لايبني الأوطان إلا أهلها الشرفاء الحريصون على منعتها وكبريائها وعزتها, ولايهدمها إلا الجهلة من أبنائها الذين تستثمرهم قوى الشر في خدمة مخططاتها الهدامة ومصالحها القائمة على العدوان والخراب والدمار. لأنّ الجهل يشكّل البيئة المناسبة لنمو الأفكار المتطرفة والقيم المنحرفة عن صراط العقل والهاربة من محكمة الضمير.
وعندما ينحرف العقل ويغيب الضمير تخرج النزعات الشريرة من كمونها محدثة زلزالاً في السلوك الإنساني يدمّر بنيانه الأخلاقي والاجتماعي ويحوّله إلى ركام تفوح منه رائحة الجريمة التي سرعان ماتنقلها رياح الحقد والأنانية إلى كل مكان تستطيع نقلها إليه.
ونظراً لعفونة هذه الرائحة وقذارتها فإنها تعمي العيون وتصم الآذان وتقتل في النفس البشرية كلّ نزوع إلى الخير والجمال والمحبة. الأمر الذي يجعلها لاترى إلا الظلام ولاتسمع من محيطها إلا نداء الموت .
الم يسال احدا نفسه
بأي ذنب يعاقب الاردن من اصدقائه ولخدمه من مَنْ؟ ولمصلحة مَنْ؟تعمل تلك الاقلام والالسن والافواه الماجورة والتي تتقن فن التلون وتمتهن فنون الفتنه وتبحث عن اراض خصبة تزرع فيها بذور الشر والفتنه بدل بذور الخير والسلام
الم يسال احدا منا نفسه هل هذا قولنا وهل هذه صفاتنا وهل نحن هكذا .
أليس هذا الوطن معبد لكلّ أبنائه! ألسنا كلنا إخوة فيه نعيش في كنف الهاشميين الذين اعطونا الحرية والاستقلال والحياه الفضلى فلماذا يحاولون زرع الفتنه قاتلها الله في واحة الامن والاستقرار في بيت من بيوت الهاشميين طالما كان ومازال بيت العرب وبيت الجميع وملاذ الاحرار وقلعه الثوار بعدةان عجز البعض من التسلق لاسواره المنيعه
قولو لجولدبرج واسياده ليست هذه قيمنا, وليست عاداتنا,نحن الاردنييون ولا هي من شيمنا ولا من ثقافتنا. إنها دخيلة علينا تسلّلت محاوله لاسمح الله انتتسلق اسوارنا الحصينه و تفتك بتاريخنا, وتمزّق هويتنا, وتهدم صروح أمجادنا التي بنيناها معاً ويداً بيد مجتمعين لا متفرقين , موحدين لا مجزئين, متحابين لا متباغضين, يظللنا حب الوطن وينعشنا هواؤه النقي وتشحذ همّتنا رايته الخفاقة في سماء المجد والشموخ ونتقيا تحت ظلال شجره العز والكبرياء شجرة الهاشميين .
فيا أبناءَ هذا الوطن الأبي يارجال الشمس وياشموس الكرامة والإباء, الوطن أمانة بأعناقنا وعلينا جميعاً أن نحافظ على أمنه واستقراره, دعونا نكمل المشوار لتبقى المملكه الاردنية الهاشمية قلب العروبة, والتاريخ والحضارة رمزاً نباهي به, وواحة خضراء يانعة نستفيء إليها في هذه الأيام الهاجرة, ومعبداً لابتهالاتنا وصلواتنا نحافظ على قدسيته ونستلهم منه معاني الإيمان والتآخي والإلفة والانفتاح .
وعاش الاردن قويا بشعبه وبقائده منيعا محصنا من اعدائه وحاسدية وباغضيه والحاقدين
بوعي أبنائه وحكمة قائده.