حماية البيئة والقصص (الفاضية) .. !!
حمزة المحيسن
02-04-2013 09:57 PM
"سواليف حصيدة" هذا ما يتحفك فيه البعض تهكما وإستهزاءا في رأيه حول الأخبار التي تتعلق في حماية البيئة أو أي كائن يعيش في الطبيعة فالتهكم يصل مبلغه حينما تقرأ مثلاً عن قصة إنقاذ ( قطة ) أو ( سلحفاة ) أو ( حمار )_ أجلكم الله _ قامت فيه أي جهة من الجهات المعنية في حماية البيئة حكومية كانت ام تطوعية فالكثير هنا أيضا يخرج علينا باكثر من حكمة وموقف حيال القصة بالقول : ( يا ريتني بسة ) أو ( يا ريتني سلحفاة ) والبعض يرمي لك تعليقا ثوريا أو إشتراكيا ( البسة أو السلحفاة أغلى ما نملك ) أما اكثر تعليق تجد فيه الحدة والعصبية ( حلوا عنا في قصصكم الفاضيه هاي أحنا مش لاقين نوكل ...) ..!!!
في وطني -ولله الحمد – هذا ما يجده ويلقاه المعنيين في حماية البيئة والطبيعة من صدى ورد فعل من البعض إذا قاموا بواجباتهم الملقاة على عاتقهم ، فلا أدري ما هو الذنب الذي أقترفته هذه الجهات لنغمرها في تعليقات تتعلق في العدالة الإجتماعية ومسائل الجوع والفقر والسياسات الحكومية التي لا علاقة لهم فيها من قريب او بعيد ؟! .
اما الأمر الآخر الذي يثير الإستغراب هو وصف كل شخص يشعر بالحب والإنتماء لبيئة بلده ووطنه سواءا أكان فردا أو مؤسسة ( بالفاضي أشغال ) أو ( جماعة البيئة والله ما لقينلهم شغلة ) او ( بدهم يقيموا الدين بمالطا ) وكأن المعنيين في حماية البيئة هم من الناس ( الشبعانين )، فقضية حماية البيئة أو الطبيعة بنظر هؤلاء المتهكمين هي قضية رفاه إجتماعي يتهم من يهتم فيها بانه غير مسؤول وواعي نحو قضايا الوطن والامة الأساسية في حين أن الأمور الأخرى ( ككرة القدم )مثلا تجد العناية والمتابعة والإهتمام تصل إلى حد الموت في حب النادي بل يصل الأمر ان يتم تصوير فوز النادي ( الفلاني ) على زميله وشقيقه النادي ( العلاني ) في نفس البلد وكأنه نصر وفتح سياسي يتوج بهتاف وصيحات ( الله أكبر ) تعلو من فوق المدرجات ويصل الامر لإغلاق الشوارع والطرقات تعبيرا عن الفرحة والنصر العظيم ..!!!!
للأسف ما زال هنالك الكثير ممن يصور كما أسلفت حماية البيئة والطبيعة وكانها مسألة رفاه إجتماعي ويتناسون ما مر في ديننا الحنيف من موروث ديني وثقافي عبر قصص الأنبياء والصحابة والتابعين وكيف كان ديننا الحنيف مثالا رائعا في حماية البيئة والطبيعة منذ بداية الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فمن خلال قصة سيدنا نوح _ عليه السلام _ وفي ظل الوعد الرباني بتنفيذ غضبه على الكافرين الذين عصوه بالفيضان يأمره _عز وجل_ ببناء سفينة ويامره فيها بان يأخذ معه على ظهرها من كل نوع من الحيوانات زوجين إثنين لتعود الحياة كما كانت قبل الطوفان وفي هذا تذكير لنا من الله – عز وجل _ بان نحمي النسل أيا كان إنسانا ام حيوانا ، وإذا تتبعت أكثر السيرة النبوية الشريفة لسيدنا محمد -صل الله عليه وسلم - ستجد في حديثه الشريف مثالا ساميا يسمو فيه على كل الناشطين في حماية الطبيعة حينما يقول في حديثه الشريف " عذبت إمرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ، ولا هي تركتها تاكل من خشاش الأرض " فسيدنا -محمد صلى الله عليه وسلم -هنا يسطر لنا مبدأ رائعا وجب على كل مسلم التحلي فيه ألا وهو حماية الحيوان في الوقت الذي كان فيه مشغولا في الإعداد للمعارك والغزوات في سبيل نشر الدعوة الإسلامية السامية ...!!!!
إن حماية البيئة والطبيعة من حولنا تعني حماية مواردنا الطبيعية لتبقى لنا ولأجيالنا القادمة لما لها من نفع في مأكلنا ومشربنا وفي تنقية هواءنا الذي نتنفسه فمن الواجب على من برعوا في كيل التعليقات لمن نادى في حماية الطبيعة ان يسخروا تعليقاتهم على من يمارس الفساد والإفساد في البيئة والطبيعة التي تأوينا وتحمينا لعل ذلك يكون دافعا في قلوب المخربين لتبدل سلوكياتهم نحوها من عذاب إلى رحمة فالراحمون كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرحمهم الرحمن ، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .." صدق رسول الله ، وعليه ستبقى قصص حماية البيئة قصص ( مليانة ) بالخير والعطاء ، شاء من شاء وأبى من أبى "وسواليفها " رائعة وجميلة ..!!!!!