facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غابة المدينة الرياضية تَلفظ أنفاسها الأخيرة! .. *حنا ميخائيل سلامة


19-03-2013 07:58 PM

غابة المدينة الرياضية تَلفظ أنفاسها الأخيرة!
قد تشُدّك تسمية: "غابة المدينة الواسعة الخلابة" التي أطلقتها الجهات المعنية عبر المواقع والنشرات السياحية والحملات الترويجية على أحد المرافق المهمة في مدينة الحسين الرياضية في عمان، وما أن تتوجه إلى الموقع وفي مخيلتك أن تجتلي عينك جمال ورونق "غابة واسعة خلابة" وبعد جولة متأنية يختفي تفاؤلك فتقف حائراً واجماً أمام غابة تُحْتَضر وتكاد تلفِظ أنفاسها الأخيرة. فقد جرى قطع أعداد كثيرة من الأشجار وبقي فوق سطح الأرض سنتمرات قليلة مِن جذوعها لتكون شاهدة على ما حلَّ بها من جَوْر! والحال هذا، فإنك تبصِر مساحات واسعة جرداء خالية. وإذا كانت عوامل الطقس والعواصف والثلوج قد تسببت في سقوط بعض الأشجار مَا اقتضى قطعها فإن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتم زراعة أشجار بديلة أولاً بأول، لتنمو وتكْبُر مع توالي السنين؟ علماً أن اتساع المنطقة التي جرى قطع أشجارها يبعث في الخاطر تساؤلات منِها: ما الذي جرى ليُصار إلى الحُكم بإعدام تلك الكميات الكبيرة مِن ثروتنا الحرجية مِن موقع كان يشكل مُتنفَّساً لأهل عمان وضيوفها؟ وإذا كان قانون الحراج والغابات "يمنع قطع أيّ شجرة حرجية دون تصريح رسمي مسبق من دائرة الحراج في وزارة الزراعة مع تبيان الأسباب والموجبات" فهل جرى تفعيل القانون على هذا الموقع وتمَّ منح التصاريح اللازمة قبل القطع؟ هذا الأمر يستدعي إجراء التدقيق اللازم بما في ذلك تبديد تساؤلات المتنزهين حول مصير الأشجار التي قُطِعَت.آخذين بعين الاعتبار أن المُشرِّع قد سنّ قانون الحراج والغابات مقروناً بغرامات كبيرة وعقوبات تصل إلى حدِّ السجن على كل من تسول له نفسه قطع أيّ شجرة من ثروتنا الحرجية دون تصريح رسمي بذلك؟
وتجد في الموقع وبالرغم من كميات المياه الوافرة التي هطلت خلال هذا الفصل، مئات الأشجار الجافة أو اليابسة. ولعل السبب وراء تردِّي وضعها يكمن بعدم العناية والاهتمام. إن إنقاذ مئات الأشجار يتطلب همة عاجلة من الخبراء والمختصين في وزارة الزراعة ومن أساتذة كليات الزراعة في جامعاتنا، الذين لن يبخلوا بتقديم خبرتهم من خلال تقنيات حديثة وتحسين لخصوبة الأرض ومكافحة ما قد يتواجد من آفات وجراثيم قد تكون بالتربة.
أما الطرق المخصصة لرياضة المَشي أو الجَرْي فتعاني من إهمال واضح بادٍ للعيان، بالإضافة إلى وجود عوائق ترتطم بها أرْجُل المشاة والرياضيين، بالإضافة إلى وجود جذوع أشجار مائلة يصطدم بها رأس المتنزه أو الرياضيُّ إن غَفِلا لِلحظة ولم يأخذا حذرهما. كما ويجدر صيانة جوانب الطرق المشار إليها بالإضافة إلى السلاسل الاستنادية الحجرية المنهارة والأدراج والمكان بجميع حناياه!
وفي الوقت الذي يمنع فيه قانون الحراج "إشعال النار داخل المواقع الحرجية منعاً باتاً" ومع توفر لوحات تنبِّه وتحذر من إشعال النار في الموقع فإن هناك من يقوم بالشواء غير آبهٍ بتلك التحذيرات.. وتظهر على الأرض في مواقع عديدة آثار عمليات شواءٍ جرت من متنزهين في فترات متباعدة.. وقد شاهدنا بأمِّ العين صِبية يجمعون الأغصان الجافة ويشعلونها ويراكمون عليها المزيد لتِتـَّقد وتتأجج في ظل غياب أعين المعنيين بالمراقبة. ولسنا ندري عدد المُرتب المخصص لمهمات الموقع، فتواجدهم المستمر يردع في الوقت عينه فئة تقوم بالتحرش أو بأفعال قريبة من ذلك في بعض الزوايا، كما أفاد بعض الأشخاص ممن اعتادوا الذهاب مع عائلاتهم للتنزه في الغابة.
وفي السياق عينه، ومع توالي تصريحات الجهات الرسمية المعنية بالشأن البيئي بما في ذلك الجمعيات المختصة بهذا الشأن بضرورة المحافظة على البيئة فإن الوضع البيئي في غابة المدينة الرياضية لا يسُرُّ الخاطر حيث تتناثر مخلفات المتنزهين بأشكال وألوان. هذا الأمر يدل على استهتار وعدم حسٍ وطنيٍ من الفاعلين، ولعل ما يشجعهم على الاستمرار بهذه العبثية هو غياب المساءَلة من المعنيين بالمحافظة على الغابة ومراقبتها. كذلك فإن السِّلال البلاستيكية الصغيرة المعلقة على بعض الأشجار لوضع النفايات لا تصلح لموقع كهذا بتاتاً، مع توفر عدد قليل جداً من الحاويات الصغيرة في أمكنة أخرى. ولا بد من الإشارة إلى خطر بيئي وصحي يهدد المكان ويعود لعدم توفر مرافق صحية على الإطلاق، هذا الأمر يضطر كثرة ساحقة من المتنزهين وأطفالهم إلى "قضاء الحاجة" حيثما يحلو لهم بما يؤول إن استمر الوضع على ما هو عليه إلى انتشار الأوبئة والأمراض!
ونختم بالسؤال: هل يا ترى عدم الاكتراث بالغابة وتردي وضعها وقطع أشجارها المستمر دون غرس بدائل، هو لِنيَّاتٍ مع مستثمرين جاهزين للانقضاض على الموقع الواسع الشاسع وابتياعه؟ لقد سرَّنا نفي وقوع هذا الأمر قبل شهور، وهذا هو المأمول، لكن ما لم تبدأ عملية إعادة الحياة لهذا الموقع ستبقى المخاوف تتخبط في حنايا الصدور!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :