أبو عرب يسأل .. من يجيب ؟
هاني العزيزي
13-12-2007 02:00 AM
استشرت في دول العالم الثالث والرابع ، بما فيها عالمنا العربي ، ظاهرة التشدق والتبجح بإنجازات وهمية ، وبطولات خرافية . ويلاحظ أنها إنجازات وبطولات وإبداعات لم ولن يراها المواطن إلا في الأحلام الوردية إن قدّر له أن يحلم .
ما أن يتولى مسؤول ما مقعده الحكومي إلا وتنهال التهاني والتبريك وتبدأ فرق العزف على الطبل والمزمار والربابة من أبناء عشيرته وغيرهم ، فرحا وتهليلا فقد وصل " صاحبنا " ولن يترك أحدا من قومه أو من الخلان عاطلا عن العمل ، وعلى صعيد الوطن هو إداري محنك ، تاريخه معروف ، وتتحدث به الأمم والشعوب . وإن رقيت رتبة أحدهم ، أو انتقل إلى رحمة الله ، فهو فارس مجلى ، وعبقري " دوّخ موسوليني " أكثر مما دوّخه بدري أبو كلبشة ( الممثل السوري الراحل عبد اللطيف فتحي رحمه الله ) . وإن عمل صاحبنا في المجال الاقتصادي ، فهو رجل الاقتصاد الذي لا يكيل إلا بالعدل والحكمة ، وسيعم الخير ، ولن ترتفع الأسعار ، وإن عمل صاحبنا في مجال الخدمات الاجتماعية والبلدية فلن يُعثر على رضيع بعد اليوم في حاوية ، أو يشاهد متسول يشكو الفاقة أمام مسجد ، أو عند شارة مرور ضوئية . أما إن عمل صاحبنا في المجال السياسي فالحقوق ستعود على يديه لأصحابها ، وسيغادر المستعمر ديار العرب بلا استثناء ، فهو مفاوض ذكي ومتمرس ، لا يفرط بحق لأحد ، ويعرف ألاعيب العدو .
سؤال أبو عرب
إن كان المسؤول العربي بهذا القدر الهائل من الكفاية والدراية ، والشجاعة والإقدام ، والذكاء والدهاء ، من أين تأتينا " الخوازيق " التي نأكلها كل يوم ، قياما وقعودا وعلى جُنوبنا منذ عشرات السنين ؟ .
أبو عرب يسأل .. من مجيب ؟ .
haniazizi@yahoo.com