facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




القدس في عين الثعلب الصهيوني ..


محمد حسن التل
03-04-2013 04:41 AM

شكَّلت القدس، عامل التحدي الكبير للأمة، منذ فجر تاريخها، ومنذ أن تحوَّل العرب مع الإسلام، إلى دولة، وبعد انفجار القضية الفلسطينية بوجههم، كانت القدس، وما زالت، بؤرة هذه القضية، التي تتكسَّر عليها، كل محاولات الحلول المجترحة، على كافة المستويات الدولية، وعبر العقود الطويلة، إذ جعل الثعلب اليهودي، المدينة المقدسة، هدفاً كبيرا، لأطماعه التلمودية، ضارباً بعرض الحائط، قدسية هذه المدينة، عند المسلمين والمسيحيين، على السواء. بل إن اليهود، ينكرون هذه القدسية تماما، ولم يتصدَّ لهذه الهجمة اليهودية، على القدس، كما تصدَّى لها الهاشميون، عبر القرون، فلم تعرف المدينة المقدسة حماية لها، ما بعد العُهدة العمرية، مروراً بتحريرها، على يد جيوش نورالدين زنكي، بقيادة صلاح الدين الأيوبي، كما الولاية الهاشمية، حيث آلت راية حماية مقدسات القدس، بقرار أبناء المدينة، للملك الشريف الحسين بن علي، منذ عام 1924، وسجل التاريخ، بأن هذا الملك الشريف، ضحَّى بمُلكه، من أجل القدس، وهو يدافع عنها، أمام الأحلام اليهودية المشبوهة والمشوهة، مروراً باستشهاد الملك المؤسس عبدالله الأول، على أبواب الأقصى، إلى أن آلت الراية، إلى الحسين بن طلال، الذي قضى عمره، وهو يدافع عن القدس ومقدساتها، وظلت القدس، جرحا في قلبه، يحمله حتى لقي ربه، وعندما آلت الراية إلى الملك عبدالله الثاني، استمرت مسيرة الدفاع التاريخية المقدسة وتعمقت؛ فالدور الهاشمي في حماية القدس، لا يستطيع أحد أو جهة، أن يتجاوزه أو ينكره، ولم يكن هذا الدور فخرياً، بل كان، وما زال على الأرض، دعماً للصامدين هناك، وحفاظاً على المقدسات.

وقدم الأردن المليارات، رغم ضيق اليد وعسر الحال، وفوق كل هذا، كان الدم، عنواناً كبيرا، لهذه المسيرة؛ فالدم الأردني الهاشمي، ما زال يشخل، على أرض القدس، وما زالت رائحته الزكية، تعطر نسماتها المقدسة.

لقد ظلَّت القدس في عين «هاشم» على المدى، وارتبط الأردن والهاشميون، بفلسطين وقدسها، على امتداد الأزمان، بعلاقة أزلية، وواجه الأردن، نتيجة هذه العلاقة وتلك التضحيات، ظلماً تنوء بحمله الجبال، غمزاً ولمزا، من القريب، قبل البعيد، ناهيك على الضغوطات الرهيبة، التي تعرض لها، نتيجة زحزحته عن موقفه الازلي، بالتمسك بحقه وحق أمته، في مقدساتها، ومحاولة تشويه هذه المواقف العظيمة، التي سجلها التاريخ وسيسجلها، بأحرف من نور.

جاءت الاتفاقية الأخيرة، التي وُقـِّعت في عمان قبل أيام، بين جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تأكيداً لهذا الدور التاريخي، في الدفاع عن القدس ومقدساتها، للوقوف في وجه الهجمة المنظمة، من قبل الصهاينة، على هذا المدينة، الرمز في الإسلام والمسيحية، والحملات المحمومة، من قبل هؤلاء، للسيطرة على هذه المدينة، وشرعنة اغتصابهم لها، تنفيذا لخرافاتهم التوراتية.

وإذا كان واقع الحال، وصل بالقدس والقضية الفلسطينية برمتها، إلى ما وصل إليه اليوم، نتيجة لتراكمات كثيرة وانحسار الجهد الفاعل، على المستوى القومي، أو على مستوى الامة بكاملها؛ فإن الأمر اليوم، بات يتطلب، وقفة حقيقية صادقة، من كل أبناء الأمة، على امتداد الأرض، لدعم جهود الأردن، ممثلاً بقيادته الهاشمية، في مواجهة الهجمة الصهيونية، على مقدسات القدس، مسلمة ومسيحية، على السواء، حيث نالت المقدسات المسيحية من اليهود، جحوداً لا حدود له، واعتداءً لا يقل عن اعتداءاتها، على مقدسات المسلمين، في ظل تناسٍ متعمد، من قبل الغرب، الذي يدعي أنه مسيحي العقيدة، في ظل سيطرة كاملة للصهيونية عليه، وترك مسيحيي الشرق وحدهم، في مواجهة الحقد الصهيوني والخرافة التوراتية.

كان لا بد من الاتفاقية، بين الأردن وفلسطين، لتكريس الوصاية الهاشمية، في خدمة وحماية مقدسات الأمة في القدس، وايضا تكريس السيادة الفلسطينية، على المدينة، لأن القدس اليوم، أمام واقع جديد ومخطط خطير، في ظل العلو الكبير لليهود، وسيطرتهم على عقول أصحاب القرار الدولي في الغرب، في ظل انحسارنا -كما اشرنا- نحن العرب والمسلمين، وجلوسنا على مقاعد المقهورين المغلوبين على أمرهم، لذلك، لا بد من تكريس الجهد الأردني المتراكم، ودعم الموقف الحازم لجلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه حق الأمة في القدس، لإغلاق الطريق، امام ممارسات الصهاينة الخبيثة في المدينة؛ فالفرصة ما زالت قائمة أمامنا، للملمة الجراح والتعالي على صغائر التنافس السياسي البغيض، وإعادة تنظيم الصفوف، لمواجهة المشروع الصهيوني، الذي لا يهدد القدس وحدها، ومعها فلسطين، بل وجودنا كأمة.

الدستور





  • 1 ابن القدس 03-04-2013 | 04:40 PM

    بالفعل مقال معبر كعادة الكاتب الاستاذ محمد حسن التل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :