(بنات الشام) .. والذكرى ال 55 لقيام الجمهورية العربية المتحدة !!
عودة عودة
30-03-2013 08:54 PM
صادفت اجتماعات القمة العربية في الدوحة قبل أيام مع الذكرى الخامسة و الخمسين لقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر و سوريا التي نعيش ذكراها في هذه الأيام , و قد جرى اتفاق الوحدة هذا بين الرئيسين جمال عبد الناصر رئيس مصر , و الرئيس شكري القوتلي رئيس سوريا , و بمباركة واسعة و غير مسبوقة من الشعبين المصري و السوري و جميع الشعوب العربية .
و الملفت أن هذه الذكرى لأول وحدة عربية في العصر الحديث بين قطرين عربيين الأول في آسيا و الثاني في إفريقيا تمر في هذه الأيام دون احتفالات لإنشغال القطرين المصري و السوري في قضايا داخلية نتمنى ان تنتهي بسلام و لمصلحة الشعبين و الأمة العربية كلها .
في ذكرى الوحدة و قيام الجمهورية العربية المتحدة و بعد أكثر من نصف قرن من قيامها , لا بد من الطرح مجدداً شعار : ( الوحدة العربية هي الحل ) , و ما حدث لنا منذ بدايات هذا القرن من فرقة و تخلف و إحتلال لعدد من الأقطار العربية سببه غياب هذه الوحدة , وحدة التراب و الإنسان العربي في وطن واحد .
فلو بقيت الجمهورية العربية المتحدة حتى العام 1967 لما حدثت النكسة و ما جرى فيها من احتلال إسرائيل للقدس و الضفة الغربية و الجولان و سيناء , و لما كان العدوان الأول و الثاني على العراق و لما جرى هذا العدوان اليومي على لبنان و على أقطار عربية أخرى .
كثير من الفرص ضاعت على أمتنا العربية لنكون في ركب الدول المتحررة و المتقدمة و " دولة الوحدة " هي أهم الفرص الضائعة حتى الآن ..!!
لا داع للدخول في هذه اللحظة التاريخية عن الأسباب التي أدت الى الإنفصال و بعد ثلاث سنوات من عمر الوحدة القصير و إن كان لا بد من التذكير أن هذه الوحدة لم تكن قسرية بغلبة قطر على قطر آخر أو حاكم على أقطار أخرى و كما جرى في كثير من التجارب الوحدوية الأوروبية في إيطاليا و ألمانيا وروسيا و غيرهم حيث سالت دماء و هدمت و أحرقت فيها كثير من المدن و البلدات الكبيرة و الصغيرة .
مع كل ذلك فقد كان و حتى الآن أعداء لهذه الوحدة من داخلها و خارجها : أحزاب و دول عربية و أجنبية و شخصيات تزعم أنها قومية .. روى لي طيب الذكر الوزير و النقيب الأسبق الاستاذ حسين مجلي أن اصطفاف ميشيل عفلق و أكرم الحوراني و غيرهما مع الإنفصاليين فقد رأى عفلق أن هدفه قيام وحدة عربية على اساس ( وحدة البعث ) و ليس ( دولة الوحدة ) .
و ما جرى قبل أيام في الدوحة و في مؤتمر القمة العربية يُدمي القلوب التي لم يبقى منها إلاعلمها أي علم الجمهورية العربية المتحدة و هو نفس العلم الحالي للجمهورية العربية السورية , ما حدث في هذا المؤتمر العتيد إبدال علم الوحدة ذي النجمتين أي مصر و سوريا بعلم وافق عليه الإنتداب من ثلاثة نجوم ترمز الى السنة و الدروز و الأكراد , لم نشهد كيف نُزع علم الوحدة من مكانه و هنا اسأل ( أهل القمة ) اين ذهبوا بالعلم العربي فهو علم العرب جميعاً
قصة أخرى عن الوحدة .. و همومها : بين يدي كتاب للكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل و بعنوان ( محاضر محادثات الوحدة ) و أعني هنا المحادثات التي جرت في مطلع الستينات في القاهرة و دمشق و بغداد لتحقيق الوحدة الشاملة بين العراق و سوريا و مصر في دولة واحدة هي الجمهورية العربية المتحدة أيضاً .
في محادثات الوحدة هذه كان عن الجانب المصري عبد الحكيم عامر و عن الجانب العراقي علي صالح السعدي و عن الجانب السوري عبد الحميد السرّاج , و بعد عدة اجتماعات ليست طويلة جرى الإتفاق على توحيد التراب و الشعب و الجيش و الإقتصاد و الشؤون الخارجية و كل شيء بإستثناء الإتفاق على العاصمة , و في جلسة حاسمة رأى عبد الحكيم عامر أن تكون العاصمة دمشق و وافقه الرأي علي صالح السعدي و عندما سألهما عبد الحميد السرّاج عن السر في اتفاقهما على ان تكون العاصمة دمشق و ليس القاهرة أو بغداد فأجابا معاً و بقهقهة عالية : " لأن بنات الشام حلوين ..!!"
Odeha_odeha@yahoo.com