حماية الصحفيين في زمن الحرب .. وماذا عن زمن السلم؟
اسعد العزوني
13-03-2013 01:19 PM
يكثر الحديث، وتتنوع الدعوات، وتكتب التقارير الإعلامية، ومنها ما يتم تصويره للتوثيق حول الإعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون أوقات الحرب، وهم بطبيعة الحال فدائيو الحقيقة، الذين تسلحوا بمهنيتهم وحبهم للحقيقة، وجازفوا بحياتهم وانخرطوا في أرض المعارك، بغض النظر عن طبيعة عملهم، سواء كانوا ورقيين أو تلفازيين او حتى من الإعلام البديل الذي بدأ يغزو الأجواء مسجلا السبق الصحفي نظرا لطبيعته.
أنا شخصيا مع بروتوكول وميثاق شرف يحمي الصحفيين في زمن الحرب، ولكن هل المعتدي الذي جاء من وراء البحار حاشدا كل أدوات قوته من عتاد وبشر وهمجية، لتدمير واحتلال بلد ما، كما حصل في فلسطين أو العراق أو ساحات الصراع الأخرى، سيلتزم بالمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية الصحفيين، وهو من جاء غازيا مدمرا؟
لا اظن ذلك، ولكنني مع مواصلة الطرق على الخزان لحماية الصحفيين، ومنع المتحاربين بغض النظر عن هوياتهم وأوضاعهم، من الاعتداء على الصحفيين، ولعمري أن هذا الملف بحاجة إلى مجلدات وليس إلى مقال.
ملف الاعتداءات المسلحة والمتعمدة التي تقع على الصحفيين، يشهد تضخما، خاصة في الوطن العربي المستهدف، وتحديدا بعد "اندلاع" الربيع العربي، الذي خطط له برنارد لويس ونفذه كل من بيرنارد ليفي وفيلتمان، مستغلين حاجتنا للحرية والديمقراطية والحياة الفضلى.
أمريكا وهي سيدة العالم "الحر" تتربع على عرش المبرزين في قتل الصحافيين، وما أزال أتذكر الزميل طارق أيوب الذي استشهد بقذيفة أمريكية إبان احتلال العراق ربيع العام 2003، وهناك المئات طبعا.
أما ربيبة الغرب التي تدعي بانها "واحة" الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فإن ملفها الأسود بخصوص إستهداف الصحفيين الفلسطينيين الذين يحاولون جاهدين نقل الحقيقة إلى العالم،يتضخم بصورة تجاري سير الأحداث التي لا تنقطع.
الديكتاتوريات هي الأخرى، شريكة في جرم الإعتداء على الصحفيين،والحديث هنا يطول لأن حجم وعدد الديكتاتوريات أكبر مما نتصور،لأنهم واثقون أن أمريكا "رائدة" الحريات في العالم لا تحاسبهم ما داموا ينفذون أجندتها ويعملون لحسابها.
كما قلت فإنني أثمن كافة الجهود التي يتم بذلها هنا وهناك، لحماية الصحفيين من الإعتداءات المسلحة،والقتل إبان الحروب والإضطرابات الداخلية، ولكني اتساءل: ومن يحمي الصحافيين من التغول عليهم،سواء من إدارات الصحف،او من مسؤوليهم ومن يحركهم؟
هناك مكمن خطر آخر على الصحفيين العرب،وهو " معهد دراسات وبحوث الشرق الأوسط الإعلامية "،وهو مركز ضغط يهودي في واشنطن أسسه ضباط مخابرات إسرائيليون سابقون يتقدمهم :إيغال كرمون ويساعده المحلل الصهيوني من أصل عراقي نمرود رفاعيلي.
لي مع هذا الوكر تجربة مريرة،لا يقل خطرها عن قيام أحد الجنود الأعداء بإطلاق النار علي وإردائي قتيلا حتى لا أنقل الحقيقة.
بدأت قصتي مع هذا الوكر يوم 29-11-2001عندما نشرت مقالا بعنوان " إسرائيل والسلام لا يتفقان" في جريدة "العرب اليوم"، وبعد فترة، تعرضت لقلاقل في عملي،ولم يقنعني احد بسبب منطقي،لكن احد الصدقاء من خارج الوسط الإعلامي لفت نظري إلى هجوم شنيع تشنه علي مواقع الصهيونية الإليكترونية،وسألني عن سبب ذلك،فقلت له انني لا أدري بالضبط،لكني طلبت منه ان يبعث لي بنموذج من تلك المواقع،وبالفعل أرسل مادة باللغة الإنجليزية،فإذا بها نفس مقالي.
لم أتوانى،بل بدأت البحث عن " ميمري" في " غوغل"،ووجدت ضالتي،وحمدت الله أنني وجدت هدفا آخر، وبدأت أقرأ عنه،وبعدها كتبت عدة مقالات تندرج ضمن الدور التوعوي المطلوب.
المهم أنني وبعملية استقصائية منهكة، توصلت إلى معلومات مفادها أن هذا الوكر، قدم شكوى لجهة سيادية أردنية بخصوصي،وأدى ذلك إلى وضعي في مهب الريح،بحجة بلوغي سن الستين،علما أن القرار الأول قضى بإنهاء خدماتي فورا،لكن هناك من إلتف على الواقع ليخرج عملية إنهاء الخدمات بإطار قانوني.
السؤال هنا متشعب :من الأخطر قتل الصحفي برصاصة تميته فورا،أم قطع رزق أولاده إرضاء للوكر الصهيوني، وخوفا من إنقطاع المساعدات الأمريكية التي يهدد بها ميمري؟والسؤال بشقه الثاني: هل يعقل أن يتم التضحية بمواطن لإرضاء الأعداء، الذين لا يتركون فرصة إلا وينالون فيها من البلد؟