المادة يتعوّذ من أسئلته المتكررة ؟!
هذا الجهبذ سيمضي الاربع سنوات متسكعا في ممرات الجامعة .. مرة ( يهيجن ) .. ومرة (يتشاجر) .. ومرة (ينفصل) ويعود .. الى ان يحصل على الشهادة ..
وطبعا الامثلة كثيرة وكثيرة جدا ان اردتم الحقيقة المؤلمة ..
الى هنا لن تتوقف معاناة الوطن مع هذا ( الجهبذ ) فقد يحلم بتكملة الدراسات العليا وقد يحصل على الماجستير ومن ثم على شهادة الدكتوراة ..
وشواهدنا على ذلك كثيرة فماذا نفسر من يحمل شهادة الماجستير ويعمل (عاطل من العمل) او من يحمل شهادة الدكتوارة ويعمل في محل (دراي كلين) ..
اما بالنسبة لاعدادهم فقد فاضت عن الحاجة حيث باتت اعداد من يحملون الشهادات في الاردن اكثر من الذين يحملون شهادة ( حسن سيرة وسلوك ) ؟!
لن يكون هناك في الاردن تعليم عالي .. طالما ظل هناك من ينجح ( بالتواطي ) ؟!
وكل ما عليكم القيام به لخدمة الطلبة : وسعوا الميدان .
s.arabeyat@alarabalyawm.net
العرب اليوم