الإعلام إلاليكتروني شاهد على العصر
سليمان الطعاني
25-03-2013 08:42 PM
الإعلام الالكتروني بمختلف أنواعه عبر المواقع الالكترونية والمدونات والصحف الالكترونية التي كان لها نصيب الأسد من التربع على عرش الكلمة، ومرورا بمواقع التواصل الاجتماعي والتي جاءت على متن بساط الكتروني شفاف لتطلع القارئ على الحقائق كل ذلك دفع الشباب المنفتح وفي غفلة من الصحافة التقليدية، إلى ركوب هذه الموجة الحديثة والاستغناء عن القديم من اجل اللحاق بركب التطور والدخول إلى بوابات المعلومات المنفتحة على العالم لمتابعة مجريات الأحداث بكل تداعياتها ،
اتسعت دائرة الإعلام واتسعت معها آثاره وتعمقت في قطاعات عريضة في المجتمع بما يملكه من وسائل جديدة ،.. الإعلام ألان يخوض معارك شتي وفي مختلف الميادين، عصرنا الحالي بات يعرف بعصر الإعلام أو عصر الانفوميديا إشارة لدمج وسائل الإعلام مع وسائل المعلومات لا لأن الإعلام ظاهرة جديدة في تاريخ البشر، بل لأن التقنية الحديثة في مجال الإعلام والاتصال قد بلغت غايات بعيدة جدًا في سعة الأفق وعمق الأثر وقوة التوجيه،
لم يتوفر للإعلام شروطا ملائمة لعمله وتقدمه، في أي مرحلة من مراحل تاريخه كما يتوفر له في أيامنا هذه، سواء ما يتعلق بتطور الأجهزة والأقمار الصناعية والبث الفضائي وشبكة الانترنت والاتصال الفوري، أو ما يتعلق بإمكانية معرفة ما يجري في العالم في اللحظة نفسها وتوصيل ما يريد من معلومات إلى المتلقي حال وقوعه.
وبالتالي أُعطي الإعلام إمكانيات لم تعط لغيره من قبل، مما أتاح له أن يكون أكثر تأثيراً في تشكيل وعي الناس كما نرى، والتأثير في حياتهم وأنماط سلوكهم، والمساهمة في رسم حاضرهم ومستقبلهم،
لم يعد للخصوصية مكان في عالم الإعلام المفتوح الذي لا يعرف الحدود، لا الجهات الرسمية تستطيع التحكم به، ولا الكبار يمكنهم توجيهه زمانًا أو مكانًا كمًا أو كيفًا، وسائل مسموعة ومقروءة، صور ورسوم ثابتة ومتحركة، معلومات تتدفق على مدار الساعة، وبجميع الصيغ التي يمكن أن تفكر بها، تحمل قيما واتجاهات من مصادر شتى لتحقيق أهداف معينة.
المتابع يجد أن الإعلام اليوم أصبح شاهدا على العصر الذي نعيش فيه، يتولى جاهرا نهارا وبنجاح مهمة تحريض الأفراد والشعوب على حد سواء على معرفة حقوقهم المهضومة منذ عقود وتبصيرهم بها والمطالبة بها، يحثهم على الاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها، يحرضهم على تطوير حياتهم اليومية وتحسينها، يشجعهم على المناداة بالإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين، ويحفزهم على الاستفادة من التقدم الإنساني في مجالات الحياة المختلفة. غدت وسائل الإعلام هذه وكأنها هي العامل الحاسم في توجيه حراك المجتمع لا ينافسها في ذلك أحد.
أن مصطلح السلطة الرابعة Fourth Estate الذي أطلق على الإعلام، قبل أكثر من مئة عام، قد أثبت صدق نبوءته هذه الأيام بعد أن أصبح أداة للتغيير وليس أداة للتعبير كما كان في السابق. ولابد من أخذ دور هذه السلطة في الحسبان في بناء الدولة وتطوير المجتمع، هذه السلطة التي غيرت الثوابت والمفاهيم والقيم التي كانت سائدة في الماضي وحققت قفزات استثنائية في تشكيل الوعي وتحفيز الحراك الاجتماعي والسياسي والمطالبة بالحقوق والإصلاحات، تغيرت بفعلها بنية المجتمعات الإنسانية كلها،
وبعد،، فإن إنسانية الإنسان وثوابته ووعيه تبقى فوق كل السلطات والاعتبارات، لأنه هو بالتالي من يقود قافلة الإعلام ويوجه دفتها نحو الخير في خضم هذا البحر اللجي المتلاطم من المعلومات، وهذا التدفق الهائل من الأخبار، فيميز الخبيث من الطيب والغث من السمين، وليبقى الإنسان بإنسانيته هو الشاهد على العصر!!!.
staani@uop.edu.jo