العنف أنتم أهله كما الفساد
نايف المحيسن
03-04-2013 08:07 PM
اسامة الدهيسات... روحك ستطاردهم وقبرك سيكون شاهداً على اهمالهم وخذلانهم ودعوات امك ستقض مضاجعهم وستجعل احلام يقضتهم كوابيس ستطاردهم في غفواتهم وصحواتهم .
اما والدك يا اسامة الذي كان ينتظر اشهرك الاخيرة في جامعتك ليفرح لك فرح التخرج ليبدأ مع حكومته بعدها معاناة البحث عن وظيفة له فاذا بها "الحكومة" تضع حداً لانجازاتك بابنك على مدى اكثر من عقدين من الزمان بمقتله فماذا ستقول لاشقائه عن حكومة لم تحم شقيقهم وهل مثل هذه الحكومة مؤهلة لحماية شعب .
نعم اسامة الدهيسات مثال حي على الاهمال الحكومي خاصة وانها تتحدث عن مرحلة جديدة في حياة الاردنيين كما يقول رئيسها وهي تتأهب لنيل الثقة من ممثلي الامة وهل ستضع مقتله ضمن الانجازات المستقبلية التي ستؤهلها لنيل الثقة فأي ثقة تلك المقرونة بدم ساخن سيكون قرباناً لها.
الألم الذي تركه مقتل هذا الشاب اثار حفيظة كل مواطن اردني منتمي لتراب وطنه وسيشكل وصمة عار علينا جميعا ان قبلنا ان يمر هذا الامر مرور الكرام فالوقفة الشعبية هي المطلوبة لأن الامور خرجت عن الاطر الحكومية فالحكومات ثبت انها غير قادرة على اي شيء ونعتقد ان على ولي الامر ان يتدارك وضع الوطن الذي اصبح في انحدار مستمر ولا نبالغ ان قلنا ان كل شيء اصبح في مهب الريح فقتل الارواح البريئة بايعازات رسمية نعم اقول بايعازات رسمية لان استخدام الغاز الذي قتل هذا الشاب كان بتعليمات حكومية ولم يكن حالة فردية هذا بالاضافة الى انه يجب الوقوف عند نوعية الغازات التي تستخدم ومعرفة حقيقتها ان كانت تتناسب مع المتطلبات العالمية في فض الاعتصامات والاحتجاجات لان هناك اقاويل حول ماهية هذه الغازات.
المشاكل في جامعة مؤتة مضى عليها اكثر من اسبوع من حادثة القتل وكان بالامكان حلها بالطرق السليمة او حتى بالاستمرار في تعليق الدراسة فطالما هناك مشاكل داخل الجامعة ما هو المبرر من استمرار الدراسة فيها ام ان هناك من يرى ان الحلول تكمن في بقاء المشاكل فيها حتى ان البعض يقول ان هناك ايادي خفية وخبيثة تعبث في هذه القضية وتعمل على تأجيج المشاكل خاصة واننا نعرف ان من المستحيلات ان يكون اولياء امور الطلبة يرغبون في استمرار ابناءهم يعيشون اجواء مشاكل لا اجواء دراسة فهم لم يرسلوا ابناءهم للعبث بل ارسلوهم ليأتوا لهم خريجي منارات علم لا خريجي مسارح جرمية.
العنف الجامعي اصبح لدينا ظاهرة مقلقة منذ زمن ولم نرى اية اجراءات حكومية او برلمانية او شعبية او اكاديمية تسعى او سعت لوضع الحلول الناجعة فالحكومات في واد والنواب يتشاركون معها واديها في التقاسم علة كعكة الوطن والحكومة ايضاً بأجهزتها المختلفة هي من ساهمت في عدم وجود قيادات شعبية قادرة على حل المشاكل بل كانت هي من تصنع القيادات الشعبية ولم تسمح للقيادات الحقيقية الفاعلة ان تبرز لان مثل هذه القيادات لن تكون على "قد الايد" وللاسف الاكاديميون يعيشون في سبات عميق رغم الضجيج الذي حولهم وما عليهم ان حدثت مشكلة في جامعتهم الا الاختباء وكأنهم يقولون "بطيخ يكسر بعضه" خاصة وانهم يرون الطريقة التي يتم بها تعيين رؤسائهم في الجامعات التي لا تختلف عن اختيارات المسؤولين في بلدنا .
واخيراً اجعلوا من مقتل اسامة الدهيسات حداً فاصلا للحياة الاردنية وكفى كل شيء فان قبلنا ان نسكت على الفساد فلا اعتقد اننا نقبل ان نسكت على قتل الابرياء فالعنف أنتم اهله كما كنتم اهلا للفساد وسببه السياسات الحكومية التي تعمل على التحريض دائما سواء الاقليمية او الجهوية واخيرا العشائرية في المنطقة الواحدة ...وتاجيجة سياسة مدروسة لايصال رسائل للتخويف خاصة في ضل المطالبة بالاصلاحات ومعاقبة رؤوس الفساد..