نامت نواطير مصر عن ثعالبها
د . محمود عبد الله الخوالدة
02-04-2013 01:37 PM
إن مواقف الأردن المشرفة شعبا وقيادة الهبت قلوب الحاسدين والحاقدين في هذا ا الزمان الرديء, الذي أرقهم صمود الاردن وأهله في ظل الزوبعات التي اطاحت بعروش كثير من القاده العرب , وظل الأردن عصياً على نكث الناكثين وما نبأ سيفه يوم نبت السيوف، بل ظل أُغنية الظبا هاشمي الألق عربي الفلق. إلا أنّ السنة الحرابي خرجت من حدودها لترتطم بجدار العنفوان الأردني فأقول في مثل هذا الساعة التي يستوجب فيها رداً أردنياً.
إن الأردن إنْ كنتَ تدري وأنت لا تدري (( بلد الحشد والرباط ))
والأردن تلك البلاد التي رسم أهلها بنجيع دمهم وجميل صبرهم وصهيل خيلهم "مؤتة واليرموك والثورة العربية والكرامة".
الأردن التي تتطاول عليها تلك الحرباوات هي مهد الحضارات ومربع العقائد الدينية وأكناف بيت المقدس التي بارك الله حولها وفيها إلى أن يرث الله الارض ومن عليها.
الأردن هي ملاذ الأحرار والفارين بدينهم منذ عهد موسى – عليه السلام – نبي الله الذي لجأ إليه ودخل بحماية أهله وصاهر شعيب – عليه السلام – مقيمها في بلقاء الشام ( الاردن الطهور ) طريق الرشد والهدايه والسبيل القويم.
"وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ *
وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ *
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ *
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ * (سورة القصص من 22 : 26 )
الأردنيون هم ورثة العرب الأنباط الذين كانت ثورتهم الأولى ثورة (الحرف والرقم ) والأبجدية الأولى التي اخرجو فيها الأمة من غياهب الجهل وطلاسم رسومات ( الهيرغلوفية ) إلى نور المعرفة والقراءة والكتابة والرمز وهذا اليس بغريب على قوم صالح – عليه السلام – التي راحت ناقته مثلا للامم التي تعتدي على إرث الأنبياء وطهرهم في أرض الطهر ( الأردن).
والأردنيون هم أصحاب ناقة صالح – عليه السلام – يامن ليس لك في العير ولا النفير فهل تنكر ما ورد في القرآن الكريم والكتب السماوية المقدسة والتاريخ فهذه أصالة الأردن والأردنيين وتاريخهم المتجدد وديدنهم إن كنت لا تعرف.
لقد أسأت الظن أيها الشيخ الجليل في الأردن والأردنيين فارتكبت كبيرة بحقنا لا تقل إثما عن اساءة امراة عزيز مصر إلى نبي الله يوسف – عليه السلام – حينما حاولت إغراء نبيه المعصوم يوسف –عليه السلام- يوم حطت من هيبة عزيزكم في مصر.
فأن بنيت القاهرة بالأمس فعمان هي فلادلفيا في (عصر بيزنطة) وربة عمون في عصر الأغريق ومن أقدم من عمان في الوجود في البلاد العربية؟ فاقرأ تاريخ ميشع المؤابي الذي قتل ( أخاب بن عمري ) على أسوار أورشليم عام 864 قبل الميلاد وارجع إلى مسلمة المؤابي في متحف اللوفر في باريس.
الأولى فيك يا (( عريان )) إن تنهمك في قضايا شعبك الذي أنهكه الجوع والفقر, أما ذهبت الى المقابر لترى الاحياء يعيشون مع الأموات في عهدكم الزاهر؟ يحملون جرار الغاز ويقفون بها على الطرقات يسألون عن معين ومعيل وأنابيبكم من الفولاذ المقوى تضخ الغاز صباح مساء الى ابناء عمومتكم أبناء إبراهيم – عليه السلام - ,ألا تدري أنه ما من مكان في الأردن الا ويضم في جنباته مصري يعمل ويكد ليقوت أهله تحت وطأتكم , فمن يشرب من بئر يا أيها (المتجني) لا يرمي فيه حجرا
" نامت نوطير مصر عن ثعالبها حتى بشمن وما تفنى العناقيد "
فإذا كانت الأردن وليد امريكا فاعلم يا أيها (( المفلس )) أن شرعيتها دينية وتاريخية وقومية, أليس قادتها من آل بيت رسول الله – عليه الصلاة والسلام – افرزهم العرب ليكونوا قناديل الأمة في زمن عتمها يوم شدوا الركاب من بطحاء مكة همهم حرية وحياة وكرامة العرب.
فمصر نكبها الله بأمثالكم من قبل بمن حكمها من العبيد الذين دفعوا بالمتنبي ليصرخ بوجه كبيرهم, كما يصرخ الأردنيون الآن في وجهك يا من تدنس أرض الحشد والرباط بسقط لسانك ,
لا تشتري العبد إلاّ والعصا معه إنّ العبيد لانجاس مناكيد
فكفى بهذا الزمان الذي تسنمتم به رقاب الناس, فلا يشفي غلنا إلا أن نقول أهبطو مصر .
فإذا تنسمتم الربيع العربي اليوم فربيعنا العربي الأول طاف من الحجاز واطلق رصاصته الأولى شريف الأمة الذي يرقد في اكناف بيت المقدس .
هذه هي الأردن فسيلة الثورة العربية الكبرى قب أن تلد وتعرف السياسة وتكث لحيتك
لا تغرنك اللحى ولا الصور فتسعةُ أعشار من ترى بقر
ففي شجر الحور منهم مثل طويل وليس له ثمر
* استاذ علم النفس