ما الذي يمنع أن تضم الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور النسور عدداً من رؤساء الحكومات السابقين المشهود لهم بالكفاءة والقدرة على التعامل مع الظروف المستجدة!.

لا جدال أبداً أن البلد يمر بأزمة وأن الظروف الإقليمية المحيطة بنا هي في حد ذاتها ازمة كبرى كذلك، وبالتالي فالظرف بمجمله ظرف غير عادي تتشابك فيه شؤون الداخل بالخارج في مشهد شديد التعقيد، فلا أحد بمقدوره الاجتهاد بشأن تطورات الأمور شمالاً في سورية أو شرقاً في العراق أو غرباً في فلسطين، وهي تطورات تنذر جميعها بما هو أسوأ ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا أحد كذلك يملك حلولاًَ سحرية سريعة لشؤون الداخل من وجهة نظر اقتصادية مالية، فالدولة تواجه أعباء كبيرة على هذا الصعيد، والشارع يطالب بالحلول الشافية.

هذا الواقع يضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية الكبرى، وبالذات رؤساء الحكومات السابقين ممن امتلكوا الخبرة السياسية وممن لهم وجودهم ونفوذهم الاجتماعي بشكل أو بآخر، فما الذي يمنع إذن من أن يتولى بعض هؤلاء حقائب وزارية في الحكومة الجديدة لتتشكل لدينا حكومة وطنية ذات أثر في الهم الوطني العام.

نعم، الظروف بمجملها تستدعي حكومة غير عادية، ليس ترفاًَ وإنما لأن الظروف ذاتها ظروف غير عادية، وعندما يصبح الأمر كذلك فإن الأوطان تنتظر من رجالاتها الانقياء كافة الانخراط في خدمتها مؤسسياً وعملياً وبلا تردد، وهذه ليست بدعة أردنية وإنما هي ظاهرة تشهدها دول العالم جميعاً عند الأزمات وفي الأحوال الاستثنائية .

نتمنى على دولة الرئيس المكلف أن يفكر في الأمر ملياً، وعلى رؤساء الحكومات السابقين ومن هم على سويتهم من رجال الدولة عدم التردد أبداً إذا ما سارت الأمور في هذا الاتجاه، فالوطن فوق الجميع وخدمته وفي أي موقع شرف لا ترف.

والله من وراء القصد....