facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"أنا .. ولكن" لـ باسم سكجها


23-03-2013 03:57 PM

عمون - صدر في عمّان الجمعة للزميل باسم سكجها كتاب :"أنا..ولكن"، الجزء الأول من سيرة روائية حملت عنواناً فرعياً هو:"كتاب المقدمات".

ويظنّ القارئ للوهلة الأولى أنّ الكاتب يتحدث عن تاريخ عائلته، لكنّه سرعان ما سيلتقط الفكرة الذكية، حيث الموضوع عن هجرات وارتحالات تبدأ من يافا لتتواصل إلى القدس وعمان وبيروت وبغداد ودمشق وفاس وصنعاء، وصولاً إلى باريس حيث الحبكة الروائية التي الحلقة التي تصل بين أجزاء الكتاب.

يكتشف باسم سكجها، في البداية، أنّ نابليون بونابرت قطع رأسه جده أحد قادة حامية يافا أواخر القرن الثامن عشر، في المجزرة التاريخية الشهيرة، ويكتشف وثائق وضع بعض صورها في الكتاب، أنّ أصل عائلته من مدينة دمياط الساحلية المصرية، كما يستعيد مقابلته مع الكاتب الأميركي أليكس هيلي وعودته في كتابه "الجذور" إلى سبعة أجيال، فيُحاكي تجربته مع "كونتاكينتي"، ليعود بدوره إلى ثمانية أجيال إلى الوراء، بدءاً من نابليون ورأس جده المقطوع وصولاً إليه هو نفسه.

بونابرت، كما هو واضح في الكتاب، هو الرمز للاستعمار القديم الذي أوصل إلى إحتلال فلسطين، ويضع الكاتب نفسه في مواجهة تاريخية مع القائد الفرنسي ويطالب أحفاده بالاعتذار، مستخدماً لوحة حائطية شهيرة معلّقة في متحف اللوفر الباريسي يرى أنّها تؤكد جريمة نابليون بحق جدّه الثامن، كما ينشر وثائق تاريخية تؤكد على التعايش العربي اليهودي في يافا قبل الهجرات الصهيونية، ومنها واحدة يشتري فيها جده السادس أرضاً وبيارة من يهودي يدعى شلومو بطيطو، على العكس من الصورة النمطية التي ظلّت تؤكد على شراء اليهود الأراضي من العرب.

ويحار القارئ في تصنيف الكتاب باعتباره "سيرة ذاتية" أم "رواية"، ولكنّ الكاتب يختصر الأمر بوضع كتابه على أنّه "سيرة روائية"، وهو نوع جديد في الكتابة يتيح التمرّد على النمط التقليدي، ويقول الناقد بشير البرغوثي: "وهنا مزيج فريد... لقد جمع باسم في عمله "أنا... ولكن" بين رشاقة الأسلوب الصحفي، التي تقتضيها حكماً حالة الجموح والسرعة والرغبة في إنهاء المهمة، وبين حبكة نص سردي متعدد الأبعاد من حيث الزمان والمكان، بكل ما تتطلبه مثل هذه الحبكة من أناة.... وتؤدة في رص مداميك رواية بشكل هندسي محوسب منذ أن تخلق كفكرة في ذهن الكاتب".

ويضيف: "هذا التصميم المسبق، على ما غير مثال سابق، يتجلى في بناء سردي ذي أبواب متعددة، تتناسب ورحابة المواجهة التي تمتد مكانياً من فلسطين القلب، وحتى أمريكا غرباً، ولا تنتهي بالعراق شرقاً، وتمتد زماناً من اللحظة الراهنة إلى القرن الثامن عشر. وليس ثمة شك في أن هذه المساحة الواسعة تحتاج حرفية عالية في فن الحفر المعرفي – على رأي ميشيل فوكو – وتحتاج أيضاً إلى الإمساك بناصية اللغة على مستوى الخطاب العام للنص، وعلى مستوى جماليات اللغة في آن معاً. ولا يجد القارئ المشارك أي قدر من الاختلاف في الأسلوب، ولا حتى في حرارة التدفق العاطفي والمعرفي طيلة فترة حله و ترحاله مع النص".

