العنف الجامعي-الحقائق الغائبه
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
06-04-2013 07:34 PM
رغم النقاشات و الحوارات الطويله في موضوع العنف الجامعي فان الغالبيه تحاول تجنب الاسباب الحقيقيه و محاولة طرح حلول لا تعدو استهلاكيه. لذا اطرح اجتهادي في هذا الموضوع و القي الضوء على ثلاث حقائق غائبه في النقاشات و الطروحات الرسميه و طروحات الحراكات و الاحزاب و الوجهاء
الحقيقه الاولى ان السبب الاساسي للعنف هم الطلاب الذين تورطوا في هذه المشاجرات و للتوضيح فان هنالك نسبه من الطلبه قابله للتورط في العنف و اختراق القانون و هم نفسهم من يكونوا في المشاجرات التي سبقت و التي تلي. لذا فان الخطوه الاولى في الحل انزال العقوبه بهولاء الطلبه بدون مجاملات او استرضاءات و سحب اي حمايه تغطيهم سواءا كانت عشائريه او مناطقيه او امنيه او علاقه بمسؤول او جهه.
الحقيقه الثانيه ان هنالك طرف خفي او رابط خفي في احداث عنف الجامعات يريد عمدا خلط العشائر بالعشائريه و المناطق بالمناطقيه و الاقاليم بالاقليميه كما ساوضح لاحقا. و كأن الهدف ان مناطق الاطراف غير قادره على التنميه و النجاح حتى لو توفرت لها الظروف كامله و ان المجتمع لم ينضج بعد ليميز بين الحريه و الفوضى و بين الديموقراطيه و الانفلات الامني و للاسف فان ما يحدث ينفذ باصابع لا تعدو ان تكون منفذه و غير واعيه بانها تنفذ ما تعتقد انها تقاومه.
الحقيقه الثالثه مسألة من يملك الجامعه الحكوميه و للتوضيح فان الجامعه ليست ملك لاهل المنطقه بل هي ملكيه عامه و ليست ملزمه بان يكون رئيسها او عامليها او طلابها من نفس المنطقه بل هدف وجودها بالمنطقه للتنمية و توفير مكان قريب لاهل المنطقه للتعليم و الاستفاده من الخدمات. لذلك فانا اعتقد ان العاملين في اي جامعه لا يجب ان يزيدوا عن نسبة النصف من اهل تلك المنطقه و كذا بالنسبه للطلاب و الا فكيف سيتوسع افق الطالب و العامل و قدراته اذا درس في نفس الحي ليقابل نفس الاشخاص بنفس الهموم و الحلول و الارث التاريخي.
مؤسسو الجامعات الاردنيه كانوا من كل مناطق المملكه و لكن ما ميزهم انهم درسوا في دول اخرى فاطلعوا على ثقافات جديده تحدت موروثهم و افكارهم و نمت عندهم الفكر و الحوار و الراي الاخر و تقبل الاخر. اما المطالبين يموظفين و اداريين و طلاب من نفس المنطقه ما الذي يتوقعونه الا نقل المجتمع بكل ما فيه الى الجامعه بدل تطوير المجتمع من خلال طلبة الجامعات.
و للتوضيح فان الجامعات لها ثلاث اهداف لا رابع لها: التعليم و البحث العلمي و تنمية المجتمع وفق معاييرها و ليس معايير المجتمع. بالتالي فليس من وظيفة الجامعات التطوير السياسي او التربيه او الترفيه او ملئ الفراغ او استرضاء النواب او الوجهاء و ليس من وظيفة الجامعات ايجاد مخارج للحكومات لاسترضاء المناطق او الافراد بالعفو عن الطالب او الموظف المخالف او تغيير اسس و نسب النجاح و الرسوب. و ليس من وظيفة رئيس و ادارة الجامعه ان تفض الخلافات بين الطلاب او استرضائهم بل مهمتها تنفيذ الاقوانين و الانظمه و التعليمات وفق المعايير الدوليه للتعليم سواءا رغب الطالب او رفض و حدود الطالب في النقد و الاعتراض هي فقط ضمن تلك المعايير و بالاسس السلميه و القانونيه فقط.
لانهاء الموضوع اوضح الفرق بين العشائر و العشائريه فالاولى تحافظ على امن الوطن و قوته ضمن الدوله و القانون و تطور ابناءها و تقدم لهم النموذج في الاخلاق الكريمه و حب الوطن و مصلحته العامه بما يعود بالخير على الوطن باكمله قوه و منعه و لا تقدم مظلة حمايه لا لفاسد و لا لمخرب او خارق للقانون. و اما الثانيه (العشائريه) فهنا تقدم مصلحة العشيره و جزء من افرادها على مصلحة الوطن و تبدأ سلسلة الاقصاء و الغاء الاخر و الانانيه و خرق القانون و الفساد و توفير المظله و الحمايه من تطبيق القانون و بالتالي اختصار الكل بالجزء و الدوله بالتجمعات الصغيره و ندخل في موضوع الدوله الهشه.
نذكر ان الذين دافعوا عن الاردن و بنوا مؤسساته لم ينزلوا من المريخ بل كانوا ابناء عشائر انكروا الذات من اجل الكل و لا يجوز ان يأتوا جيل بعدهم ليهدم ما بنوه و الذي هو ملك للوطن كله. ادام الله الاردن عزيزا منيعا مستقرا.