الحكومة الجديدة: كان بالامكان ان .. !
د.احمد القطامين
31-03-2013 10:22 PM
الظروف الصعبة والاستثنائية عادة ما تستثير لدى الشعوب الحاسة السادسة .. وذلك لمساعدتها على ايجاد حلول ابداعية وسط اجواء التأزم للانعتاق من قبضة الصعب الى فضاء الممكن. وكلما اصبح الظلام اكثر اسودادا كلما شذبت قدرة الحاسة السادسة على استشعار طريق الخلاص.
يحدث هذا عند الامم ذات الفاعلية العالية اما لدينا فلا وجود للحاسة السادسة او انها قد تعطلت منذ زمن بسبب ضخامة التحديات وقصور ادوات المواجهة وفوضى التعاطي مع الحياة.
كان بامكاننا مثلا ان نخرج الى الوجود حكومة لها لون آخر غير اللون المعتاد منذ عقود. كان متاحا مثلا ان تشكل حكومة بوجوه جديدة فاعلة تخلق شيئا من الامل بأن البلاد لديها فرصة للخروج من عنق الزجاجة. كان بالامكان ان نجعل مناسبة تشكيل حكومة جديدة فرصة تاريخية لاستعادة ثقة الشعب بدولته.. وكان بالامكان حشد الشعب وراء حكومة بلون جديد لمواجهة الظروف الصعبة القادمة والكل يعلم طبيعة هذه الظروف وخطورتها وقدرتها على الحاق الاذى بالوطن.
كان بالامكان تجنب اية حالة قد "تنغص" على الحكومة حياتها.. خاصة اننا نعلم ان لا احد لا يمكن الاستغناء عنه في بلد يعج بالكفاءات ويتمتع الكثير من ابناءه بمستوى تعليمي ومهاري يعد في مراتب عالية عربيا ودوليا. كان بالامكان الابتعاد عن استنساخ الوجوة القديمة خاصة اننا مجتمع يشكل الشباب فيه نسبة عالية جدا.
وبما ان ذلك لم يحدث، فأن السيناريو التالي يصبح نتيجة لا مفر منها:
سيقوم مجلس النواب باعطاء ثقة مبالغ فيها لحكومة يراها الشعب انها حكومة اقل ما يقال انها حكومة رفع الاسعار... عندها سيعاد انتاج المعادلة التي جمعت المجلس السادس عشر مع حكومة سمير الرفاعي والتي نتجت عن منح المجلس ثقة غير مسبوقة لحكومة عديمة الشعبية.. فانحرق المجلس وظلت لعنة ال 111 تطارده حتى يوم الاعلان عن حله، حيث عمت الاحتفالات مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة التخلص من ذلك المجلس.
وفي حالة كهذه، سنبقى الوطن في حلقة مفرغة لا يعلم بمالآتها الا الله..
qatamin8@hotmail.com