قدّم الكتاب الدكتور جمال الخطيب بكلمة جاء فيها فأمّا نابليون، فنابليون...

وأمّا باسم فَرُوحٌ مُتمرّدةٌ، حُرّةٌ جالت الزمان، والمكان، والأَنفُس، وَسَكَنَت كُلّ حُرّ، أو مُتمرّد: مِن “أبو ليلى..المهلهل” الزير سالم، إلى “أبو ليلى” “الزير” باسم، روح رَكبت مع أمرئ القيس يُحاول “مُلكاَ أو يموت فيعذرا”، ورافقت فُرسان وقُرّاء الفتح والتعريب، في اليرموك، والقادسية، تَلَفّعت بعباءة الحلاج، وَنَجَت من سيف الحجّاج. توثّبت، وانطلقت، وكُبتت، وتوارت، لكنّها بَقيت تحلّ في جيل بعد جيل، تقاوم عِمََّة الكبت وسيف القمع، وَوَصلت في من وصلت إليهم، إلى باسم صديقي، الذي لم تلده امي. عَرفتُه منذ دَهر مُرّ, مَرَ،ّ وغافلنا بسرعة.
لم أعرف قبله، ولا بَعدَه مَن هو أكثر حرية منه، ولا أعتقد أن فكرة الحُرية والتمرّد تَجد لها مُستقراَ آمنا تأنس له، ولا ترغب في مغادرته، أكثر من باسم.

لم تحكمه وظيفة، أو ظرف، ولم يُغيّره أيُّ طَرْق،ٍ أو سَحبٍ، أو تَشكيل، فعلى الأغلب أن قالبه قد كُسر بعد خَلْقه، فصار عَصّيا على أن يوضع في أيِّ قالب كان.

شيء وحيد نجح في السيطرة على باسم، والتحكم به بشكل مطلق: القلم!

القَلم يقود باسم إلى حيث يريد، ويُدْخِله في أي متاهة، أو مشكلة، أو فقر، أو غنى أو سجن، أو فندق خمس نجوم. هو الوحيد صاحب السيطرة على باسم، الذي ما إنفك يُثبت أن “الولد سر أبيه”!

رحم الله إبراهيم سكجها” الأول“، الذي كَتبَ يوماَ مقدمة أول رواية لباسم: أن “العرق دساس“، وما أظنّه إلا قد أصاب، فقد وُلد الفتى في يَده قلمٌ، وفي فِيه قَوْلٌ، ولرُوحِه أجنحةٌ طارت به لتضعه في مواجهة نابليون .
أما كيف وَصَلنا إلى هذا الأخير، مُستعمِرا على رأس جيش الحرية فقصة بدأت هناك،بعيداً عنّا، ولن تكتمل إلا هنا. سرت تعويذة الجنرال لتتحوّل وعداً على يد بلفور في قادم الأيام، فيما غادر باسم غابرها، ليقف مرة أخرى حاملاً الترياق من يافا إلى القدس إلى عمّان، إلى ما إلى وإلى وإلى.....
والزميل سكجها مواليد القُدس - 1957و عمل في عدّة صحف عربية، ورأس تحرير بعضها، متفرغ لكتابة عمود صحافي يومي. ومن مؤلفاته: درب الحليب/ رواية: أسود وأبيض / رواية، صحافة، ولكن/ سيرة صحافية، أيام رمادية/ يوميات، وصدرت له عدة كتب ودراسات متخصصة في الشفافية ومحاربة الفساد والحريات الصحافية، وغيرها.وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، ونقابة الصحافيين الأردنيين، ورئيس منتدى الشفافية الأردني، ومؤسس في فرع الشفافية الدولية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :