البشير: لن أترشح للرئاسة مجدداً .. وظروف السودان تجعلني أقول: كفاية
20-03-2013 03:30 PM
عمون - أعرب الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن أمله في استقرار العلاقات مع جنوب السودان "في ضوء الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين البلدين"، محذراً من التأثيرات التي يقوم بها اعداء السودان خصوصاً اسرائيل في توتير علاقات الجارين.
وقال البشير في حوار أجراه الزميل جابر الحرمي رئيس تحرير الشرق القطرية، وتنشره عمون بالتزامن، إن "أعداء السودان سيستمرون في محاولاتهم ويظنون أن الجهة الوحيدة التي يمكن من خلالها محاولة إيذاء السودان أو النيل منه هي دولة جنوب السودان لأن علاقات السودان مع كل دول الجوار الآن ولله الحمد ممتازة ماعدا دولة جنوب السودان".
وشدد على أن "أي تطور إيجابي في العلاقات مع جنوب السودان قطعاً يثير أعداء السودان. لكن اعتمادنا على أن إخواننا في جنوب السودان حقيقة يعلمون تماما مدى ارتباط مصالحهم أيضا بالسودان. نحن لا نتكلم عن تصدير لنفط الجنوب فحسب، مع أن الثروة الوحيدة ومصدر الدخل الوحيد للإخوة في جنوب السودان هو النفط، فهم ليس عندهم موارد أخرى مستغلة لتكون بديلا للنفط. حتى محاولات تصدير نفط الجنوب عن طريق دول اخرى مثل كينيا وإثيوبيا حقيقة رفضت لأنها غير ذات جدوى اقتصادية؛ فإقامة منشآت جديدة لدولة جنوب السودان الى كينيا عبر اثيوبيا قطعا نحن متأكدين وكل الدراسات تؤكد أنها غير ذات جدوى اقتصادية. الخيار الوحيد المتاح هو تصدير بترول الجنوب عبر السودان. أيضا العلاقات القديمة والمستمرة للآن، لأنها كلها دولة واحدة، سواء علاقات سكانية، علاقات ثقافية، تجارية أو اقتصادية. يعني يأكل المواطن في جنوب السودان الذرة التي تنتج في شمال السودان وهذا طعامه التقليدي. فهذه الروابط الموجودة تجعل أقرب الدول وأكثر الدول ارتباطا بمصالح السودان هي السودان وكذلك الجنوب بحكم أننا كنا دولة واحدة لأكثر من مائة سنة".
وحول المواقف العربية تجاه السودان؛ قال البشير: نحن حقيقة راضون تمام الرضا حيث نجد حقيقة الدعم والسند من إخواننا العرب، وأنا سأعطيك نموذجا مثلا مشروعاتنا الكبرى كلها في السودان، نحن عندنا مشكلة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكل مؤسسات التمويل العالمية والغربية عندها موقف من تمويل السودان، نحن حقيقة وجدنا البديل في الصناديق العربية في الدول العربية في دعم المشروعات التي هي معروفة للعيان مثل سد مروي وبقية المشروعات الكبرى. أيضا كما ذكرت نحن وجدنا حقيقة الدعم من إخواننا في قطر وبعض الدول العربية الأخرى حقيقة أيضا وجدنا منها دعما وسندا قويا جدا في دعم الاقتصاد السوداني في هذه المرحلة، أما الدعم السياسي فهو بلا حدود".
وحول الملف السوري قال: نحن أصبحنا الآن متخوفين على سوريا ونخشى من أنه هناك الكثير من الجهود الغير مخلصة التي تتمنى استمرار الصراع في سوريا وتعمل على دعم التوازن العسكري داخل سوريا. نحن قطعا مع الشعب السوري في أن ينال حقوقه كاملة في الحرية والديمقراطية وحفظ كرامة الشعب واستقراره، لكن تطاول الأزمة هو حقيقة خسارة لسوريا وليس للنظام، نحن لا نتحدث عن النظام الحاكم في سوريا لكن نتحدث عن سوريا.
