التجييش الطائفي الى اين ؟
د. غازي الذنيبات
14-03-2013 05:26 PM
المتابع لوسائل الاعلام هذه الايام يشم رائحة داحس والغبراء من خطابات برلمانية وردود صحفية ، والعامل المشترك بين المتكاتبين ان كل منهم يتغنى بالمصلحة العامة ( وكل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر له بذاك) .
السادة النواب الافاضل والسادة الصحفيون الاجلاء هم قادة الراي في المجتمعات المتحضرة وهم من يؤمل بهم ان يكونوا معاول خير ، في توجيه الرأي العام نحو خير المجتمع وسلمه وأمنه ورفاهيته ، وكما قيل ليس كل ما يعرف يقال و لا كل ما يقال ينشر وليس كل ما ينشر جاء أوانه و لا كل ما ينشر حضر اهله .
اكثر ما يريح الكاتب او الخطيب مداعبة احلام وعواطف الجمهور، وخصوصا الناخبين ،واكثر ما يسر الفقراء هو شتم الاغنياء ، واكثر ما يسر المشردين هو شتم سكان القصور الفارهة ، الا ان مصالح المشردين والمعوزين والمظلومين والمسحوقين لا تتحقق بشتم هذا وذاك لا بل قد تزداد سوءا .
فمن يطالب بمحاصصة المقاعد الوزارية عليه ان يعلم ان كثرة اعداد الوزراء من محافظة ما لا يترك آثارا ايجابية على المحافظة واهلها ، وكل ما يكون ان فئة قليلة تحتكر مخصصات المحافظة من المراكز والوظائف والمناصب والخدمات لخاصتها العشائرية او المصلحية او الانتخابية الضيقة فتكون المسألة نقمة لا نعمة .
مشكلة الاردنيين شرقيين وغربيين ، شماليين وجنوبيين وبادية وحضرا ومخيمات هي مع زمرة الفساد الذين اكلوا الاخضر واليابس ، مشكلتهم مع مجموعة من شتى الاصول والمنابت نهبوا مقدرات الدولة وافسدوا حياة الناس ، نشروا الرذيلة والدعارة والزندقة والماسونية وعبادة الشيطان ، شوهوا ارادة الامة ونصبوا اراذلها حماية لفسادهم وكل ذلك تم باسم الوطن ومصلحة الوطن وهو منهم براء، ومشكلة الاردنيين جميعا مع تلك الفئة الخارجة على القانون التي تعيث في الارض فسادا وتعتدي على املاك الناس واواحهم واعراضهم بلا رقيب ولا حسيب حتى وصل الامر الى مهاجمة رجال الجيش والشرطة والدرك في ثكناتهم .
الحل لا يكون بالدعوة الى محاصصات طائفية ، ولا يكون بالدعوة الى بقاء الحال على حاله بحجة ان البديل هو الزعتري ،فكلاهمايهدف الى حرف البوصلة عن مسارها وكلاهما ليس بمنأى من المال الساسي القذر بل لا بد من سعي وطني سلمي جاد لتحقيق سيادة القانون بقواعد العامة المجردة، وتطبيق العدالة الاجتماعية التي تطبق على الكافة كما طبقتها دول العالم الديمقراطية ومن المؤكد حتما ان تجربة هذه الدول وما حققته من انجازات افضل من تجربتنا ..
فاتقوا الله في ابنائكم واهلكم وامتكم ودعوها فانها منتنة.