ياقصص عم تكتب اسامينا ..ع زمان الماضي وتمحينا.. ياقصص من بالك شيلنا
وبقلب الحاضر خلينا..شو بدك بزمان الماضي.. إحنا ما خلقنا لماضينا.
على أنغام جوليا بطرس يخطر لذهنك، لو تأملت، هذه السطوة التي تمتلكها أسماؤنا، انها عامل الجذب الأول في أدب الحديث ومؤشر ربط لا يستهان بمتانته. ولو جربنا أن نتحدث للآخر، وإن كنا قد تعرفنا إليه للتو، مرددين اسمه أو كنيته على مسمعه فلن نجهد في بناء الثقة في الحواربيننا وبينه، ناهيك عن الاهتمام الذي سيوليه لك مستمعك حين يسمعك تردد اسمه وأنت تكلمه. وفي هذا لا يختلف مختصون نفسيون أن التركيز على استخدام اسم مستمعك هو عامل الالتحام الأول بين طرفين وهو الخيط الذي يجمع لاحقاً حبات الكلام بين مجموعة متحدثين.
كيف صرنا نخجل من «أسامينا» ولماذا نخفيها عن الناس، ومتى صارت عيباً نداريه ؟.. في المستشفىتخبرني الموظفة في قسم الإدخال أنها تتعرض أحياناً لمواقف محرجة سببها»الاسم» ، اسم الانثى تحديداً، فهي تسأل بشكل اجرائي عن اسم المريضة لاستكمال معاملتها ، وتقول أنها تصاب بارتباك حين يحدجها مرافق المريضة بنظرة استنكار ، وهو عادة زوجها أو قريبها، ويبادر درءا للفضيحة بإعطائها ورقة مكتوب عليها اسم المريضة تجنباً للفظ الصريح!. وفي مواقف مشابهة تعرض موظفو الإحصاءات في آخر تعداد سكاني إلى مواقف لا يحسدون عليها، وكان أغربها أن تعرض أحد الموظفين للطرد وهو يقوم بعمله حين سأل الزوج عن اسم زوجته ليدونه في الكشوفات.
نلحظ هذا التحفظ كذلك في العديد من بطاقات الدعوة للزفاف، فهي ( صاحبة الصون والعفاف) وكأن ما سننطق به عورة يجب سترها. وفي الصحف أو المجلات لا زلنا نقرأ تهنئة لفلان من الناس بسبب خطبته كذلك على (الآنسة المهذبة) دون اسم يعرّف عنها أو يشير لها.
أعرف بعض أولئك الفتيات جيدا وأعرف أنهن لسن نكرات فمنهن الطبيبة والمهندسة والمعلمة والمثقفة، إنما يتم الغاء كل ذلك ببساطةبسبب عرف متبع فقط، ولا نعرف أي أصل لهذه العادة وأي منطق وأي دليل وكيف تسربل إلينا التحرج من أسماءبناتنا ونسائنا حتى أصبح ذكرها عيبا نداريه.
"الرأي"