قبل ( الصُلحة ) التركية الإسرائيلية !
عودة عودة
27-03-2013 12:31 AM
قبل ( الصُلحة ) التركية الإسرائيلية التي أنجزها الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما أثناء زيارته الى ( اسرائيل ) قبل أيام .. , جرت مياه صافية تماماً تحت الجسر التركي الإسرائيلي قادت الى هذه الصُلحة و الناتجة عن " حادثة عابرة " في العلاقات التركية الإسرائيلية الراسخة و منذ قيام الدولة الصهيونية العام 1948 و ربما قبل ذلك و حتى الآن و مستقبلاً بإعتبار هاتين الدولتين صديقتين حميمتين للولايات المتحدة بشكل خاص و الغرب الإستعماري بشكل عام و هما عضوان فاعلان في حلف الناتو و عملياته التكتيكية و القتالية .
قبل هذه ( الصُلحة ) العتيدة و برعاية أمريكية حميمة فقد جاء في الأخبار .. قيام أكثر من مسؤول تركي من بينهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان و وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بالضغط على حركة حماس لتقوم بالإعلان عن حق إسرائيل في الوجود , و قد تكرر هذا الطلب التركي من الفلسطينيين أكثر من مرة و في أكثر من مناسبة و لم يُكشف الستار بعد عن الرد لحركة حماس على هذا الطلب الغريب العجيب و إسرائيل تتشبث بالأرض المحتلة و تحاول كل يوم إلغاء الوجود الفعّال للشعب العربي الفلسطيني .
من ''الشروط التاريخية'' الاسرائيلية منذ قيامها قبل اكثر من ستين عاما وحتى الان يتقدم شرط ''مركزي ورئيسي لها '' على اعدائها الفلسطينيين اصحاب الارض بشكل خاص والعرب بشكل عام بضرورة اعترافهم ''بحقها في الوجود''.
لقد كان هذا الحق في الوجود الاسرائيلي يخبو حينا ويبرز حينا آخر وبكل جسارة وقوة من العدو، وقد برز بشكل جلي وواضح بعد حرب حزيران 1967 وما نتج عنها من احتلال للضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء، وها هو يبرز مرة اخرى بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة و أكثر من مرة وكأنهم انتصروا و قد جاء هذه المرة مع الأسف من دولة إسلامية عُرف عن شعبها التأييد لشقيقه الشعب الفلسطيني .
لقد وُصف هذا الطلب الاسرائيلي ''حق اسرائيل في الوجود'' و على لسان أكثر من مسؤول فلسطيني في تصريحات سابقة بالإبهام والغموض ، فاي حق لاسرائيل في الوجود و على اية ارض ..؟! هل هي الارض التوراتية الممتدة ما بين نهري النيل والفرات ، ام هي أرض اليمين الاسرائيلي وعلى رأسها حزب الليكود ومقولته المشهورة : لنهر الاردن ضفتان الغربية لنا والشرقية لنا ايضا .., أم هي أرض اسرائيل بعد حرب 1948.., أم هي أرض اسرائيل بعد حرب 1967 أم هي أرض اسرائيل 1947 وفق قرار التقسيم الذي اقرته الامم المتحدة حينذاك ..؟!
هذا السؤال يجب ان يُطرح على دول كثيرة حمت اسرائيل وايدتها و ما زالت تحميها و تؤيدها وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والعديد من دول الاتحاد الاوروبي و هذه المرة تركيا مع الأسف وغيرها من دول العالم التي طالما طالبت منظمة التحرير الفلسطينية في الثمانينات وحركة حماس و حركة الجهاد الإسلامي الان بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وكرر هذه المطالبة رؤساء ومسؤولون اميركيون واوروبيون وغيرهم وفي اكثر من مناسبة دون ان تطالب هذه الدول ''اسرائيل'' بالانسحاب من الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة او على الاقل ردع اليمين الاسرائيلي وعلى رأسه ''ليبرمان'' الذي يطالب صباح مساء بتهجير فلسطينيي 48 وهم السكان الاصليون لفلسطين التاريخية .
لقد قامت منظمة التحرير الفلسطينية (مضطرة) باعلان ''منقوص'' للاستقلال العام 88 من القرن الماضي في مدينة الجزائر مستندة الى قراري مجلس الامن 242 و 338 والذي يؤكد بشكل لا لبس فيه باعتراف ''المنظمة'' بوجود اسرائيل وكررت م.ت.ف هذا الاعتراف وبطلب اميركي وغربي وعربي منها " بالاعتراف المتبادل " بينها وبين اسرائيل العام 93 من القرن الماضي , وفي العام 96 ايضا قررت منظمة التحرير الفلسطينية تعديل ميثاقها الوطني وبطلب اميركي من الرئيس كلينتون نفسه الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ولنفس الغاية وهو الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود .
وعلى الرغم من مرور نحو خمسة و عشرين عاما على الاعتراف الفلسطيني والعربي بقرار مجلس الامن 242 و 338 ما زالت الجولان محتلة ..، وما زالت الارض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية محتلة ..، و فوق ذلك تواجه الاستيطان والقضم واقامة الجدران والمعازل والحواجز الاسرائيلية وفي كل المدن والبلدات الفلسطينية وعلى الاخص المدينة المقدسة .
لقد دفعت الفلسطينيين والعرب ظروف دولية ورغبة في تحرير اراضيهم من قبضة الاحتلال وبعد هزيمة عربية معروفة للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وكما كانت قبل 4 حزيران العام 67 من القرن الماضي، لكن لماذا تقوم اسرائيل الان بطرح موضوع ''الاعتراف'' من الأتراك للضغط على حركة حماس و دون أن تقوم إسرائيل بالإعتراف بحق الفلسطينيين في الوجود و إقامة دولة مستقلة لهم كأي شعب حر و كأي دولة حرة و مستقلة في هذا العالم ..؟!!
أما بعد ( الصُلحة ) التركية الإسرائيلية المجيدة فسيأتيك بالأخبار من لم يزود و في مقدمتها تخريب و تدمير سوريا الأرض العربية و الإنسان العربي و الركن الرئيس في الجبهة الشرقية ضد إسرائيل ... و ستكون الحجج واهية و غير مبررة مثل السلاح الكيماوي السوري و تماماً كما جرى في العراق من قتل و تدمير و بحجج واهية وجود أسلحة الدمار الشامل و التي لم تكن موجودة و بإعتراف واشنطن و ( أخواتها ) ..!!
Odeha_odeha@yahoo.com