الناقد محمد جميعان : روايات البراري ينتظمها السؤال الفلسفي
27-03-2013 12:43 PM
عمون - قال الناقد محمد سلام جميعان:" ان روايات هزاع البراري الاربع تعتبر حلقات متسلسلة ومتصلة بحياته وأسئلته،حيث يعد السؤال الفلسفي أبرز ما ينتظمها جميعا،حتى وان بدا الواقع الاجتماعي هو الطاغي على النسق العام لرواياته " .
واضاف خلال الامسية التي قدم فيها قراءة نقدية في تجربة الكاتب البراري مساء امس في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي والتي نظمها فرع رابطة الكتاب الاردنيين بالزرقاء،ان الظاهرة الاجتماعية لدى البراري وسيلة وذريعة وحيلة فنية لتمرير التساؤلات والشكوك والاحتجاجات على المصير الذي يؤول اليه الانسان بفعل القواهر النفسية والجنسية والسياسية وضغوطات الاغتراب في دورة الوجود والحياة.
وبين ان البراري يبحث عن الحقيقة الغائبة التي تعلو على كل الأشياء ، وعما يمنح الانسان قيمة ومعنى وجوديا ، فهو يغوص في ماهية الشيء والانسان ، ولا يعبأ كثيرا بالصورة الخارجية ، فيما انه ينزع الى الاسطوري والتاريخي .
ولفت الى ان بواعث ولوج البراري في اكثر من جنس ادبي، قضية مرتبطة بالتكوين السيكولوجي،وما يرشح عنه من مساءلة الكون والأشياء ، فهو بحث عن الفعل الانساني وشروطه ومحاولة مضنية في تفكيك الوجود والعدم، ولهذا فان تعدد الاجناس لدى هزاع قضية ومصير وليس تنويعا وترفيها .
واوضح ان هزاع يكتب الرواية التي يعمل على انجازها دفعة واحدة لا انقطاع فيها ، كما انه ينحرف بالسؤال والمغزى الذي تتضمنه القصة او الرواية المقروءة نحو مطلبه وسؤاله ومغزاه هو ، بحيث يتجه لاعادة ترتيب الحدث القصصي ليكون اجرأ على مواجهة سؤال الواقع والوجود .
من جهته قال الروائي هزاع البراري " ان كل ما هو موجود من معابد على الارض هو نتاج خوف الانسان من الموت ومما تفرزه الطبيعة من كوراث باستمرار " مبينا ان الكتابة هي نتيجة اشتباك مرعب مع الواقع المخيف الذي لا يتصالح معه الانسان .
وذهب الى ان العنصر الاول في الكتابة هو المكان،اذ ان المكان ليس مجرد تشكيل او تضاريس، بل بوصفه انعكاس الشمس على الجدران، وصرخات وضحكات الاطفال المختبئة في البيوت،حيث ان كل ذلك يشكل لغة ما على المبدع الحقيقي معرفة قراءتها ويعمل على اعادة انتاجها من خلال نص ابداعي.
ولفت الى ان الكتابة محاولة للتمرد على الموت،حيث ان البشر محكومون بالموت والنهاية غير تراتبية،فقد يأتي الموت في أي لحظة من مراحل العمر،الا ان الموت يعتبر جزءا من الحياة وليس نهاية .
وحول التنوع في الكتابة اوضح ان التميز بالتنوع الادبي هو المطلوب وليس مهما الكتابة بتنوع،فيما ان اللغة تعتبر شريكا اساسيا في البناء النفسي والانفعالي في العمل الابداعي، مثلما ان الكتابة الحديثة تذهب الى منطقة الشعر وتسهم في تسخين السرد وتجعله اقوى .
وتبع الامسية التي ادارها الشاعر جميل ابو صبيح وحضرها مدير الثقافة نعيم حدادين وجمع من الكتاب والشعراء والنقاد،نقاش واسئلة حول تجربة البراري الابداعية وما اتسمت به من تنوع وتميز .