في الصف الاول علمونا بمادة الرياضيات ، كيف نقوم بعملية الجمع ، وحتى يترسخ الدرس في عقولنا الصغيرة آنذاك ، كان المثال المستخدم في عمليات الجمع من مدرسينا هو جمع نوع من انواع الفاكهة كالتفاحة او الموزة ، والطريف في الموضوع وعلى ما أذكر إذا كانت مسألة جمع انواع الفاكهة مستعصية على الفهم من البعض يتم الإستعانة بجمع نوع من انواع الحيوانات ( أكرمكم الله ) وهو في الغالب ما يكون ( حمارا ) أو ( بغلا ) ...!!!!
ودرس الجمع هذا لم يكن مقتصرا على الرياضيات ، ففي التاريخ كان أستاذنا كثيرا ما يشرح لنا عن اهمية الجمع والوحدة بين أبناء الوطن من مختلف أصولهم ومنابتهم ، والمثال المطروح دائما هنا ليقنعنا باهمية ذلك هو قصة العصي المشهورة التي يصعب تكسيرها وهي وحدة واحدة من قبل الأبناء ، ليبقى هذا المثال مصاحبا ومرافقا لنا في كل مراحلنا الدراسية ومنها المرحلة الجامعية إلا ان الملفت وعلى الرغم من كل دروس الرياضيات والتاريخ التي تعلمناها في مسالة الجمع إلا ان البعض منا ينساها او يتناساها ، ليكون مفهوم الجمع بالنسبة إليه هو طرح الجزء من الكل ، فإذا أخذت العائلة او العشيرة الواحدة مثلا ، فإن المعادلة تبدأ من أن هذا ( الفخد ) من العشيرة نفسها " شيوخ " والباقي ( مش شيوخ ) وهذا الباقي يصنف غالبا من فئة ( صبابي القهوة ) ، ولكن في الإنتخابات النيابية او البلدية تعود اهمية ( الجمع ) لكل أفراد العائلة - بما فيهم ( صبابي القهوة ) – فالعائلة او العشيرة هنا لا و لن ترضى ان تكون هنالك عائلة اخرى تسحب أو تنال زعامتها في ( الشيخة ) النيابية او البلدية ، وبعد الإنتهاء من مرحلة الإنتخابات النيابية ، تعود مسالة اهمية الجمع في البلدة او المحافظة الواحدة وبخاصة في الخدمات الحكومية ( إيش معنى ) المحافظة المجاورة ، ومن ثم ننتقل في المعادلة إلى مستوى التقسيم الجغرافي وحسب توزيع الأقاليم في خارطة البلد الواحد لتكون التفرقة على أساس شمالي ، جنوبي ، وسطي وهلم دواليك...!!!
ولكن المصيبة في منطق الجمع والطرح الذي أكرهه من كل دروس التي تعلمتها سواءا في التاريخ او الرياضيات ولم أفهمه هو ان نجعل (المنسف) او (الملوخية) علامة من علامات الهوية الوطنية او نجعل ( الفطبول ) بطولة قومية الفوز فيها يعني إسترداد الأراضي المحتلة وتطهير أراضينا المقدسة من الإحتلال الإسرائيلي والأسوأ من ذلك عندما يتحول المنديل وشكله ولونه جزءا أصيلا من أدوات هذه المعركة المقدسة الطويلة ...!!!!!!
المحصلة بالنسبة لي هو ان الإسهاب في هذا الموضوع مؤلم وطويل ولكن ما اود قوله للبعض من هؤلاءالذين يعشقون الطرح والقسمة ويبعدون عن الجمع و بما فهمته من دروس الرياضيات الأصيلة الأردنية الراقية ومنها " درس معركة الكرامة " الخالدة هو .."يا بلد ويا امة غرقت في التفاصيل واختزلت الهوية والوطنية والقومية في نوع ( الطبايخ ) ولون ( المنديل ) ، اليهود من كل أصقاع العالم تجمعوا منهم الأسود والأشقر والأحمر حتى ييبنوا وطنهم المزعوم والبديل بكامل حدوده من الفرات إلى النيل ....( إصحوا مشان الله يا عرب ...ويا بشر ..) حتى لا يستمر نومنا في الليل الطويل" كفانا عبثا وتخريبا وتقسيما ..!!!!
hamaqaba@gmail.com