يبدو ان قدر بلدنا الاردن ان يكون ملاذا للاشقاء العرب الذين يفرون من الموت الاسود في بلادهم , فمنذ عام 1948 والاردن وبكل فخر واعتزاز يفتح ذراعية لكل اخوتة اللاجئين والنازحين والفارين من فلسطين ولبنان والعراق والكويت واخيرا من سوريا.

وقد شارك هؤلاء المهاجرون العرب اخوتهم الانصار من الاردنيين لقمة العيش وشربة الماء دون اي تذمر او شكوى منهم , فسطرنا بذلك اسمى صفحات العروبية والقومية .....

لكن الحرب الوحشية في سوريا اجبرت مئات الالاف من الناس على الفرار بارواحهم الى جارتهم القريبة الاردن فبلغ تعدادهم حوالي النصف مليون نسمة ,حيث قامت الحكومة الاردنية بتأمين القسم الاكبر منهم في مخيمات في شمال الاردن وتوزع الباقي على المدن والقرى في المملكة .

ان الاردن بمواردة الشحيحة واقتصادة الضعيف لن يستطيع ان يتحمل كل هذة الاعداد الكبيرة من اللاجئين والذي من المتوقع ان يصل تعدادهم الى المليون في القريب العاجل وفي ظل احتمال ان يستمر الصراع الى اجل بعيد....

ومن اهم الصعوبات التي تصادف الحكومة الاردنية في هذا الموضوع الشح الشديد في مياة الشرب التي يعاني منة الاردن كاحدى افقر عشر دول في المياة على مستوى العالم. وقد اكدت منظمات اغاثية دولية بان نظام التزويد المائي في الاردن يرزح تحت ضغط شديد ويستنزف الى الحد الاقصى مع تدفق اللاجئين الفارين من سوريا , وعلى سبيل المثال فان اكثر من 3500 متر مكعب من المياة تنقل يوميا الى مخيم الزعتري لتزويد اللاجئين بمياة نظيفة للشرب والطبخ والتنظيف.

هذا ناهيك عن حاجة هولاء الناس لمزيد من الخدمات كالمدارس والمستشفيات والبنية التحتية داخل المخيمات التي تشهد توسيعات مستمرة مع استمرار التدفق مما يشكل حملا ثقيلا على الاردن سيعجز عن تحملة.

لذلك فأن من واجب الدول العربية الاخرى ان تتحمل هي الاخرى قسطا من هذا الحمل فتسارع بفتح حدودها لجزء من هؤلاء اللاجئين المتواجدين على الاراضي الاردنية وان تشارك في ايوائهم والعناية بهم , ومن هنا فاني ارى ان السعودية ودول الخليج ودول شمال افريقيا مدعوة اليوم لتلبية نداء الواجب القومي والعروبي فتباشر باستقبال الاشقاء السوريين للتخفيف عن الاردن .

ان على المسؤلين في الاردن انتهاز فرصة مؤتمر الدوحة القادم لطرح هذا المطلب امام القادة العرب , وعليهم ممارسة كل الضغوط المتاحة لتحقيق هذا الهدف.