عمون - تعتبر حرائق المصانع والمستودعات من الأخطار التي توليها المديرية العامة للدفاع المدني اهتماماً خاصاً نظراً للآثار التي قد تنتج عنها إذا ما تطور الحريق من البسيط الى الجسيم وبالتالي اقترانه بخسائر بشرية ومادية بالغة وذات تأثير على الاقتصاد الوطني .

ونظراً لأهمية السلامة في المصانع ودورها في حماية العاملين فيها وحماية موجودات المصانع من الأخطار المختلفة وخصوصاً بعد التقدم التطور الذي شهدته المملكة بإنشاء المدن الصناعية التي تضم مصانع تقدر كلفتها بملايين الدنانير وتعتبر رافداً أساسياً لاقتصاد الوطن لذلك فقد حرصت المديرية العامة للدفاع المدني من خلال إدارة الوقاية والحماية الذاتية والتي تقوم بإجراء الكشف الدوري على هذه المصانع للتأكد من توفير متطلبات الوقاية والسلامة العامة التي تتمثل في توفير أنظمة الإطفاء المختلفة مثل خطوط الهوزريل والطفايات بمختلف أنواعها إضافة الى أنظمة الإطفاء الأوتوماتيكية كالمرشات المائية وكذلك توفير أجهزة الإنذار مثل كاشفات الدخان التي تقوم بالكشف المبكر للحريق ، وتعتبر هذه المعدات المتوفرة في المصانع بمثابة إسعاف أولي للحد من تفاقم حوادث الحريق والسيطرة عليها بكل سهولة بحيث يجب أن تكون هذه الأنظمة جاهزة في أماكن يسهل الوصول إليها وأن تكون سهلة الاستعمال وبأعداد كافية ومن الضروري تدريب العاملين على كيفية استخدام تلك التجهيزات من أجل مكافحة الحريق منذ بدايته الأمر الذي يضمن عدم انتشاره .

وقد أكد العقيد فريد الشرع مدير الاعلام الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني على انه لابد أن تكون المداخل والمخارج للمصنع كافية وخالية من العوائق وان تكون أبواب الطوارئ مشار إليها بوضوح وان تزود جميع الممرات بإضاءة مستقلة عن الإضاءة العادية لتسمح بتسهيل الإخلاء دون إعاقة ، ومن هذا المنطلق تقوم المديرية العامة للدفاع المدني وبالتنسيق مع إدارة هذه المصانع بإجراء تمارين تدريبية للعاملين فيها على كيفية الإخلاء بشكل عملي منظم وبأقل وقت تحسباً لحدوث أي طارئ لا قدر الله .
مشيراً العقيد الشرع على أن معظم أسباب الحوادث في المصانع تتمثل بجوانب مختلفة كآلاتي :

1. العنصر البشري : حيث أن أكثر الحوادث يكون سببها العامل نفسه وذلك بسبب قلة التدريب عل كيفية استخدام الآلات وعدم إتباع إرشادات السلامة العامة والاستهتار وعدم الالتزام بارتداء معدات الوقاية الشخصية مثل الخوذة والقفازات والكمامات وغيرها .

2. الآلة : وقد تكون هي السبب في الحوادث وذلك إما لقلة الصيانة أو بسبب كونها قديمة لا تتوفر فيها عوامل الحماية أو تكون من الآلات المعقدة بحيث يصعب على العامل استيعاب خطوات تشغيلها إضافة الى تشغيلها لفترات طويلة دون توقف .

3. سوء التخزين : حيث أكد العقيد الشرع على ضرورة توفر الشروط الفنية في مستودعات التخزين تجنباً للأخطار التي قد تنجم عن سوء التخزين ومن هذه الشروط أن يكون للمستودع مدخل ومخرج مزود بالإنارة الاضطرارية اللازمة وان تفتح الأبواب للخارج والاهتمام بسلامة التمديدات الكهربائية وأيضاً ترتيب المواد المخزنة على رفوف على أن لا يصل التخزين بحده الأعلى الى السقف كذلك أن تكون نهايات المواد المخزنة بعيدة عن الجدار مسافة لا تقل عن متر واحد وأن تكون طريقة التخزين في المواد خاصة المعبأة في أكياس على شكل مجموعات وعلى أرضية خشبية أو بلاستيكية وان يكون بين المجموعة والأخرى مساحة مناسبة منعاً لانتشار الحريق وتسهيل للحركة داخل المستودع .

