كنتُ منغمسه بدراستي دون ان انتبه الى أنني جالسه بمكاني منذ أربع ساعات كوني طالبة ماجستير ؛ فقررتُ أن اتفقد احوال موقعي الاجتماعي لأُريح اعصابي قليلا, فتفاجئتُ بخبر على احدى المواقع الاخبارية التي اشتركتُ بها بأنه جامعة مؤته تشهد تجدد للمشاجرة الطلابيه التي حصلت من فتره على أثر صدور النتائج الانتخابية. لم أتفاجئ من حدوث المشاجرة ولا من انها تحصل ب " الجامعة " او حتى من سببها بل تفاجئت من التعامل اللين للامن معها. كيف أصبحت الشرطه بهذه الليونه وأين هم افراد الدرك والقوات الخاصه هل أعُطيوا أجازه؟؟.

المضحك والمبكي بالأمر ان الجامعه علقت الدراسه لثلاث ايام متواصله تريدُ من خلالها أن تترجى اصحاب المشاجرة بالتهدئه , والذي يدل على ان اداره الجامعة والامن العام كان على دراية كامله بأن الاحداث ستتجدد ولم تحدث فجاءة فكيف سمح الامن بحدوثها وكيف لم يطوق المنطقه ويمنع المشاجرة المتوقعه؟؟ شيء أخر لفت انتباهي واغاظني بأن الامن العام يستخدم الغازات المسيله للدموع ليفض المشاجرة وينهيها وعلى أثرها قد أصيبت طالبه , أليس من السهل والاوفر أن يُرشُوا بالطائرات بمياة بارده تنهكهم وتجمدهم؟؟ . لكنني أعدتُ النظر بالأمور وقلتُ في نفسي بما أن الاحوال هكذا يمكن ان يكون الموضوع أن الطلبه أرادوا ان يعدوا عرض حيا ومباشرا لِأحداث معركه مؤته والامن يتواجد هناك لسلامه الطلبة لحين موعد انتهاء العرض. ولكن الاعلام كما يُقال عنه الان يُضخم الامر والخبر ويعرضه بطريقة مُزيفة .

المشاجرات الطلابية بين الجامعات اصبحت ظاهره " طبيعيه " وكل من يقول غير ذلك ليس بصادق. الان أصبحت الجامعات تتنافس مع بعضها على لقب " أكبر مشاجرة على اتفه سبب ". ومن شروط الفوز باللقب هو كميه الاسلحه المستخدمه وانواعها وكميه المشاركين ومدتها وكيفيه أنتهائها. وكل هذا يرجع للعقاب الغير مجدي فالطالب المشارك بالمشاجره اما ان ينحرم من فصل دراسي واحد او يأخذ انذارا نهائيا او حتى يحرم من الجامعه وكأنه ذلك سيهمه او سيؤثر عليه . من يهتم بدراسته و بمكانته بالجامعة لن يشترك بمشاجرة فيها. برأي العقاب المجدي يقسم الى جزئين الاول ان يفصل من الجامعه ويمنع من الدخول لأي جامعه أخرى حكوميه او خاصه وثم يدخل السجن لمده لا تقل او تزيد عن اربع اشهر مهما كانت جزئية اشتراكه بالمشاجرة والجزء الثاني أن تخصص دفعه جزائيه عليه بمبلغ مقدر ولمده معينه لتسديد وفي حاله عدم التسديد يرجع للسجن .

لكن الاحل الامثل المرير والذي اقوله وبكل حزن واسف على ما حصل لتعليمنا ومجتمعنا أن تغلق جامعاتنا كلها وان يلغى التعليم الجامعي تماما من الاردن ولمن ارأد ان يدرس عليه أن يسافر الى الخارج ويعيش الظروف والمأسي وان يُعامل على انه من دول العالم الثالث او حتى مغترب وبعيد عن اهله وبلده وقتها فقط سيعرف قيمه الاردن وقيمه تعليم الاردن وسيعرف بالتأكيد قيمه التعليم .