فكل الذي نتمناه هو إنهاء هذه القضية بأسرع ما تيسر حتى نجنب سوريا المزيد من الدمار والخراب والقتل، كلنا نشاهد الآن في الفضائيات ما يحدث في سوريا. وكما ذكرت انت بعد مرور عامين لا وجود لبوادر واضحة جدا في الأفق لحل أو لحسم هذه القضية فهي قطعا تحتاج أن يجلس الإخوة القادة العرب ويتفاكروا في كيفية الخروج بحل يخرج سوريا من أزمتها ومشاكلها".
وبخصوص الاجتماع الوزاري العربي الأخير وقراره بترك المجال للدول العربية لتسليح المعارضة للدفاع عن الشعب، وما يتعلق أيضا بمنح الائتلاف الوطني مقعد سوريا في القمة العربية، قال البشير: "هذا جانب، الوقوف إلى جانب الثورة والشعب في سوريا ودعمه سياسيا وعسكريا وماديا، لكن لا ننسى أيضا أنه يوجد أطراف أخرى تنظر إلى دعم النظام أيضا سياسيا وعسكريا وماديا، فكما قلت وذكرت فإن حفظ التوازن العسكري داخل سوريا وأن يكون متعادلا فان هذا يعطي استمرارية الصراع التي ليست في مصلحة المواطن السوري ولا في سوريا الدولة ولا في سوريا الوطن والمستفيد الوحيد هم أعداء سوريا وأعداء الأمة العربية وأعداء الشعب السوري في حالة استمرار التوازن العسكري داخل سوريا".
ونفى البشير أن يكون للمتهمين في المحاولة الانقلابية، "ارتباط بأي جهة خارجية فهي عناصر سودانية، وبدأت المحاكمة العسكرية لهم حيث عقدت المحكمة الجلسة الاجرائية الاولى وتتواصل ونحن ننتظر نتيجة المحكمة".
وأشار البشير إلى أن الذين وقعوا وثيقة الفجر الجديد "الآن تراجعوا عنها وأنكروها، فأصبحت كما نقول "ولد الحرام كل الناس ناكرينه" وهم أنكروها فأصبحت جزءا من الماضي وشهادة على سوء هذه الوثيقة أن المندوبين الذين وقعوا عليها هم الان يتبرأون منها".
وأعاد الرئيس البشير تأكيد عدم ترشحه للرئاسة مجدداً، وقال "هذا موقف ثابت ان شاء الله، والان تجري المداولات داخل المؤتمر الوطني لكيفية تقديم مرشحهم في منصب الرئاسة والذي سيكون بعد عامين بالضبط حيث ستجري الانتخابات ولديهم الوقت الكافي لترتيب اوضاعهم".
وأضاف "نحن أمضينا كم وعشرين سنة وهي اكثر من كافية في ظروف السودان والناس يريدون دماء جديدة ودفعة جديدة كي تواصل المسيرة ان شاء الله".
وحول استقرار علاقات بلاده مع دول الجوار وهل الملفات العالقة معها حلت جميعها ولم تعد هناك منغصات في العلاقات، قال البشير: "نحن نقول انه حتى الان مع اخواننا مثلا في مصر لم نناقش القضايا العالقة لاننا نرى الاوضاع في مصر وهمنا الاول هو استقرار مصر، فمصر دولة مهمة ودولة كبيرة ودولة مفتاحية ونحن الان لا نريد ان نشغل اخواننا في مصر بأي قضايا وهي قضايا لها عشرات السنين وهي ليست قضايا جديدة كي نحلها في يوم وليلة ولا تأثير لها على العلاقات بين الطرفين، والارادة السياسية هي ان يتم حل هذه القضايا بما يعود بالمصلحة على الطرفين، فنحن مؤجلون البحث في أي قضايا خلافية مع اخواننا في مصر ونريد ان يتفرغوا لقضاياهم ويحققوا استقرارهم ويبنوا مؤسساتهم وتكتمل ومن ثم نفتح هذه القضايا بروح أخوية في ان الحل لهذه القضايا يقوم على مزيد من التعزيز للعلاقات الموجودة بين البلدين".
