بعد عام 89 بسنة رأى برنامج الخصخصة النور , وكان ذلك في ظل أكثر مجالس النواب قوة وتشددا كما تصفه الأغلبية اليوم , إشارة الى تمثيله لكل القوى بما فيها الإسلامية من ناحية ومن ناحية ثانية لأنها السنة التي تلت أزمة إقتصادية خانقة وشهدت ما شهدت من إتهامات , ومعارك , فما أشبه اليوم بالبارحة .
البرنامج مضى قدما , في سياق حلول إقتصادية وطنية وضعت بالتشاور مع صندوق النقد , حيث لا مدارس إقتصادية ليبرالية أو محافظة , أو غيرها بل أغلبية تمثل مؤسسات حكومية وأهلية وتيارات سياسية متعددة توافقت على برنامج محدد لإنقاذ الإقتصاد المتعثر من أزمة خانقة باتت فصولها معروفة .
في مقابل الإسهامات الوطنية للبحث عن حلول أنذاك كان هناك من يسهم أيضا لكن بكيل الاتهامات وكما لم يقدم المعارضون حينذاك البدائل لتطوير الإقتصاد مفضلين البقاء في خندق الرفض , أعادوا الكرة وبذات الدوافع وبذات العجز عن إقتراح الحلول , باستثناء ما يسمى بإقتصاد السوق الإجتماعي مرة وتكبيل القطاع الخاص « المنفلت مرة أخرى وبتأميم الأصول مرة ثالثة .
كل هذه الحلول وغيرها يمكن أن تكون مطروحة لكن على مائدة حوار عقلانية لا تطحن الهواء بقدر ما تفضي الى نتائج , تكفي لإغلاق هذا الأرق , والإلتفات الى قادم الأيام التي يجب أن تحمل لنا وعودا كثيرة , أبرزها , الإجابة عن أسئلة الملايين الثلاثة , وأول مليون , هو كيف سنوفر تعليما مناسبا لألاف الطلبة , أما الثاني وهو كيف سنعالج مشكلة أكثر من 60 ألف خريج جامعي جديد باحث عن عمل سنويا , والثالث هو , كيف سنوفر عناية طبية ملائمة لألاف المواطنين غير القادرين على تكاليف العلاج , والرابع كيف سنوفر سكنا ملائما لآلاف الأسر غير القادرة على تكاليف الحصول على سكن ملائم .
أما سؤال المليون الخامس , فيكمن في بيان الفرق بين إدارة القطاع العام للمشاريع والمرافق وبين تمكين القطاع الخاص المحلي والعربي والدولي منها , عبر برنامج الخصخصة , ويمكن سرد عشرات النقاط في باب الإنجازات , لكن ما هي إنجازات تيار التأميم ؟.
أمس أصبح عندنا مطار حديث ومنافس , ساهم في بنائه القطاعين العام بكل مؤسساته والقطاع الخاص المحلي والعربي والدولي , وهو نتاج حقيقي للشراكة الإقتصادية حيث تجد المظلة والإرادة , وهو نتاج لكل من ساهم في إنجاحه , مثل هذه المشاريع يمكن أن تشكل نقطة مضيئة لصفحة جديدة تأخذنا الى المستقبل بعد سنتين من الجمود .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي