مؤسساتنا التعليمية مؤسسات وطنية ساهمت في دفع عجلة التعلم وقدمت عطاءاً مميزاً لخدمة هذا الوطن الغالي , إن الرؤية جاءت لمواكبة عصر التطور التكنولوجي والمعرفي والتطلعات للمستقبل. أن الهدف من هذه الرؤية تسليح أبناء هذا الوطن بالعلم والمعرفة , فالأردن اليوم يشهد نهضة تعليمية متقدمة , ونحن اليوم ننعم بعشرة جامعات رسمية منتشرة في جميع محافظات المملكة, فهذا الانجاز إعجاز أن قطاع التعلم العالي حضي باهتمام وبرعاية ملكية منذ البداية. حيث كانت الانطلاقة الأولى. ( الجامعة الأم _الجامعة الأردنية) فهي أولى الجامعات, وقد اثرت هذا البلد بكوادر مّؤهلة تعليمياً, فهذه الجامعة اصبحت اليوم مَعلمٌ من معالم هذا الوطن الذي يفخر به الأردنيون, فقد أضفت المزيد من لانفتاح العولمي والتقدم التكنولوجي والمعرفي وحضيت بسمعة طيبة بين مثيلاتها عربياً وعالمياً, فعطاءها أمتد على مدى خمسون عاماً, حيث أمر جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه بإنشاء هذه الجامعة, فالإرادة الملكية جاءت في الثاني من أيلول لعام 1962م, إن صرحنا العلمي الكبير لهُ مكانة علمية مرموقة, فقد تحقق الكثير, إن الاهتمام والرعاية الملكية لهذا الصرح العلمي متواصلة, جلالة القائد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى ومن خلال زياراته المتكررة أكد على التميز وجوده ونوعية التعليم.
فقد ترجمت هذه الرسالة على أرض الواقع, فالنهج الذي اتخذته الجامعة انعكس إيجاباً على مكانتها العلمية , فجاء رد الجميل لأهله, فقد حصدت الجامعة ثمار ابداعها وتميزها بالمرتبة الأولى على الجامعات الأردنية سواءاً بمسارها الأكاديمي أو الإداري وهذا تقدم ملموس على أرض الواقع , ولم يأتي هذا الإنجاز من فراغ هناك نجاحات مختلفة حققتها الجامعة بتوسيع الأفاق التي تتمثل بالمسار الأكاديمي والأنشطة المنهجية واللا منهجية, فقد حققت منظومة استراتيجية مهمة في محاربة ظاهرة العنف الطلابي والحد منه ,هذا الموضوع الذي كان حديث الشارع ووسائل الأعلام وشغل الجامعات ولازالت الجامعات تشهدهُ فالتجربة الديمقراطية التي نفذتها كانت تجربة غير مسبوقة ومحط أنضار الجميع وقد كانت محط رهان فقد خرجت الجامعة منتصرة بهذا الرهان, إن ترسخ قواعد التنمية الديمقراطية وتنوير الفكر السياسي لدي الطلبة جاء من خلال . انتخابات مجلس الطلبة التي نفذتها الجامعة في السابع والعشرون من كانون الثاني من العالم المنصرم,فسطر الطلبة هذا اليوم الألفة والمحبة والتعاون وقد لبوا النداء , فهذه التجربة كانت مؤشراً حقيقياً للانتخابات البرلمانية التي تلتها , فالمحكمة والإدارة لرئيس الجامعة كانت هدفاً لتوسيع المشاركة , من خلال الكتل الطلابية فهذا نوع من التغير , فهذه الخطوة التي أحدثتها الجامعة خطوة رائدة في التغيير والانفتاح على النهج الديمقراطي , فالأسباب والمتغيرات الجديدة نقطة تحول مهمة فأولها رئيس الجامعة وعميد شؤون الطلبة وهو مدير دائرة الامن الجامعي . أن الكم الهائل من الطلبة في الجامعة مسيطر عليه وذلك بحكمة رئيسها الذي يتمتع بشخصية تربوية وأكاديمية ويمتلك لغة الحوار ويتمتع بخبرة عالية مكنته من الاتصال مع الجميع هذه الشخصية الأكاديمية التي تتواصل مع كافة الشرائح في الجامعة لم ولن سبق وأن أغلق باب مكتبه أمام أية فئة كانت , فقد نال محبة الجميع وهو من ترك الأثر الطيب في عدة مواقع تبوءها وأخرها جامعة البلقاء التطبيقية فهذا النهج تمحور في الحد الملموس من ظاهرة العنف الطلابي , أن المتغير الثاني الأستاذ الدكتور عميد شؤون الطلبة فخبرته الأكاديمية تزيد عن الخمسة وثلاثون عاماً فقد أثبت وجوده بالتعامل مع القضايا الطلابية وبالطرق الدبلوماسية مستخدماً لغة الحوار .
المتغير الثالث هو مدير دائرة الأمن الجامعي الذي عرف عنه المثابرة في العمل فهو إداري ناجحاً بكل المعايير, هناك خطوة غير مسبوقة أتخذها وهي اعادة ترتيب دائرة الأمن الجامعي فهذه الشخصية تمتلك الخبرة الكبيرة في هذا المجال فقد استطاع توجيه موظفي الأمن جميعاً للعمل ضمن منضومة واحدة وهدف واحد بما يخدم مصلحة الطالب والجامعة , وقد اعاد الهيبة لموظفي هذه الدائرة وقد رسم خطوط المودة من خلال الاتصال والتعامل مع الطلبة فهذه الخطوات تعتبر نقطة تحول مهمة لهذه الدائرة , حيث رسخ قواعد الاتصال المختلفة في العمل الأمني والعمل الوقائي وحل المشاكل قبل حدوثها فهذه المنظومة اوصلت الجامعة لبر الامان وخصوصاً بهذه الفترة أن ما لمسناه هذه الأيام بأن الحد من ظاهرة العنف الطلابي وصل لنقطة الصفر فهذا إنجاز غير مسبوق وبدورنا نشكر كل من ساهم به ونقول الجامعة الأردنية نموذج يحتذى به ونتمنى لجامعاتنا الأردنية التوفيق والنجاح وأن تكون ملاذاً آمناً يخلوه العنف الطلابي .
www.alkaead65@yahoo.Com