مرة أخرى فلا بد من تقرير حقيقة أن الأردن اليوم واليوم بالذات هو فعلاً بأمس الحاجة إلى وحدة وتلاحم شعبه كله حوله في مواجهة مخرجات كبرى للمخاض الكبير الذي تمر به المنطقة هذا الأوان، والذي بات ينذر عملياً بأحداث جسام وشيكة لا أحد بمقدوره التنبؤ بنتائجها التي ستصيبنا مباشرة بلا شك!.
أولى عناوين هكذا توحد وتلاحم مطلوب هو حكومة وطنية يشعر كل أردني بأنه جزء منها وأنها تمثله حقاً وأن ثقته بها مبشرة، وسيكون أمراً مطمئناً وفي الاتجاه الصحيح إن هي ضمت أقطاباً كباراً ممن يشهد لهم بالنزاهة وقوة التأثير السياسي والاجتماعي في الداخل والخارج على حد سواء، فالأردن اليوم أمام تحديات كبيرة جداً في الداخل والخارج على حد سواء، والأمر يقتضي أن نؤجل خلافاتنا واجتهاداتنا استعداداً لمواجهة العواصف المقبلة.
نتابع ملاحظات واجتهادات محلية هنا وهناك بعضها وجيه وبعضها غير ذلك، ونسأل الله جلت قدرته أن لا تطغى خلافات الداخل على الاستعداد لمواجهة أخطار الخارج بما تحمل من تهديد حقيقي لنا ولبلدنا، ونرى أن وحدة صفنا هذا الأوان بالذات هي أقوى وأهم مبرر لتحصين دولتنا في وجه التحدي على جسامته!.
نعرف أن الحمل ثقيل وكبير، وندرك حجم العتب والتلاوم، لكننا لا نرى إطلاقاً أن ذلك يمكن أن يرقى إلى مستوى التهديد الآتي لبلدنا المكلوم
في اقتصاده وماله ومائه وطاقته وظروف عيش إنسانه، وعلى نحو قد يضعنا في مهب الريح العاتية الآتية إن نحن استسلمنا تحت وطأة ذلك وتركنا بلدنا خالي الوفاض في مواجهة الشر لا سمح الله.
أعرف أن كلامي ثقيل على مسامع العاتبين والغاضبين ولكنها الحقيقة التي لا بد من مواجهتها، فنحن بين خيارين لا ثالث لهما، فإما أن نكون جزءاً من التحدي الآتي ضد بلدنا، أو أن نكون صفاً واحداً في مواجهته أياً كان مصدره وبالعقل والحكمة وصلابة الموقف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نعم.. وبثقة نحن اليوم بأمس الحاجة إلى حكومة غير عادية، حكومة يُعتد بها ولا عذر لسائر كبار الساسة ورجال الدولة في التردد بالمشاركة أياً كانت مواقعهم سابقاً حتى وإن شغلوا مواقع رؤساء حكومات وما ماثل ذلك، فالأردن اليوم يجتاز مرحلة قاسية وصعبة وشائكة ولا بد له من أن يخرج منها سالماً إن نحن وبالذات في دوائر صنع القرار تحوطنا لها جيداً وفتحنا الأبواب واسعة لمشاركة فاعلة ومؤثرة وقوية في تحمل المسؤولية!.
والله من وراء القصد