ما بين كتاب الملك ( فرصتنا الأخيرة ) وأوراق جلالته النقاشية الثلاث ؟!
ممدوح ابودلهوم
16-03-2013 01:13 AM
لم يُشر و في حدود ما اعلم ايٌ من الكتاب الصحفيين أو المحللين السياسين ، إلى ما يربط ضمنياً او شكلياً بين كتاب جلالة الملك (فرصتنا الأخيرة) النوعي الهام ببعديه الجدلي و المعرفي ، وهو الكتاب الذي خطّه جلالة الملك بقلمه السامي قبل ثلاث سنين أو تزيد ، و تمت ترجمته إلى غير لغة حيّة كيما يُنشر في العالمين ، و بين الاوراق الملكية النقاشية الثلاث و التي شرفنا جلالته بثالثتها و أعمقها محاكاةً للراهن السياسي مطلع الأسبوع الماضي ..
أما الكتاب فهو لونٌ من البوح الإنساني و مراجعة الذات يكادُ أن يكون أقرب إلى أدب السيرة الذاتية و المهنية معاً ، بل لعلهُ أشبه مايكون بما يسمى في الأدبيات العلمنفسية بالنوستالجيا ، بمعنى إستعادة الذكريات بغرض المقاربة النقدية لمراحلها التاريخية ، من حيثُ أن مراجعة الذات و بحسب منطوق إحدى النظريات لابد وعبر أسلوب سرد السيرة ، أن يفضي إلى أخذ العبر منها كدروس مستفادة في نهاية المطاف ، ما ينسحبُ و بغير حكم على خطاب جلالته في هذا الكتاب و الذي كما ألمحنا هو منجزٌ إنساني ذاتياً و مهنياً ، فضلاً بالتالي عن كونه ووفق أكثر من تقييم مؤلفٌ أثير لدى متلقيه محلياً عربياً و عالمياً ..
أما فيما يخص العلاقة بين الكتاب و الأوراق فلقد خلصت بعد وقفتين متأنيتين الأولى في الكتاب و الثانية في الاوراق ، الى فلترة اولية مفادها ان الاوراق الثلاث هي ملاحق ثلاثة لمؤلف جلالته آنفا ، فما بين دفتيِّ هذا الكتاب السامق الشأن من مادةٍ سمحةٍ ، جاءت سهلة القياد قراءةً و فهماً فإمتاعاً وحبوراً بالنهاية ، تراخت تجليات المادة هذه عناوينَ و متوناً على السطور و ما على تخومها أيضاً ، كيما تستوي بالمحصلة أرضاً خصبةً غرس فيها جلالة الملك و على مدى سنينَ ثلاثاً ، فسائلَ فكره التنويري نحو تجديد ميكانزمات نهج الحكم مأسَسَةً و دسترةً من أجل خير الوطن رفاه المواطن أيضاً ..
أما الفسائلُ آنفاً فهي المقدمات الأولى مروراً بحلم الإكتفاء الذاتي ، و صولاً إلى إلى حالتي الخير و الرفاه في أردن القانون و المؤسسات كهدفٍ عريض ، أما الحصاد وذا هو أوانه فيتمثل نظريةً فتطبيقاً بإذن الله على يدي جلالة الملك ، في طرحه السامي لأوراقه النقاشية الثلاث و التي ما زالت سبحتها الراشدة الأغدق و الأعمق ، تجرُ فكراً إصلاحياً سامي المدلول و الدلالة سامق القيمة و المقام ، لا نتردد و لو للحظةٍ من زمن في تسميته ثورةُ عبد الله البيضاء في الإصلاح الشامل لأردن الغد الأنموذج ..
من هنا ووفق التخريجة الشفيفة أعلاه يمكن لنا الخلوصة و بمنتهى الإطمئنان ، إلى أن مفاصل مؤلفَ جلالة الملك ( فرصتنا الأخيرة ) هي فسائل إصلاحية غرسها جلالة الملك في أرض الكتاب ، أما الحصاد الثر الواعد مستقبلاً لغراس هذه الفسائل فهو أوراق جلالته النقاشية الثلاث ، و إلا بماذا نفسر ما في آفاق الهيئة المستقلة للإنتخاب و المحكمة الدستورية و نزاهة الإنتخابات الأخيرة و تعددية عناصر كيمياء المجلس السابع عشر؟ ثم ماذا عن نهضوية هذا المفصل الديمقراطي الأخير و المتمثل هذه الأيام في المشاروات بين بسمان و العبدلي ؟ والذي أسفر و في إهاب الرؤية الملكية الإصلاحية الراشدة عن إختيار الرئيس النسور لرئاسة الحكومة للسنين الأربع القادمة ؟ ما قطبُ رُحاه يتمثل في بهاءات كتاب التكليف السامي و أهمها تكليف النسور بالتشاور حول تشكيلته الوزارية مع رئيس و أعضاء مجلس النواب ، و مهما يكن من أمر ما سقته ههُنا من إضاءات حول عُلاقة المنجزين الملكيين الكتاب و الأوراق ، فإن باب ذلك كله يبقى مطروحاً لأسنة الأقلام و هو ما أرجو أن يتنافس فيه المتنافسون ..