أرقام مدوية .. ولا تعليق!
د. هاني البدري
21-03-2013 03:52 AM
لأنها تُثلجُ صدورَنا مثلما تُعكر صفو أيامنا، تبقى الأرقام مؤشراً لحجم التمدن أو التخلف الذي نحن فيه، فالأرقام التي تُلاحقنا كل لحظة تقول بأبعد بكثير مما نحن عليه من واقع معاش.
يبقى الرقم، الهاجس المتمكن من مشاعر الفزع والإثارة والاعتزاز والفخر والعجز، بل لعلنا صرنا أسرى للأرقام، لوقعها، وضآلتها وفخامتها، أضحينا ضحايا الأرقام في عالم يتغير بسرعة.
أردت أن أقرأ بحيادية، الأرقام الواردة هذا الأسبوع في حياة الأردنيين وعلى عناوين صحافتهم، لعلنا نقرأ بأبعد من الرقم، ما يدخلنا إلى حالة انسجام مع النفس، تستدعي القيام من سُبات طال.
160 ألف عامل سوري في السوق الأردني بدون تصاريح، وبشكل غير رسمي يوفرون على أصحاب (البزنس) فروق أجور الأردنيين وتصاريح عمل المصريين على مرأى من الحكومة ولا حياة لمن يقرأ.
أبعد، 600 ألف عامل وافد على أرض المملكة غير مرخص، فيما الأردني الذي يراجع وزارة الصناعة والتجارة يُفاجأ في كل لحظة، بإشارة تجميد لمؤسسته بطلب من الضريبة، أو الضمان، أو الجمارك، أو من لا أحد.
160 مخالفة إشارة حمراء في إربد خلال يوم واحد.
صيدلية لكل 400 مواطن أردني، ونقول، ما الذي يدفع الأردنيين إلى "بلبعة" كل أنواع العقاقير والمهدئات والمنشطات والمقويات دونما وصفة؟.
141 % حجم انتشار الموبايلات بين أبناء الشعب الأردني في بلد يعاني من أزمة مالية خانقة.
بالمناسبة، للشعب نفسه وللظروف الصعبة ذاتها، أنفق الأردنيون 900 مليون دينار خلال العام الفائت على سفرهم واستجمامهم في الخارج.
عند الأرقام، أتساءل ما المطلوب من الطالبة تالا الشلختي أكثر من أن تحقق المركز الأول على طلبة التوجيهي بمعدل 99.6 لتحصل على منحة جامعية من الدولة؟ أي رقم أكبر من هذا، يتيح لها ذلك.
16 مليون حبة كبتاغون و45 كيلوغراماً من الهيروين و1000 كيلوغرام من الحشيش حصيلة ما صودر من عمليات تهريب للمخدرات كانت تستهدف جيلاً كاملاً من الشباب الأردني "اللي مش ناقصو".
20 عاماً انقضت على آخر تحديث لآليات وزارة الأشغال العامة المطالبة بإعادة تعبيد 70 % من شوارع المملكة.
4127 مصاباً بالفشل الكلوي في المملكة بزيادة سنوية تصل إلى 600 حالة، والأسباب؛ لعلها المياه أو التلوث، أو الطعام والدواء، أو لعله الغش والفساد.
1464 معتقلاً أردنياً في الخارج.. لا تعليق!
100 سؤال نيابي سيمطرها النواب لمسؤولي الضمان خلال جلسة قريبة قبيل بحث القانون الجديد. وسؤالي المائة وواحد، هل استقى النواب أسئلتهم من ناخبيهم المأزومين بمشاكل الضمان؟
155 مليون دينار ذمماً على مواطني عمان للأمانة الني لا تجد مبالغ لشراء كابسات للنفايات لإعادة وجه عمان الجميل.
8 إصابات بين موظفي الأمانة بسبب (بلطجية) البسطات، ونقول "هيبة الدولة".
صفر هو مركزنا بين الدول المحققة لبراءات اختراع دولية.
صفر مستوى إنجازات البحث العلمي الأردني.
hani.badri@alghad.jo
الغد