وأشار إلى أبرز القضايا العالقه مع مصر وهي مسألة الحدود وحلايب و"نحن نقول ان هذه الحدود عندما رسمت فان السودان لم يكن طرفا، لانها رسمت باتفاق ما بين مصر وبريطانيا والحدود الان نعمل تقريبا على ازالتها، ونحن نبني طرقا تربط السودان بمصر عبر ثلاث طرق مسفلتة لأول مرة في تاريخ البلدين، وعندنا اتفاقية تحتاج الى تفعيل وهي اتفاقية الحريات الاربع بين البلدين بحيث ان يجد المواطن في البلد الاخر حرية الاقامة وحرية التنقل وحرية العمل وحرية التملك وهي حقيقة تزيل الحدود بصورة عملية واذا كان الناس والبضاع يتحركون بدون أي قيود وهناك طرق تربط البلدين فنحن نقدم عمليا نموذجا لبناء عناصر وحدة حقيقية داخل الامة العربية".
وبخصوص علاقات بلاده مع أميركا قال الرئيس البشير: نحن ليست لدينا مصلحة في ان تكون علاقاتنا مع الولايات المتحدة الاميركية متوترة، لكن الاميركان يحملون اجندة متحركة بمعنى ان البداية كان هناك وعد قاطع بانه اذا تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل سيعملون على تطبيع العلاقات ورفع اسم السودان من قائمة الارهاب، وبعد ان وقعنا قالوا لن يأتي الا بعد التنفيذ ولما بدأنا ننفذ قالوا لا، قضية دارفور وكنا نتفاوض في ابوجا وجاء مبعوث رئاسي وكان نائب وزير الخارجية الاميركي زوليك وقدم القائمة بانه اذا تم التوقيع في ابوجا، سيتم رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب وتطبيع العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وانهاء المقاطعة الاقتصادية، وان هذا كله بمجرد التوقيع على ابوجا. فوقعنا على ابوجا وعزز هذا الموقف الرئيس بوش شخصيا بإجراء اتصال هاتفي معي بأنه الان انتم وعدتم واوفيتم وانجزتم كل ماهو مطلوب منكم وانكم ستجدوننا جاهزين للاجتماع معكم والعمل معكم، لكن، بعد شهرين قلبوا علينا مرة اخرى بدون ادنى سبب، وجئنا في نهاية توقيع الاتفاقية الانتقالية قالوا اذا جرى الاستفتاء سيطبعون العلاقات قبل النتيجة ولكن لا يحصل شيء ونحن اصبحنا لا نثق في الوعود الاميركية اصلا رغم اننا تفاءلنا بالمرحلة الثانية لأوباما وبوجود وزير خارجية ذي شخصية مستقلة فهناك احتمال ولكن لا نعول عليه كثيرا".
وتطرق البشير إلى إسرائيل وقال "لن اتحدث عن موقف اسرائيل من السودان لكن موقفنا نحن منها، فنحن عندنا موقف ثابت لدعم القضية الفلسطينية، وقطعا لم ندخل في أي محاولة من المحاولات الجارية للتطبيع مع اسرائيل او حتى قضية السلام مع اسرائيل، فنحن مع القضية الفلسطينية وهي دولة محتلة معتدية تحتل الاراضي الفلسطينية ومحتلة لأحد أعظم المقدسات لدينا وهي القدس الشريف فهي بالنسبة لنا نعتبرها العدو رقم واحد، واسرائيل ظلت تدعم كل من حمل السلاح ضد حكومة السودان، ليس الحكومة الحالية، ومن التمرد الاول في الخمسينات فأول دعم تلقاه جنوب السودان كان من اسرائيل وظلت باستمرار تدعم أي تمرد يحدثفي السودان طوال تاريخ السودان، فهي حرب مفتوحة، ونحن مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة الفلسطينية، ومع حماس بصورة واضحة جدا، فنحن اصحاب مبادئ وهذه قضية مبدئية بالنسبة لنا، ولا اظن انه توجد في الافق أي محاولات او احتمال لتتغير العلاقة السودانية الاسرائيلية".