أني طاعنٌ في الحب
حد الجهالة
أمي
فكي لي عقدةَ الحنين
أخيطي لي قلبي
وأنا حكايةٌ
مرتْ من شفتيك للخلود
كالصدى
ريحٌ خطفتني من ترابكِ
على غفلةٍ العمر
ورحلتْ طفولتي مع الريح
محالٌ كالسراب
أن أعود لجنةٍ تحت قدميكِ
أن أدورَ في مداركِ
كرةً أخرى
أن تَلمَني شظاياي أنثى
كما أنتِ
.............
أمي
حين كان بكائي طفلاً
عرفتُ أني سأُقتلُ مرتين
وأولد مرتين
وأُقطعَ ضربةً واحدة
كالطريد أنا
مفردٌ كهذا الطريق
مكررٌ فيَّ
متراكمٌ على حزني
كصبركِ
.........
أمي
خذيني لمدارٍ صغيرٍ كمهدك
خذيني طفلاً
ينتظر قُرصَ الشمسِ من خُبزكِ
يرسم كُراس الغدِ من وحي عينيكِ
خُضرةٌ من مِزاج الجنةِ
وربيعٌ يُهديني رحمة الله في ثوبكِ
يوم كانت السماء وجهكِ
وكان الحزنُ سحاباً هارباً من بسمتك
وإن تكاثف في سمائي
أسفُّ مِلحَ الصبر من دمعك
وما أرتويتُ
ولا جفتْ من أوصالي لعنة النداء
وما أوصدتُ يوما باب الدعاء
.................
أمي
أفتقدكِ
مثلما يُفقدني الصقيع ذات ليلٍ
أطرافي
كانت لي وأحسُ أن لن تعود ...
كــ عودِ
يجلس تحت أمهِ
كُسرَ ذات ريح
وبات ينتظر الولادة
لــ يحضنها ويرتقيان
للبداية معاً
...................
أمي
يحدث أن أحلم بك
ك خبز فوق رأسي
تأكله الملائكة
وأنا جائعٌ إليك
فيهبطت من السماء
وجهكِ
صوتكِ
حُبكِ
صوتكِ
مدى الغريب في السفر
من الضجيج نافذة الطفولة
يعيدني رغم التيه إليكِ
فأنا أينما وليتُ وجهي
للحبِ يُعيدني دوماً إليكِ