زيارة أوباما وعملية السلام
د. جورج طريف
29-03-2013 06:42 AM
لم يكن خافيا على احد ان جولة الرئيس الاميركي باراك اوباما الشرق اوسطية لم تحمل معها مبادرات او اقتراحات بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط، لا بل ان الادارة الاميركية وعلى لسان المتحدث باسم البيت الابيض اعلنت ذلك صراحة قبل توجه اوباما للمنطقة.
لكن ما هو مستغرب في هذه الجولة ان عملية السلام والقضية الفلسطينية التي تعتبر لب الصراع في المنطقة وعلى عكس كل التوقعات لم تحظ بالاهتمام اللازم لا من خلال لقاءات اوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ولا في لقاءاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والزعماء الفلسطينيين. وفي عمان وبالرغم من ان جلالة الملك عبدالله الثاني اكد في كلمته امام الصحفيين وامام اوباما على ضرورة ان تبذل الولايات المتحدة الاميركية جهودها لاعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات، الا ان كلمة اوباما لم تتضمن الا جملة واحدة تقول (من الضروري ان يعمل الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على العودة لاستئناف المفاوضات) مع تأكيده على ان حل الدولتين هو السبيل لانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي..
الملفان اللذان حظيا باهتمام اوباما هما الازمة السورية والملف النووي الايراني وهما في الواقع هاجس اسرائيل وهاجس الولايات المتحدة كون هذين الملفين هما الاخطر على امن اسرائيل ولذلك كانت الاحاديث والتصريحات منصبة عليهما واكثر من ذلك فاننا نلاحظ تشديد اوباما على (الاخطار) التي تحيط باسرائيل من الشمال (حزب الله اللبناني ) والجنوب (حركة حماس) دون الاشارة الى ممارسات اسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني جراء استمرار الحصار على غزة واستمرار الاستيطان في الاراضي الفلسطينية -على الرغم من رفض واشنطن والعالم لهذا الاستيطان باعتباره غير شرعي ومخالفا للقوانين والاعراف الدولية- وكذلك استمرار مصادرة الاراضي وطرد اهلها واحلال المستوطنين اليهود مكانهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر اعلان اسرائيل عن مصادرة 800 الف دونم من اراضي النقب ونقلها لملكية المؤسسة الإسرائيلية ضمن مخطط تهويد النقب وعسكرته وتوطين نحو ثلاثمائة ألف يهودي فوق الأراضي الفلسطينية المصادرة حيث تزامن الاعلان عنها مع زيارة اوباما للمنطقة والانكى من ذلك انه وبدلا من ان نسمع ادانة للاستيطان والتهويد الذي تمارسه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية نرى اوباما يدعو الفلسطينين في رام الله الى الدخول في مفاوضات مع اسرائيل دون شروط مسبقة.
فهل بعد ذلك كله يمكن للعرب والفلسطينين الاعتماد على دور امريكي فاعل كراع لعملية السلام في الشرق الاوسط..؟ وهل مازلنا ننتظر من واشنطن الضغط على اسرائيل لوضع حد لممارستها العدوانية في الاراضي المحتلة..الم نصل الى قناعة بعد ان القضية الفلسطينية وعملية السلام اصبحت في ادنى سلم الاولويات على جدول اعمال الادارة الاميركية..اوربما تخلت عن رعايتها للعملية السلمية..؟
زيارة اوباما لم تأت بجديد بشأن السلام في الشرق الاوسط وتجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..ولم يعد اوباما بشيء ولم يلتزم بشيء ما يشعر بان الادارة الاميركية راضية بسياسة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تقوم على ادارة الصراع لا حله وسياسة اللاحرب واللاسلم وهو ما تترجمه على الواقع حيث نسمع الحديث عن السلام ولا نرى سلاما ولا شيئا في هذا الاتجاه يتحقق على الارض.
tareefjo@yahoo.com
الرأي