الثقافة بعيدا عن الحملة الانتخابية
موسى حوامدة
14-12-2007 02:00 AM
أكثر من 150مليون دينار أردني تم صرفها في حملات المرشحين لمجلس النواب، ولعل الأرقام قد تكون اكثر من ذلك بكثير، فقد تصل إلى مليون دينار، تم صرفها على يافطات وملصقات وأوراق دعائية، حملت صور المرشحين وبرامجهم الانتخابية، وربما تكون الحكومة قد صرفت أيضا أكثر من ذلك من أجل الانتخابات.
أمام هذه الأرقام التي صرفت لم نجد مرشحا واحدا وضع شعارا ثقافيا لحملته، لم نجد لافتة تشير إلى الثقافة عموما إلى فتح مكتبة وطنية جديدة في عمان الغربية مثلا، او إلى إنشاء مركز ثقافي معين، أو إلى تأسيس مجلة ثقافية او دار نشر أو مركز للموسيقى او للفنون، كل الشعارات التي طرحت استثنت الثقافة من طروحات المرشحين.
هل يعني ذلك أننا شعب غير مثقف؟ هل يعني هذا أن غالبية الناس لدينا لا تهتم بالثقافة ولا بالفنون ولا بأي من عناصرها ومكوناتها، ام ان ذلك يعني أن المرشحين انفسهم ليسوا كذلك.
ماذا لو صرف العديد من المرشحين اموالهم من قبل لتأسيس مجمع ثقافي، أو ساهم احدهم بدعم نشاطات وزارة الثقافة، أو إحدى البلديات، او تبنى رعاية مهرجان ثقافي أو ادبي أو رعى نشاطا ثقافيا ودفع تكاليف ذلك.
لماذا نرى المؤسسات الاوربية تخصص جزءا من دخلها للأنشطة الثقافية، ولماذا نفتقر نحن لكل ذلك الاهتمام ونكتفي بتقديم المناسف والكنافة في مَقارنا الانتخابية، وفي مقار بعض المؤسسات الكبرى،
ماذا لو بادر احد النواب الناجحين او احد المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ بالتبرع بمبلغ لرابطة الكتاب، لإقامة أسبوع ثقافي، وماذا لو قام احدهم بتأسيس مشروع ثقافي مميز وصرف عليه مبلغا زائدا لديه.
إن المبالغ التي صرفت في الحملة الانتخابية، والتي لم تغير من النتائج حتما ذهبت هدرا بينما لو قام البعض وخاصة أصحاب الأرصدة الضخمة بعمل ثقافي فهو حتما سيفوز ولكن بطريقة أجمل، حتى لو لم يدخل عتبة البرلمان.
الطريق ما زال مفتوحا وبالامكان أن ينهض البعض لعمل شئ ما، شئ سيكون نافعا لنا ولمن بعدنا، شئ يساهم حقا في زيادة المعرفة والوعي والثقافة لدى الناس، أفضل من تكريس مفاهيم البذخ على اليافطات والمناسف وإهمال العقل والروح.
musa_hawamdeh@yahoo.com