أوباما وسرّ الخلطة الأمريكية !
اكرام الزعبي
21-03-2013 07:59 PM
السيد الرئيس أوباما : أنت اليوم قادم من بلد يجر أذيال الخيبة من جرّاء الفشل في سلسلة من الحروب والمعارك والهزائم الأخلاقية قبل أن تكون خسائر ميدانية على الأرض. العراق وحده هو نموذج واضح ؛ فإذا أردتَ أن تأتِ بجديد في الأردن هذه الجمعة ، فما عليك إلا أن تعطِنا شيئاً غير سرّ الخلطة الأمريكية !!
الخلطة المقصودة هنا ليست خلطة دجاج كنتاكي أو برغر ماكدونالدز ،أوغيرها مما فرضه الأسلوب الأمريكي الذي يفتقد للذوق والشياكة ،والمهيمن فقط بفضل الإعلام والسينما ، ولكنها الخلطة التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكيّة تتعايش في ظل وجود كل تلك الأجناس والأعراق والأديان المتناقضة فيها، والتي ما كانت لتقوم لولا إبادة الهنود الحمر : السكان الأصليين من عشيرة حُمر الرقاب (ريد نيكس) وباقي العشائر المُبادة برجالها وأساطيرها وخيولها...
فهل تعتقد أيها السيد الرئيس بأنك في الأردن ستحل مشكلات اللاجئين ، والتي كان نصيبها منهم ربما أكثر من لاجئي الولايات المتحدة بكثير ؛ بالنظر الى حجم الأردن الصغير مقارنة ببلادك ؟؟ فالأردن من نهره المقدّس الى بحره الأحمر، ربما هو أصغر من حيّ في شيكاغو - حيث يقال بأن الهنود الحمر المسالمين كانوا يزرعون البصل - ولكنّه ما يزال هو اليوم الحل الأمثل بنظركم لكل لاجئي المنطقة العربية المنكوبة !!!
ما الذي ستقدمّه لنا غداً بعد تناول المنسف في مجلس النواب ؟؟؟ هل تستطيع أن تحل الأحجية التالية : بلد صغير جداً بموارد شبه معدومة ، تمّ إغراقه بملايين الاجئين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين وغيرهم : كيف سيعيش ويستمر بأفقر مخزون مائي في العالم ، وأقل موارد في المنطقة ؟؟ هل ستدلنا على وصفتكم الأمريكية التي قامت على فكرة إبادة السكّان الأصليين واستبدالهم باللاجئين من فلول الحروب وتجارها ؟؟؟ هل لديك شيء آخر لتقدمه لنا ، وترضي من خلاله إسرائيلكم المدلّلة ؟؟
أيّها السيّد الرئيس أوباما : إن لم تغيروا سياساتكم تجاه الأردن " باعتماده " كمنطقة عازلة للصراعات وجامعة لللاجئين ، فإن بلدنا الصغير جداً سينفجر في وجوهكم ، وسيكون مبتدأً لزوال اسرائيل وأمريكا معاً !! صدقني لا تستهن بتراكم سنوات الظلم في الأردن ؛ لأن الظلم أكبر طاقة في الوجود ، ولسوف ينفجر بوجه مرتكبيه !!! لا هذا ليش شعراً من ديوان العرب ، ولا بطولات دونكيشوتيّة ، ولكنه فتيل صغير لا تحتاج القنبلة النووية أكثر منه لانفجارها بوجه من لا يراها ...
لديك فرصة تاريخية لتغيّر وجه التاريخ ، فتدخله من بوابة راقية.....ولا تخف فلم يبقّ لديك متّسع للخوف وقد فزت بولاية ثانية ، ولا "مونيكا" لديك ليوقعوك من خلالها ، فحَكّم ضميرك واحجز مكاناً لك مع لينكولن وكينيدي . دعك من سرّ الخلطة الأمريكية البشعة وهو آخر ما نحتاجه اليوم ، نتركه لك ولبلادك المكروهة ، ونترك لكم عقدة الذنب وكوابيس عودة الهنود الحمر ...
ikramdawud@yahoo.com