أما بالنسبة للمواد السائلة فتخزن في براميل توضع على شكل رصات بحيث لا يزيد ارتفاع الرصة عن برميلين وبالنسبة لتخزين اسطوانات الغاز يجب ربطها الى الجدار أو وضعها بحامل الاسطوانات وعدم رميها بشكل عشوائي كذلك لا بد من وضع لاصقات على كل اسطوانة تحمل اسم الغاز وتركيزه إضافة الى تفقد الاسطوانات باستمرار من أجل التأكد من عدم وجود تسرب وإبعادها عن مصادر الحرارة واللهب .

وبالرغم من التوجيهات والإرشادات الوقائية التي تقدمها المديرية العامة للدفاع المدني فيما يتعلق بإتباع سبل الوقاية داخل مستودعات التخزين إلا انه ومن الملاحظ قيام بعض العاملين في المصانع بممارسات خاطئة كالتدخين واستخدام ماكينات اللحام وحرق المهملات بالقرب من المواد المخزنة دون مراعاة خطورتها وخصوصاً إذا ما كانت سريعة الاشتعال،إضافة الى عدم صيانة التمديدات الكهربائية باستمرار داخل المستودعات وعدم وضعها داخل أنابيب بلاستيكية والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى وقوع الحوادث.
4. بيئة العمل : وتكون سبباً في الحوادث إن لم تكن صحية ومريحة وذلك لعوامل عديدة كالحرارة والرطوبة العالية وعدم توفر التهوية الجيدة وعدم وجود الإضاءة المناسبة .

وتشير إحصائية إدارة العمليات في المديرية العامة للدفاع المدني أن جهاز الدفاع المدني تعامل خلال عام (2012) مع (123) حادث حريق مصنع ومستودع نتج عنها (80) إصابة ولم ينتج عنها أي حالة وفاة ، كما تعامل منذ بداية عام (2013) ولغاية الآن مع (32) حادث حريق مصنع ومستودع نتج عنها (12) إصابة ولم ينتج عنها أي حالة وفاة ، وكانت ناتجة في مجملها عن الاستهانة بمتطلبات السلامة العامة في المصانع .

كما وأكد العقيد الشرع على أن إدامة التعاون ما بين هذه المصانع وجهاز الدفاع المدني والتقيد بالإرشادات الوقائية إضافة الى أمور التدريب على كيفية استخدام معدات الإطفاء الموجودة داخل المصانع وإعطاء دورات حول الإسعافات الأولية إضافة الى كيفية التعامل مع المواد الكيمائية الخطرة والقيام بعمليات الإخلاء وحسن التصرف في التعامل مع مختلف أنواع الحوادث هي من أولى الأولويات التي لابد من تطبيقها للحد من وقوع الحوادث.

ومن الإرشادات التي تهيب إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي بالمديرية العامة للدفاع المدني بالأخوة المواطنين العاملين في المصانع مراعاتها ما يلي:-
استخدام ملابس العمل الواقية المقاومة للحريق والخاصة بالمواد الكيماوية او النفطية .
1. ارتداء واقي يغطي الرأس لحماية الوجه والرقبة من الشرر المتطاير أثناء العمل .
2. توفير التجهيزات الخاصة بحماية العيون عند القيام بأعمال مثل الحفر والقطع واستخدام الاسيد الحارق .
3. يجب استخدام واقيات الآذان للحماية من الأصوات المزعجة وفي الأماكن التي يكثر فيها الضجيج .

وأخيراً تبقى المديرية العامة للدفاع المدني من خلال أقسامها ومراكزها المنتشرة في كافة أنحاء المملكة جاهزة ومستعدة لتلبية نداء جميع المواطنين على هاتف الطوارئ الموحد رقم ( 199 ) في كافة أنحاء المملكة و(911) في محافظات الوسط.