"الصافي الحكومي" .. جهود مشكورة
01-04-2013 02:54 PM
عمون – محمد الخوالدة - يضطلع مستشفى غور الصافي الحكومي بمهام قد تفوق طاقته احيانا، بيد ان هذا المستشفى بمديره وطاقمه التمريضي وكوادره الطبية يؤدي تلك المهام بكل تفان واخلاص ، وادارة المستشفى والعاملون فيه ايضا يجيدون فن التعامل مع مراجعيهم باريحية وطيب خاطر حتى لو كان من بين اولئك المراجعين من يثقلون عليهم بالكلام والتصرف الطائش من بعض اولئك المراجعين احياناً.
واذا كان وصف ملائكة يطلق على من يسهرون على تطبيب الناس ومعالجة جراحهم فان هذا الوصف بمثل حالة مستشفى غور الصافي الحكومي يبدو اميز لكل من عايش العاملين في هذا الصرح الطبي في ساعات دوامهم بجهدهم الدؤوب وهممهم العالية واريحيتهم.
واذا قلنا ان المستشفى يعمل بما يفوق طاقته فنيا ووكوادرا فلهذا الكلام مايبرره ، فالمستشفى اضافة لكونه يخدم عشرات الالاف من اهل اغوار الكرك فيمكن القول انه اشبه بمستشفى جبهة حربية امامي لوقوعه على طريق شمال المملكة العقبة ، هذا الطريق المكتظ دائما بحركة السير وخاصة في العطل الرسميه وعطلة نهاية الاسبوع والذي غالبا ماتقع عليه حوادث السير المفضية إلى موت جماعي اضافة إلى الإعداد الكبيره من المصابين الذين ينقلون إلى المستشفى للمعالجة .
لكن ومهما كان عدد المصابين الذين يصلون إلى المستشفى فان نشاماه ونشمياته على محدودية عددهم ينبرون لواجبهم برضى وعزيمة لاتعرف الكلل ، ولعل المثال الاقرب الينا حادث السير الاخير الذي وقع في منطقة غور الحديثه والذي نتج عنه ثلاث وفيات من اسرة واحده اضافة إلى شخص رابع واكثر من ثلاثة عشر مصابا ، وهنا فان الامانة تقتضي ان نرفع القبعات لاطباء المستشفى وممرضاته الذين تعاملوا مع هذه الحالة بهمة ونشاط اسهما في درء الخطر عن بعض المصابين فيما تلقى المصابون الاقل تضررا مايلزمهم من علاج ، ورغم هذا المجهود القاسي وزحمة العمل فان مدير المستشفى ورئيسة التمريض فيه سرعان ما اجابوا على استفسارات الاعلاميين حول الحادثه ومانتج عنها من وفيات واصابات ، لم يكن اتصال "عمون" بهم على سبيل المثال في الحادثة اياها لمرة واحدة بل لمرات عديده للاستفسار حول ما الت اليه اوضاع بعض مصابي الحادث الذي كانوا في حالة الخطر.
لم يكن الاعلاميون وحدهم الراضين عن ودية المستشفى بل ذوو المصابين الذين اشادوا بسرعة استجابة المستشفى ووفاء العاملين فيه بواجبهم على اتم وجه ، تماما كما هو الحال لكل من يراجع المستشفى مريضا او مرافقا لمريض ، بل هو ذات الانطباع الذي يخرج به من يستدعيه أمر ما الحضور للمستشفى.
ما ذكرنا عن تعامل المستشفى مع حادثة السير اياها ماهو الا مثال لحالات كثيرة مشابهة اخرى ، امر يستلزم ان نسجله لمستشفى غور الصافي، بل وندعو المسؤولين إلى تحفيز طواقم المستشفى بما يستحقونه من رعاية واهتمام.