صادف أمس الثلاثاء 11/3 الذكرى التاسعة لاعتداءات قطارات مدريد التي ذهب ضحيتها 191 و جرح فيها أكثر من 2000 شخص. و قد تبنى في حينها تنظيم القاعدة مسئوليته عن هذه الاعتداءات حيث قام عناصر من التنظيم بزرع قنابل في 4 محطات للقطارات في مدريد انفجرت بشكل متزامن.

لقد كان غالبية الذين سقطوا في تلك التفجيرات من طبقة العمال و قد كان غالبيتهم من اليساريين الذين يقطنون في ضواحي مدريد حيث كانوا في طريقهم إلى مصانعهم و مكاتبهم و جامعاتهم. لقد عرفت شخصيا هذه الضواحي المعروفة بعدائها الشديد للفاشية الأسبانية و نضالها الطويل من اجل نيل الحرية و الديمقراطية التي سلبها إياهم الدكتاتور فرانكو إلى أن استلم الملك خوان كارلوس عام 1975, و لم يكونوا يعلمون أنهم سيقعون ضحية فاشية من نوع أخر لا تقل رعبا و إرهابا.

ان غالبية شعب اسبانيا المسالم و الذي تربطنا به علاقات تاريخية متجذرة و منهم الضحايا الذين سقطوا قبل 9 سنوات من الآن هم نفسهم الذين خرجوا في اكبر تظاهرة عرفتها المدن الأوروبية للاحتجاج على التدخل الأمريكي في العراق و ذلك لأيمانهم بقيم السلام و الصداقة بين كافة شعوب الأرض.

ما حدث في مدريد أوجعنا و آلمنا جميعا فشعب اسبانيا القريب من نبض الشارع العربي و الذي اختلطت دمائنا بدمائه على مدى 800 سنة لم يكن يستحق كل هذا الأجرام و تلك الاعتداءات ذكرتنا بالاعتداءات الإرهابية المجرمة التي وقعت في فنادق عمان عام 2005 و ذهب ضحيتها 57 شهيدا و اكثر من 115 جريحا, رحمهم الله جميعا.